
د.حسن الأمراني
قصيدة(الكلام على الكلام)للشيخ الدكتورالحسن الأمراني
مشكاةُ ربِّك شمسُها تتوضّـــحُ و شعاعُــها بسنا المعارف يقدحُ
والشعرُ بعد الصمتِ في صحرائـه يـزهو بنَـوْر المكرُمات ويصدح
وحديقةُ النور المباركِ أصبحــتْ زهـــراتُها بالطيـبات تَفَـوّح
تيجـانـُها التقوى، وثوبُ بهائهـا عِـلـْمٌ يُفَـصَّلُ للسَّـؤُول ويُشرَح
وحيـاؤها الـورديّ يعبَقُ فاغمًا و يـكاد مـن فرْط السماحة ينضح
وتراه من حُلَل الجمال مُصفقًـا و تـراه في حُـلل الجـلال يـُسَبّح
يا روضةَ الآداب نفحُكِ مُسكري مـا كـنـتُ أحسب أن كَرْمَك ينفح
يا روضة الآداب كم من زهـرةٍ بـك أصـبـحتْ أكمـامُها تتفـتح
إن الكلامَ على الكلام خــرائدٌ شُمُـسٌ إذا لانـــت فهـونًا تمنح
قالت: قَدَحْتَ الجمر من غضبٍ فلا تـغضـبْ، ألا إن المغـاضبَ يَجمحُ
(والكاظمين الغيظ)، قلت: مَلَكْتِني إن الـذي ملـَك القـلـوب ليسجح
ونصحـتِ لي همسًا، وأنتِ حَييَّةٌ ولسـانُ حالـكِ في المشاهـد أفصح
قالت: عشقتَ؟ فقلتُ: إنّ العشق في شـرْع الأُبـوَّة مُـوجِـع و مُبَـرّح
أنا سيـدُ العشاق، لستُ أقـولها سفهًا، إلى شـرف الهوى لي مطمحُ
أو ليس تاجَ العاشقين (يحبّـهم)؟ مَـن تـوّج الرحمـنُ فهـو المفلـحُ
ما كـل عاشق خُلّةٍ صرّامهــا النـورُ ليـس عـن المـجرة يبـرح
أغضاضةٌ أن أنثر الأحزانَ مـن وجَـع الفـراق، ومـن دمائي أسفح؟
أخشى النسيمَ عليكِ، فهو مجـرِّح إن النـسيـم مـجـرِّح و مجـرَّح
كم من يدٍ لكِ في البيان سخيةٌ و يـداكِ تأسو للجـراح وتـمـسح
خلّي الأساورَ عنك، إنّ قلادةً زانتْـك صـارت للـقـلائد تـفضح
آياتُ ربك في الورى حـبّاتها تـزهـو بجـيد الطهـر لا تتزحـزح
الله فصّلها، وأخرج شطأهـا فسَمَتْ، فأضحـت في المعارج تسبـح
إيه "ابنَ ياسرٍ" الشهيدَ، "سميةٌ" بستانُـها النبـوي ليـس يـُصَـوّح
و"نسيبــةٌ" نعم الوشاح وشاحها و دعـاء طـه سيفـها المتـوشـح
ولـ"خـولةٍ" وسط المعامع صولـةٌ الأسْـد مـن ضَـرَباتِـها تتـرنَّـح
أزِف البِعاد، طويتُ جرحًا نازفًـا نشــرتْـه كـفٌّ بالـوداع تُـلَـوّح
وتقول لي: شمس العلوم كسيفـةٌ فـعـلامَ يـرتحل المـحبّ و ينـزح؟
وأرى هنا قلـمًا...هنا سبّـورةً و هـنا دفـاتـرَ بالمشـاعـر تطفح
ماذا أقـول غـدًا إذا ودّعـتُـها و عـلى مـلامـحها هوايَ مُصـرّح
البـحتـريُّ سيشتكي إيـوانَـه و أبـو العـلاءِ جـفـونُه تتـقرَّح
وابن الحسين مجلجل: أنا صخرة إن زوحـمـت في الواد ليست تبـرح
هيهات، إن البعد ليس مسافةً تبـغـي السـوانـحُ قطعـها فتجنّح
ما ذاق نار البعد من لبس التقى فـغـدا إلى الرحـمـن روحـًا تسبحُ
دبي:3 – 5 – 2008م
|