مجلس : الأدب العربي

 موضوع النقاش : البر بالأستاذ1    قيّم
التقييم :
( من قبل 1 أعضاء )
 د يحيى 
22 - مارس - 2008
أستاذي :العلامة محمود فاخوري
 في حوار مع سها جلال جودت
علومٌ في علم عالم ، بحث ودأب ودراسة وتحقيق
أوجز فأشاد، بحث فأجاد
رمزٌ لعطاء مستمر، بلا مقابل
مقدمة
هو علمٌ من أعلام العطاء والبحث والدراسة والتحقيق ، علاّمة في فقه اللغة العربية، جلس تحت أيكة العلم يغرف من علوم العرب وأدبائهم ثراء لغتهم وبلاغة معانيهم ، أوجز فأشاد وبحث فأجاد ، قدم كتباً في أعلام العرب تحقيقاً وبحثاً ودراسة ، عمل مدرساً في جامعة حلب قسم اللغة العربية، حقق تميزاً في الساحة الأدبية، يعطي سائليه العلم بلا مقابل، شغل منصب أمين سر فرع اتحاد الكتاب العرب، حصل على شهادة تقدير بامتياز من اتحاد الكتاب العرب ، يحبه الجميع، يقرون بفضله عليهم ،
يُعد أبرز من تحدث في علم العروض في عصرنا الحالي، مع جليل العلم والأدب الأستاذ محمود فاخوري كان لقاؤنا على بياض السطور :
س1- الأستاذ محمود فاخوري ، عُرف عنك ميلك نحو البحث والدراسة والتحقيق في علوم العرب على رأسهم أبو محجن الثقفي والمطرزي وابن الجوزي . ما سبب اختيارك لهؤلاء الأعلام ، هل هناك جديد قدمته ؟
إن اختياري لهؤلاء الأعلام وغيرهم، يعود إلى جانبين، الأول: يخص الأعلام أنفسهم، فقد يكون أحدهم مغموراً، أو لايُعرف عنه الكثير لدى الباحثين والدارسين، وعندئذٍ يروق لي أن أكشف الستار عن شخصياتهم، وأن أجليّها للناس بالعودة إلى مايمكنني الرجوع إليه من المصادر والمراجع بلا ملل ولا سآمة، حتى أستوفيها جميعاً من قديمة وحديثة، ومن مطبوعة ومخطوطة متوافرة في مظانها، وهذا ما يصدق على أبي محجن الثقفي الشارع المخضرم، فقد درست حياته كلها وخرجت بمعلومة جديدة، بتفاصيلها وجزئياتها، ولم يدرسها أحد قبلي، من ذلك تحقيق تاريخ وفاة أبي محجن الذي سكتت عنه المصادر وأخطأت المصادر الحديثة في تحديد وفاته عام ثلاثين للهجرة، والصواب أنه توفي عام 23 هجرية، كما حققت في الوقت نفسه ديوانه ودرست أشعاره في هذا الديوان.
وأما الجانب الآخر : فيخص الكتاب المحقق نفسه ، فقد يكون هذا الكتاب غير محقق، أو نادر الوجود، أو ليس متداولاً في أيدي الناس، فعندئذٍ أقوم بتحقيقه وإعداده للطباعة وهذا ما يصدق على معجم "المُغْرب" للمطرزي، وعلى كتاب "صفة الصفوة" لابن الجوزي، وكتاب "سيرة ابن سينا" و"نسيم الصبا" لابن حبيب الحلبي، وكتب أخرى غيرها.
وكان هناك جديد في كل ما قدمته، سواء أكان ذلك في تحقيق الكتب النادرة، أم في دراسة أعلام لا يكادون يُعرفون، وعندئذٍ تشتهر أسماؤهم وسيرهم بين الدارسين، وهكذا، فإنني أحب دائماً أن أحرث في أرض بور.

 3  4  5 

*عرض كافة التعليقات
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
علامة حلب(4)    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم
 
كان خط الشيخ مثالا في الإتقان يعجب به كل من رآه، وكان حريصا على انتقاء أٌقلامه من أجود الأقلام ليبقى خطه متسقا منسجما، وكان يستعمل في أول أمره قلم حبر من صنع ألماني Tropen ثم استعمل قلم باركر ثم استعمل في السنين الأخيرة من حياته قلم الحبر الجاهز، وكان رحمه الله يرغب في الحبر السائل ويعرض عن الحبر الجاف، ويستعمل قلم الرصاص للتعليقات والملاحظات السانحة، حيث كان لا يفارقه قلم صغير وأوراق يقيد بها الخواطر والأفكار، وكان يتمثل ببيت الشعر:
لابد للطالب من كناش    يكتب فيه قاعداً أو ماشي
أحبابه وأصدقاؤه و معارفه
 
كان للشيخ أحباب وأصدفاء ومعارف في كل بلد وصقع ، من العلماء العاملين والدعاة إلى الله ، ومنهم من كانوا أشخاصا عاديين في الظاهر ولكنهم كانوا من المحبين القريبين إلى نفسه لتواضعه ، ولأنه لم ينس في يوم من الأيام أنه من أسرة مستورة الحال، و نذكر هنا بعضا منهم مرتبين بحسب أسمائهم الأولى مع اعتذارنا لمن فاتنا ذكره :
الشيخ أبو عبد الرحمن بن عقيل الظاهري: العالم الإسلامي المعروف الذي يعيش في الرياض وأحد قلائل في العالم الإسلامي يتبعون المذهب الظاهري ، كان يستشير الشيخ في المسائل والقضايا الفقهية والحديثية، وقد ذكر الشيخ في مقالة له في المجلة العربية عن المدينة المنورة بعنوان: طيبة أم المساكين، فقال: وقد تحقق لشيخنا عبد الفتاح أبوغدة - رحمه الله - الدفن بها، فإن لم تتحقق سكناي - وعسى الله أن يحققها- فوصيتي لأبرِّ ذريتي وأحبائي أن أُدفن بالبقيع...
الحاج أحمد أسطه: المولود سنة 1342/1924 وهوتاجر من مؤسسي جمعية التعليم الشرعي في حلب ، والتي ابتدأت في جامع الحموي ولما ضاق بها طلبت من الآستاذ سليمان النسر مدير الاوقاف منحها المدرسة الشعيانية فوافق على ذلك ، الحاج أحمد كان من المقربين إلى الشيخ في بحلب ويستعين به في قضاء أموره المعيشية.
الدكتور أحمد بن عثمان التويجري: عميد كلية التربية الأسبق في جامعة الملك سعود حيث درس الشيخ بضع سنوات قبل تقاعده .
الأستاذ أحمد خيري*: من تلاميذ الكوثري المقربين في مصر، بيعت مكتبته بعد وفاته إلى جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
الشيخ أحمد سحنون*: من أبرز علماء الجزائر ، التقى بالشيخ عند زيارته للجزائر وكتب تقريظا لرسالة المسترشدين
الشيخ أحمد القلاش*: من زملاء الشيخ في الدراسة في المدرسة الخسروية ثم أصبح من زملائه في تدريس التربية الدينية بحلب، توفي رحمه الله في المدينة المنورة.
الشيخ إسحاق عزوز*: من علماء الحرم المكي
الشيخ إسماعيل الأنصاري*: العلامة المحدث المحقق أصله من مالي، وعاش بالرياض باحثا في دار الإفتاء عيشة متواضعة ، كان الشيخ لا يمل زيارته ، ويمضيان الساعات الطوال في المراجعات العلمية والحديثية، توفي رحمه الله إثر مرض طويل بعد وفاة الشيخ بقليل في 26  من ذي القعدة 1417.
الشيخ أمجد الزهاوي (1300-1386/1880-1966)*: من أبرز علماء العراق في وقته ، كان زاهدا متواضعا ، زاره الشيخ في بغداد وهو في طريقه للهند ثم زار هو الشيخ في حلب، عرض الشيخ عليه بعض المال لما رأى من حاله، ولكنه لم يقبلها لزهده وبساطة عيشته، وكان الشيخ يكرر قولته: (أيش أصنع بالدراهم ، آني ذاهب إلى بغداد)
الأستاذ أمين يكن (1357-1419/1937-1999)*: سليل الأسرة الحلبية العريقة وعميدها، وأحد زعماء الإخوان المسلمين السابقين في سورية، وهو أيضاً عديل الشيخ في الزواج،  وكان في طليعة مستقبلي الشيخ عند عودته إلى سورية، وسعى بعد وفاة الشيخ إلى رأب الصدع بين الحكومة السورية والإخوان.
استشهد رحمه الله  في يوم الخميس التاسع من رمضان 1420، المصادف 16 كانون الأول/يناير 1999 على يد عصابة مسلحة مجرمة، وجرت له جنازة رسمية وشعبية حافلة.
الشيخ حسن خالد*: مفتي لبنان، كان مع الشيخ في المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي
الشيخ حسن محمد مشاط*: من علماء الحرم المكي زار سورية عام 1374 هجرية والتقى بعلمائها ومنهم الشيخ  عبد الفتاح واستمرت الصلة بينهما بعد ذلك.
السيد حسين شوا: لحام في حلب لم يكن فقط لحامه ومن يشتري الطعام لبيته متيحا للشيخ فرصة التفرغ للعلم ، بل كان حبيبا إلى قلب الشيخ لخفة دمه ولباقته .
الشيخ د. خالد المذكور: أبرز علماء الكويت ، كان الشيخ يثني عليه ويعجب بأناته وسمت العلماء فيه ويقول: (المذكور بالخير)
الشيخ طاهر خير الله ‏(1340ـ1409ـ/1922ـ1989)‏*: العالم الخطيب المفوه ، ولد وعاش بحلب ، كان خطيب جامع بانقوسا في البلد القديمة ثم خطيب جامع الروضة ، وتوفي نزيل المدينة المنورة .
د. عبد الرحمن الباشا*: الأديب ومفتش اللغة العربية ، عاش مع الرسول وصحابته و ألف كتب "صور من حياة الصحابة" و "صور من حياة الصحابيات" و "صور من حياة التابعين"
الشيخ عبد العزيز عيون السود (1335-1399/1915-1979)*: شيخ القرآء وعالم القراءات ، والداعية والفقيه ، مفتي حمص ولد وتوفي بها
الشيخ عبد الغني عبد الخالق*: الفقيه الحاذق ولد وتوفي بمصر.
د. عبد القدوس أبو صالح : الأديب المعروف ورئيس رابطة الأدب الإسلامي ، والصديق الأثير لدى الشيخ ، ولد بحلب ويعيش الآن في الرياض، وهو ابن الشيخ محمد ناجي أبو صالح رحمه الله أحد علماء حلب من الرعيل السابق .
د. عبد الله التركي: الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة والوزيرالسابق للشؤون الإسلامية والأوقاف في السعودية، أسس -عمليا- جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، كان صديقا خاصا للشيخ يحبه ويقدره .
الشيخ عبد الله بن زيد آل محمود*: رئيس المحاكم الشرعية والشئون الدينية بدولة قطر، وصاحب الأيادي البيضاء في نشر العلم وطباعة الكتب الإسلامية، وقد توفي مع الشيخ في أسبوع واحد.
الشيخ عبد الله التليدي: من طنجة في المغرب العربي ويروي أحد تلاميذه الأستاذ الحسين اشبوكي قصة لقاءه بالشيخ عبد الفتاح عام 1384=1964 عندما كان الشيخ التليدي في زيارة لحلب وصلى الجمعة مع بعض مريديه في جامع الخسروية الذي يخطب فيه الشيخ أبوغدة، وبعد الصلاة مباشرة سلم الشيخ على الخطيب الفصيح الذي انتبه للزي المغربي فرحب به كثيراً عندما علم بمجيئهم من مدينة طنجة وكان قد درس على الشيخ العارف بالله سيدي أحمد بن الصديق وأخيه سيدي عبد الله رحم الله الجميع .
واستضاف الشيخُ التليدي الشيخ عبد الفتاح على العشاء في بيته فكان من جملة الإشكالات العلمية التي ناقشها العالمان مسألة في الحديث النبوي تدور حول قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم في سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام : وتجمع له الصلاة، يعني في آخر الزمان. حيث استشكل أمر هذا الحديث على الشيخ عبد الفتاح كثيرا ليجد جوابه الشافي عند أستاذنا بقوله: معنى ذلك أنه ستبطل كيفية الصلاة لدى جميع الأديان السماوية وستبقى صلاة واحدة هي صلاة المسلمين اليوم التي سطرتها السنة النبوية الصحيحة. وكان الشيخ عبد الفتاح يومها يحقق كتاب التصريح في نزول المسيح للمحدث الإمام الكشميري رحمه الله.
وكان شيخنا يشترك مع المحدث المحقق سيدي عبد الفتاح أبو غدة في العديد من مشايخه ولكنه أبى إلا أن يستجيز الشيخ أبا غدة لمكانته العلمية ومنزلته الدعوية فأجازه إجازة عامة رحمه الله تعالى، ولما علم الشيخ التليدي بوفاته رحمه الله خطب خطبة في مسجده عن مآثره وصلى عليه صلاة الغائب.
الشيخ عبد الله بن كنون*: (20 من شعبان 1326-1410/1908-1989)*: الأمين العام لرابطة علماء المغرب، والعالم الذي جمع بين العلم والفقه والأدب والسياسة، فكان فقيهًا وأديبًا ومناضلاً سياسيًّا ورجل دولة.
الشيخ عبد الله العلي المطوع*: أحد رجالات الكويت ومن زعماء التيار الإسلامي فيها
الشيخ عبد الوهاب البحيري(1329-1407/1909-1987)*: العلامة الأزهري المحدث الأصولي كان أستاذاُ مع الشيخ في السعودية وتوفي بالرياض ، كان الشيخ يجله كثيراً ويراجعه في كثير من القضايا الفقهية .
الشيخ عبد الوهاب ألتونجي*: القاضي الشرعي الممتاز بمدينة حلب
الشيخ عدنان سرميني: من مشايخ حلب ويعيش في السعودية
الشيخ علوي مالكي*: عالم الشافعية في مكة المكرمة والمدرس بالحرم المكي
الشيخ علي الطنطاوي*: الكاتب الإسلامي ذو القلم السيال والقريحة المتدفقة ، ذكر في مذكراته موقف الشبخ الصلب في المجلس النيابي السوري من قضية دين الدولة.
الأستاذ عمر بـهاء الدين الأميري*: الأديب والشاعر الإسلامي، درس بباريس ، وكان سفير سورية لدى دولة الباكستان عند استقلالها، هاجر للمغرب حيث درس في دار الحديث ، وتوفي بالسعودية . تزوج ابنه الأكبر د. أحمد البراء الأميري من ابنة الشيخ رحمه الله.
الشيخ فهد الثنيان: من تلاميذ الشيخ وأحد كبار رجال الأعمال في السعودية ، كان وفياً حفياً بالشيخ في حياته وبعد وفاته
د. معروف الدواليبي*: رئيس وزراء سورية الأسبق ، ولد بحلب ودرس الحقوق بباريس ، هاجر إلى السعودية حيث عمل مستشارا للملوك فيصل و خالد وفهد.
الشيخ محمد أبو اليسر عابدين*: حفيد الإمام ابن عابدين ، كان طبيبا حاذقا وعالما يشار إليه بالبنان حتى أصبح مفتي سورية
الشيخ محمد أمين سراج : إمام جامع الفاتح باستانبول ، ومستشار البروفسور نجم الدين أربكان رئيس وزراء تركيا الأسبق، و أحد المقربين المحببين للشيخ ، درس بمصر، وصلى على الشيخ صلاة الغائب في مسجد الفاتح .
الشيخ السيد محمد أمين كتبي (1327- 4 محرم 1404/1910-1983)*: من علماء الحرم المكي ينتهي نسبه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كان الشيخ يحرص على زيارته في مكة المكرمة .
الشيخ محمد جميل عقاد*: العالم والداعية والخطيب ، ولد بحلب وكان من أوائل الدارسين بالأزهر ، ومن السابقين لدعوة العامة في الأرياف والسجون ، في أسلوب يتميز بالبساطة والأصالة توفي بحلب عام 1968 .
الشيخ محمد الحبيب بلخوجة: العالم التونسي المعروف والأمين العالم لمجمع الفقه الإسلامي بجدة
الشيخ محمد الحجار*: الداعية التقي النقي، من علماء حلب وخطيب جامع الزكي فيها ثم نزيل المدينة المنورة، ودفين البقيع، وهو صهر الشيخ عيسى البيانوني رحمه الله تعالى.
الشيخ محمد حميد الله*: العلامة المعمر المتبحر في السيرة والحديث والتاريخ ، أصله من الهند وعاش معظم حياته في باريس حياة تقشف متفرغا للعلم
الشيخ محمد الحموي*: أصله من دمشق، وعمل مديراً للثانوية الشرعية بحلب،  وكان رحمه الله من أخلص ‏المخلصين وأدأب العاملين على ما يعود بالنفع على العلم وأهله، ولم تنتفع المدرسة الخسروية بجهد أحد من ‏مديريها - وكلهم نافع – بمثل نفعه لها، وتوفي في حادث سيارة وهو في الأربعين من عمره، فحزن عليه الشيخ ‏حزنا شديدا حيث كان محببا إليه، وهو حمو الشيخ أحمد بدر الدين حسون مفتي سورية الحالي.‏
الشيخ محمد عبد الله الرشيد : تلميذ الشيخ وصفيه ، لزمه في السنوات الأخيرة ملازمة الظل ، وألف عنه كتابه الجامع (إمداد الفتاح بأسانيد و مرويات الشيخ عبد الفتاح)
الشيخ محمد الشامي*: من علماء حلب ، درس بمصر ، وكان من الداخلين على الحكام يسعى في مصالح الناس، استشهد بحلب أثناء أحداث 1980، واستشهد معه زوج ابنة أخت الشيخ السيد محمد صبحي لبنية ، واستاء الشيخ لمقتله .
الدكتور محمد المبارك*: العالم التقي، كان أول عميد لكلية الشريعة بدمشق، وعمل في السودان والسعودية حيث توفي بها
الشيخ محمد عمر الداعوق*: مؤسس جماعة عباد الرحمن في لبنان .
الشيخ محمد محمود الصواف*: الداعية المتجرد والخطيب المفوه ، ولد بالموصل ودرس في مصر ، ثم هاجر إلى السعودية حيث عمل مستشارا للملك فيصل .
الشيخ محمد نور سيف*: من علماء مكة المكرمة كان الشيخ يتبرك بزيارته، ونقل عنه في كتبه، وابنه فضيلة الشيخ أحمد هو المستشار لحاكم دبي.
الدكتور مصطفى السباعي*: الداعية والخطيب المفوه ، مؤسس جماعة الإخوان في سورية ، أسس مجلة حضارة الإسلام، وتوفي سنة 1965 مريضا بالسرطان، رثاه الشيخ بمقالة في مجلة حضارة الأسلام
الشيخ ملا رمضان البوطي*: العلامة التقي المعمر والد فضيلة الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي العالم والداعية المعروف ، توفي رحمه الله في 20 شوال 1410 عن عمر يناهز 104 سنوات ، كان يحب الشيخ ويقدره ويقدمه على غيره من العلماء .
*د يحيى
4 - أبريل - 2010
علامة حلب (5)    ( من قبل 5 أعضاء )    قيّم
 
الشيخ مناع القطان*: العالم والداعية ، ولد بمصر ودرس بها ثم هاجر إلى السعودية حيث عمل في مناصب علمية و إدارية متنوعة منها إدارة المعهد العالي للقضاء الذي درس به الشيخ، توفي في الرياض
البروفسور نجم الدين أربكان: رئيس وزراء تركيا الأسبق ، والسياسي الإسلامي المخضرم ، كان للشيخ في نفسه اعتبار خاص ، فكان الشيخ موضع حفاوته إذا زار تركيا.
الشيخ نديم الجسر*: مفتي طرابلس ألف كتاب قصة الإيمان وزينه بتقريظ الشيخ .
الشيخ وهبي سليمان الغاوجي: الفقيه الحنفي الأصولي المتجرد.
الأستاذ يحيى الغوثاني الذي قال: العلامة المحدث الشيخ عبد الفتاح من نوادر هذا الزمن، ولقد أكرمني الله بالتتلمذ على كتبه ثم بالجلوس معه مرارا في المدينة المنورة وفي جدة وحصلت والحمد لله على إجازة منه بحديث الرحمة المسلسل بالأولية وإجازة عامة بالكتب الستة وبسائر مؤلفاته وما يجوز له روايته أكثر من مرة والحمد لله , ولقد قرأت بحضرته من القرآن الكريم أكثر من مرة فكنت ألمح الدموع تنهمر من عينيه، وقد أكرمنا الله ذات يوم بالاجتماع به في مجلس ختم سنن أبي داود على شيخنا مسند العصر الشيخ محمد يسن الفاداني في مكة المكرمة، وكان حضور الشيخ مفاجئاً وحضر من أعلام الإسلام في ذلك المجلس عدد كبير أذكر منهم : محدث المغرب الشيخ السيد عبد الله بن الصديق الغماري، والشيخ إسماعيل عثمان زين، والشيخ عبد الفتاح راوة، والشيخ عبد السبحان البرماوي، وكنت أنا والأخ الحبيب الدكتور أيمن سويد قرّاء هذا المجلس الذي لا ينسى، حيث كلفنا الشيخ الفاداني رحمه الله بقراءة موضوعين عن السنن وعن المؤلف.
ثم شهدت مجلسا آخر في بيت أحد الأئمة في جدة، وكان الشيخ عبد الفتاح يرغب بزيارة الشيخ المعمر عبد الله الناخبي اليافعي اليمني الذي تجاوز 110 سنين، وطلب الإجازة منه في الحديث، فأجاز الشيخ الناخبي الشيخ عبد الفتاح وأجازنا معه بالمعية، ثم طلب أن يتدبج مع الشيخ عبد الفتاح يعني أن يجيزه هو أيضا، فبكى وأبكى واحمر وجهه وكان يوما مهيبا مشهودا.
رعى الله أياما تقضت بمكة          وحيا ليالي ما عرفت لها قدرا
ليالي وصال لو تباع شريتها          بروحي ولكن لا تباع ولا تشرى
الشيخ يوسف القرضاوي: العلامة الفقيه الداعية ، ولد بمصر ودرس بالأزهر ثم استوطن قطر وكتب الله له القبول لدى العامة والخاصة في العالم كله، كان يقدر الشيخ ويجله واستضافه أستاذا زائرا في مركز السنة بقطر، ورثاه من على المنبر عند وفاته. وقد تحدث الشيخ في مذكراته عن لقائه أول مرة بالشيخ في لبنان عام 1965 فقال: وتعرفت أيضًا على عدد من العلماء، منهم عالم حلب ومحدثها العلامة المحقق الشيخ عبد الفتاح أبو غدة. وقد كنت عرفته وأحببته قبل أن أراه، بما سمعته عنه من إخوانه وتلاميذه من أبناء سوريا، الذين لقيتهم في مصر، والذين لقيتهم في قطر. فلما لقيت الشيخ في بيروت صدَّق الخَبَرَ الخُبْرُ، وعرفت فيه العالم الفقيه المحدث اللغوي الأديب، التقي الورع، الذي يجمع إلى ورعه الظرف والفكاهة.
 
عمله في التدريس بسورية
بعد أن أكمل الشيخ دراسته في مصر ، عاد إلى سورية وتقدم سنة1371/1951 م لمسابقة اختيار مدرسي التربية الإسلامية لدى وزارة المعارف فكان الناجح الأول فيها، ودرس مادة التربية الإسلامية أحد عشر عاماً في أبرز ثانويات حلب: هنانو، والمأمون، والصنائع، كما شارك في تأليف الكتب المدرسية المقررة لهذه المادة، ودرّس إلى جانب ذلك في المدرسة الشعبانية ، وهي مدرسة شرعية أهلية متخصصة بتخريج الأئمة والخطباء، ودرّس في الثانوية الشرعية "الخسروية" التي تخرج فيها، ثم انتدب للتدريس في كلية الشريعة في جامعة دمشق، ودرّس فيها لمدة ثلاث سنوات "أصول الفقه" و"الفقه الحنفي" و "الفقه المقارن بين المذاهب" وقام بعد ذلك بإدارة موسوعة "معجم فقه المحلى لابن حزم" وكان قد سبقه للعمل فيه بعض الزملاء فأتمه، وأنهى خدمته، وطبعته جامعة دمشق في ضمن مطبوعاتها في مجلدين كبيرين..
 
 نشاطه الدعوي  في سورية
منذ عودته إلى سورية من مصر، كان الشيخ إلى جانب عمله في التدريس، نشيطا في الدعوة إلى الله، فنال ثقة العامة والخاصة، واحترام أقرانه، لورعه وتقواه وعلمه ورجاحة عقله وحكمته، وتعلق الإخوان بدورهم بالشيخ رحمه الله تعالى ووثقوا به، فكان مرشداً وسنداً وموئلاً،. بل وكان بشخصيته المتميزة وسلوكه السامق مدرسة دعوية حية متحركة، تتلمذ عليه فيها ثلاثة أجيال أو أكثر من الدعاة العاملين، كلهم يفخر بأنه قد نال شرف الاغتراف من بحر فضيلته رحمه الله تعالى وأفسح له في جناته، وكانت دروس مادة التربية الدينية التي يدرسها من أحب الدروس للطلبة وموضع إقبالهم واهتمامهم، بعد أن كانوا يعرضون عن أمثالها.
وفي مسجد "الخسروية" حيث كان يجتمع أسبوعياً آلاف المصلين لحضور خطبة الجمعة، كان الشيخ يطرح  على منبره قضايا الإسلام والمسلمين المعاصرة متصدياً للاستبداد، وللنزعات العلمانية، غير عابئ بما قد يناله من أذى، مرددا بجرأة العالم المسلم المجاهد قولة الصحابي الشهيد خباب بن الأرت:
ولست أبالي حين أقتل مسلماً             على أي جنب كان في الله مصرعي
 أما دروسه فقد كانت تغص بها المساجد ويتحشد لها المستمعون، وكان للشيخ الأنشطة التالية:
  1.  خطبة الجمعة الأسبوعية، التي كان يلقيها على منبر الجامع الحموي أولا، ثم جامع الثانوية الشرعية "الخسروية"
  2. جلسة للتفقه في الدين بعد خطبة الجمعة فيها أسئلة وأجوبة، تغطي حياة المسلمين الخاصة والعامة ، يجيب الشيخ فيها عن جميع التساؤلات بمنهج رشيد سديد، يربط الفتوى بدليلها الشرعي، وبالعصر الذي يعيشه المسلمون، ممعناً في الترغيب والترهيب والتوجيه
  3. درس في الحديث والتربية والتهذيب بين مغرب وعشاء يوم الخميس في جامع سيف الدولة
  4. درس في الفقه بين مغرب وعشاء يوم الإثنين في جامع زكي باشا المدرس، بالإسماعيلية حيث كان الشيخ يغمر الحاضرين بواسع علمه، في المقارنة بين المذاهب وذكر الأدلة والترجيح بين الأقوال
  5. درس متقطع في السيرة في جامع الصديق بالجميلية
 إلى جانب هذا الدروس كان للشيخ لقاءات دورية مع علماء حلب ومدرسي التربية الدينية فيها للتشاور فيما يهم المسلمين في المدينة ومايتعلق بالتعليم فيها، وهو في كل ذلك عمدة الميدان والمشار إليه بالبنان.
*د يحيى
4 - أبريل - 2010
علامة حلب (6)    ( من قبل 5 أعضاء )    قيّم
 
الشيخ عبد الفتاح خطيباً
 
كان الشيخ رحمه الله حيياً صموتاً دائم الفكرة رطب اللسان بذكر الله عز وجل، فإذا خطب أو تحدث تدفق كصوب مبارك يأتي بالغيث والبركة، تصيخ له الأسماع وتصغي لحديثه النفوس وتنفتح لكلامه الأفئدة، وكان رحمه الله لا يشرق ويغرب في حديثه وخطبه بل يختار الموضوع المناسب للمقام والحضور، ولا يتعداه إلى سواه بل يكرر أفكاره بأوجه مختلفة حتى تثبت في أذهان السامعين وعقولهم، ويورد في حديثه شواهد القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف وأشعار العرب وأمثالهم ولمحات من حياة علماء المسلمين ورجالاتهم، دون اختصار مخل أو إطالة تمل، ما توقف إلا وسامعه يتمنى لو استمر في حديثه، وكل ذلك في كلام بليغ فصيح مسبوك مترابط لا خلل فيه ولا وهن، لا يعرف اللحن والخطأ إليه سبيلا.
وعند ما كان الشيخ يخطب الجمعة أسبوعياً في حلب كان يعد لخطبته إعداداً دقيقاً يستغرق منه الساعات، فيراجع مصادر موضوعها في كثير من الكتب كبيرها وصغيرها، ثم يقسمها إلى نقاط رئيسة يريد إيصالها للمصلين الذين كانوا يأتون إليه من أنحاء البلد وخارجها، وما كان الشيخ يستعين بمكتوب في خطبته و إن كان أحياناً ـ وبخاصة في بداية الأمر ـ يكتب الخطبة، ليستحضرها فيما بعد بوضوح ودقة وسلاسة وترتيب في عرض الأفكار.
أما محاضرات الشيخ العلمية فكان رحمه الله يقتلها بحثاً وتمحيصاً ولا يستثني من هذا الإعداد محاضراته النظامية على الطلبة في كليات الشريعة أو حلق الدرس، و يقول: إن المدرس عندما يلقي درسه على طلابه فإنما يعرض أفكاره على عشرات النقاد المولعين بتتبع الهفوات والأخطاء.
وفي هذه التسجيلات وغيرها مما سنضيفه للموقع تباعاً شواهد من فصاحة الشيخ وبيانه وأسلوبه الفريد في الخطابة والدرس، رحمه الله تعالى وأجزل ثوابه وأخلف على المسلمين فيه.
الشيخ في المجلس النيابي
انتخب الشيخ سنة 1382/1961م نائباً عن مدينة حلب، بأكثرية كبيرة، فنال بذلك ثقة مواطنيه، على الرغم من تألب الخصوم عليه من كل الاتجاهات، ومحاولاتهم المستميتة للحيلولة بينه وبين الوصول إلى مجلس النواب، وفي مجلس النواب السوري، قام الشيخ عبدالفتاح مع إخوانه بنصرة قضايا الإسلام والمسلمين في سورية، وقد أشار الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله في مذكراته لبعض مواقف الشيخ إزاء محاولات من جهات شتى لإغفال الإسلام دينا للدولة من الدستور السوري، وفي عام 1965 بعد عامين على حل المجلس النيابي ، غادر الشيخ سورية ليعمل مدرسا في كلية الشريعة بالرياض،  ولما عاد إلى بلده في صيف  1386/1966  أدخل السجن مع ثلة من رجال العلم والفكر والسياسة ، ومكث في سجن تدمر الصحراوي مدة أحد عشر شهرا، وبعد كارثة الخامس من يونيو/حزيران سنة 1967 م أفرجت الحكومة آنذاك عن جميع المعتقلين السياسيين، وكان الشيخ رحمه من بينهم.
كانت عضوية الشيخ في جماعة الإخوان المسلمين مبنية على قناعته بضرورة العمل الجماعي لنصرة الإسلام والمسلمين لا جريا وراء المناصب والمسميات، فقد كان التفرغ للعلم والتحقيق الرغبة الدائمة التي رافقته طوال حياته، ومع رغبة الشيخ الملحة في الانصراف بكليته إلى الجانبين العلمي والدعوي، فقد اضطر أكثر من مرة، أن يستجيب لرغبة إخوانه، فيتحمل  معهم بعض المسؤوليات التنظيمية، فكان أن تولى – على غير رغبة منه أو سعي - منصب المراقب العام للإخوان المسلمين في سورية مرتين، ثم تخلى عنه في أقرب فرصة مناسبة متفرغاً للعلم والتأليف.
 
حياته في السعودية
 بعد خروجه من السجن انتقل الشيخ ثانية إلى المملكة العربية السعودية، متعاقداً مع جامعة الإمام محمد بن سعود في الرياض حيث عمل مدرساً في كلية الشريعة ثم في المعهد العالي للقضاء الذي أسس حديثا، وأستاذاً لطلبة الدراسات العليا، ومشرفاً على الرسائل العلمية العالية، فتخرج به الكثير من الأساتذة والعلماء، وقد شارك خلال هذه الفترة 1385-1408/1965-1988 في وضع خطط جامعة الإمام محمد بن سعود ومناهجها، واختير عضواً في المجلس العلمي فيها، ولقي من إدارة الجامعة ومدرائها فضيلة الشيخ عبد العزيز بن محمد آل الشيخ، و الدكتور عبد الله عبد المحسن التركي كل تكريم وتقدير، ولقي مثل ذلك من فضيلة المفتي الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله تعالى الذي ترجم له الشيخ في كتابه "تراجم ستة من علماء العالم الإسلامي في القرن الرابع عشر"، كما كان محل احترام و تقدير من وزير المعارف المرحوم حسن بن عبد الله آل الشيخ.
 
أشرف الشيخ في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية على رسائل عديدة لطلبة الماجستير والدكتوراه نشير إلى بعض منها فيما يلي:
1.  فضيلة الشيخ الدكتور إبراهيم بن محمد الصبيحي الأستاذ في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية: كتاب "اختلاف الحديث" للشافعي، رسالة ماجستير عام 1399.
2.  فضيلة الشيخ الدكتور : خالد بن منصور الدريس الأستاذ المشارك في الحديث في قسم الثقافة الإسلامية في كلية التربية بجامعة الملك سعود : هل سكوت الذهبي على تصحيح الحاكم إقرار له. بحث عام 1409.
3.  فضيلة الشيخ الدكتور إبراهيم بن عبد الله اللاحم الأستاذ في جامعة الإمام محمد بن سعود فرع القصيم: تحقيق كتاب "الكشف الحثيث في من رمي بوضع الحديث" لبرهان الدين الحلبي سبط ابن العجمي. رسالة ماجستير عام 1401.
4.    الأستاذ سليمان محمد طاهر السحيني: "جمع ألفاظ الجرح والتعديل ودراستها" رسالة ماجستير عام 1401.
5.  الدكتور الحسين محمد شواط المدير التنفيذي للجامعة الامريكية المفتوحة وأستاذ السنة وعلومها: منهج القاضي عياض في كتابه إكمال المعلم بفوائد مسلم. رسالة دكتوراه عام 1411.
6.  الدكتور مهيب بن صالح بن عبد الرحمن البوريني (الحصان) أُستاذ مادة الحديث في جامعة آل البيت بالمفرق بالأردن: الأحكام الشرعية الكبرى لعبد الحق بن عبد الرحمن الأزدي الإشبيلي المعروف بابن الخراط. رسالة دكتوراه عام 1406.
7.  الدكتور عبد الكريم بن عبد الله الخضير عضو هيئة التدريس في قسم السنة وعلومها في كلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض (سابقاً) : تحقيق النصف الأول من فتح المغيث بشرح ألفية الحديث للحافظ محمد بن عبد الرحمن السخاوي. رسالة دكتوراه عام 1407.
8.  الأستاذ محمد بن شكري بن مصطفى اللزام: الحديث ورجاله بالمغرب الأقصى في القرنين السادس والسابع الهجريين. رسالة ماجستير عام 1413.
 
انتدب الشيخ أستاذاً زائراً لجامعة أم درمان الإسلامية في السودان ولجامعة صنعاء في اليمن، ولمعاهد الهند وجامعاتها، وشارك في الكثير من الندوات والمؤتمرات الإسلامية العلمية، التي تعقد على مستوى العالم الإسلامي، وكانت له جهود طيبة في جميع هذه المجالات حيث درس في الأردن والباكستان وتركيا والجزائر والعراق وقطر، وعمل فترة في جامعة الإمام محمد بن سعود في الرياض ثم انتقل للعمل متعاقداً مع جامعة الملك سعود في الرياض وقبل وفاته بسنوات تفرغ من العمل وعكف على العلم والتأليف حتى وافته المنية رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
كذلك اختير الشيخ لتمثيل سورية في المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي بعد شغور مقعدها بوفاة الشيخ حسن حبنكة الميداني رحمه الله، فقام بذلك خير قيام مع الأعضاء الآخرين لنشر الدعوة إلى الله ومتابعة قضايا المسلمين في العالم حتى توفاه الله تعالى.
قام الأستاذ عبد المقصود خوجة الوجيه الحجازي المعروف بإكرام الشيخ في "الإثنينية" التي يعقدها في بيته بجدة في المملكة العربية السعودية وكانت أمسية تكريم الشيخ عام 1414 للهجرة أمسية لا تنسى لم ينقطع بكاء الشيخ فيها وهو يسمع الثناء عليه وتسجيلها موجود في قسم المحاضرات، وهذا نصها مستلاً من ملفات الإثنينية.
 
وقد تتلمذ على الشيخ رحمه الله ألوف مؤلفة أثناء تدريسه في مدارس وجامعات سورية والسعودية والمغرب والسودان واليمن والهند وباكستان، نذكر بعضاً منهم مع الاعتذار لمن فاتنا ذكره:
فضيلة الشيخ علي جمعة: سماحة مفتي جمهورية مصر  العربية
الشيخ حسن قاطرجي: الداعية اللبناني مؤسس جمعية الإتحاد الإسلامي، ومن أنشطتها مجلة: منبر ‏الداعيات، ودور تحفيظ القرآن الكريم، ودار للحوار مع غير المسلمين. وقد كتب الشيخ حسن رعاه الله مقالة ضافية عن شيخه الشيخ عبد الفتاح يمكن الإطلاع عليها بالضغط على صورته المرفقة.
الشهيد الشيخ نزار عبد القادر محمد ريان: أستاذ الحديث في كلية أصول الدين بالجامعة الإسلامية بغزة، استشهد في عدوان إسرائيل على غزة في محرم 1430 الموافق يناير 2009.
 
الشيخ سلمان بن فهد العودة: الداعية الإسلامي والذي دعا لإنصاف الشيخ إزاء إجحاف بعض علماء السعودية له، وذلك في مقال يمكن الاطلاع عليه بالضغط على الصورة أدناه.
‏ الشيخ موسى بن محمد القرني‏: الأستاذ المساعد و رئيس قسم أصول الفقه سابقاً بكلية الشريعة بالجامعة الإسلامية
الشيخ عايض القرني: الداعية الإسلامي وصاحب المؤلفات المفيدة الممتعة
الشيخ سعد بن سعيد الحجري: الداعية الإسلامي في أبها
الشيخ محمود عكام: مفتي حلب
الشيخ حمد بن إبراهيم الشتوي: الأستاذ سابقاً في قسم السنة وعلومها بكلية أصول الدين في  جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض
 الشيخ عبد الوهاب بن ناصر الطريري: الأستاذ في كلية أصول الدين في  جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض
الشيخ محمد عبد المالك البنغالاديشي: أحد من تخرج في علم الحديث ورسخ فيه على يد الشيخ والشيخ محمد عبد الرشيد النعماني رحمهما الله تعالى، وله جهود في التعليم والتأليف مشكورة.
‏الشيخ محمد العمير‎: عميد كلية التربية في جامعة ‎الملك فيصل بالدمام
الشيخ علي بن عبد الله الجمعة:  رئيس قسم السنة في جامعة‏‎ ‎القصيم سابقاً
الشيخ نوح بن علي بن سليمان القضاة: مفتي القوات المسلحة الأردنية
الشيخ مجد أحمد مكي: إمام وخطيب جامع الرضا بحي النعيم بجدة، وعضو رابطة علماء سورية المستقلة
الشيخ محمد عوامة: المحدث العلامة نزيل المدينة المنورة
*د يحيى
4 - أبريل - 2010
علامة حلب (7)    ( من قبل 5 أعضاء )    قيّم
 
 رحلاته العلمية
قام الشيخ عبد الفتاح -تغمده الله برحمته- بالعديد من الرحلات العلمية والدعوية فقد رحل إلى عدد من الأقطار الإسلامية، مفيداً ومستفيدا، فإلى جانب إقامته في مصر، زار رحمه الله البلدان التالية مرتبة على الأحرف الأبجدية: الأردن، أفغانستان، أوزبكستان، ألمانيا، الإمارات العربية المتحدة، أمريكا، إندونيسيا، إيران، إيطاليا، الباكستان، البحرين، بروناي، بريطانيا، تركيا، تونس، الجزائر، جنوب أفريقيا، السودان، سويسرا، الصومال، العراق، الفاتيكان، فلسطين (قبل 1368-1948)، فرنسا، قطر، الكويت، كندا، لبنان، ماليزيا، مصر، المغرب، الهند، هولندا، وكان حريصا في كل زياراته على زيارة المكتبات التي توجد بها المخطوطات العربية، وعلى لقاء العلماء والصلحاء فيها وطلاب العلم فيها، فأفاد منهم وأفادوا منه
وزار الصومال سنة 1383/1963 بُعيد استقلالها لحضور اجتماع لمنظمة المؤتمر الإسلامي ولعلها كانت أول زيارة لها خارج الشرق الأوسط.
وقد دعاه الملك الحسن الثاني للدروس الحسنية عدة مرات أولها سنة 1383/1963 وآخرها سنة 1986، وكانت دروسه محل استحسان الملك الذي منحه وساماً رفيعاً ورغب في استبقاء الشيخ في المغرب ليشرف على دار الحديث الحسنية، ولكن الشيخ رحمه الله فضل البقاء في السعودية لقربها من سورية.
وقد سمع العلامة المحدث الشيخ عبد الحفيظ الفاسي - وكان عمره 87 عاماً حين ذاك - أول محاضرات الشيخ في أول زيارة وأعجب بها فأرسل يطلب لقاءه وأجاز هو الشيخ وأجازه الشيخ عبد الفتاح بناء على إلحاحه.
وقد سمع العلامة المحدث الشيخ عبد الحفيظ الفاسي - وكان عمره 87 عاماً حين ذاك - أول محاضرات الشيخ في أول زيارة وأعجب بها فأرسل يطلب لقاءه وأجاز هو الشيخ وأجازه الشيخ عبد الفتاح بناء على إلحاحه.
والدروس الحسنية تقام في المغرب كل سنة حيث يلقي العالم المدعو درسه بحضرة الملك والأمراء وأعضاء الحكومة يتقدمهم الوزير الأول كما يسمى رئيس الوزراء في المغرب، وكذلك رئيسا مجلسي النواب والمستشارين، ورؤساء الفرق البرلمانية، وأعضاء الدواوين الوزارية، وكبار ضباط الجيش، فضلا عن العديد من الشخصيات العلمية والثقافية التي عادة ما توجه لها الدعوة لحضور مثل هذه المجالس، وكذلك أعضاء السلك الدبلوماسي وتبثها الإذاعة والتلفاز بثاً مباشراً إلى ملايين المشاهدين والمستمعين.
 
و زار الجزائر سنة 1404/1984 بدعوة من وزارة الأوقاف وألقى فيها محاضرات كان لها أثر واضح على الحاضرين من طلبة العلم والعلماء، والتقى في الجزائر بشيخ علمائها الشيخ أحمد سحنون كما أشار لذلك في مقدمة كتابه رسالة المسترشدين.
أما زيارته لبنان فكانت تأخذ طابع الاصطياف في قرنايل وسوق الغرب من قرى جبل لبنان وذلك بين أعوام 1388-1398/1968-1978 وكان يستغل ذلك في طباعة كتبه وتصحيح تجاربها وإخراجها.
وزار دولة الإمارات العربية المتحدة عدة مرات لقي فيها القبول والتكريم من شيوخها وأذيعت محاضراته في تلفازها، كما زار دولة قطر أستاذاً زائرأ في مركز السنة في جامعتها الذي يديره فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي حفظه الله تعالى، ولقي فيها كل حفاوة وتكريم، وخطب الجمعة و درس في مساجدها.
ورحل رحمه الله إلى اليمن ودرس في جامعتها ودخل صنعاء وتعز وزبيد و أخذ عن علمائها منهم المقرىء السيد يحيى الكبسي والشيخ ثابت مهران والتقى كذلك بعلماء تريم.
وقد زار الشيخ رحمه الله مدينة الأحساء في المملكة العربية السعودية زيارات عديدة وكان له فيها محبون كثر، والتقى فيها بالكثير من العلماء منهم الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ مبارك الأحسائي المالكي وكذلك الشيخ عبدالرحمن البوبكر الملا الحنفي و التقى كذلك بالشيخ الزاهد الورع أحمد آل دوغان الشافعي الأحسائي.
زار الشيخ الهند والباكستان أول مرة سنة 1383/1963 في رحلة دعوية مع جماعة التبليغ التي كانت وفودها تتردد إلى حلب وتنزل في جامع الزكي، وكانت السفر بالبر إلى بغداد ثم البصرة، ومنها بالبحر إلى كراتشي، ودامت الرحلة ثلاثة أشهر، كان لها أثر كبير في حياة الشيخ وعلاقاته العلمية وصلاته الروحية، وقد حمل في زياراته المتعددة إلى الهند والباكستان كثيراً من علم القارة الهندية إلى المشرق والعربي، فحقق العديد من الرسائل والكتب وشهرها بين أهل العلم فنالت استحسانهم، وإعجابهم ومن أبرز العلماء الذين التقى بهم في تلك الديار:
الشيخ السيد أبو الحسن علي الحسني الندوي (1333- 23 رمضان 1420/1914-31/12/1999):
المربي والعلامة الذي أدار ندوة العلماء في لكنو بالهند فجعلها أهم مؤسسة إسلامية في تلك الديار، آتاه الله الحكمة وملك قياد اللغة العربية والبلاغة، كان من أحباء الشيخ المقربين، يأنس بزيارته له، ويزوره دوما في الهند، وكان الشيخ أبو الحسن يكن للشيخ عبد الفتاح مكانة خاصة لفتت نظر أحد من حضروا مؤتمر الندوة عام 1395=1975 الذي حضره من مصر الإمام الأكبر عبد الحليم محمود، وفضيلة الشيخ الدكتور محمد حسين الذهبي وزير الأوقاف المصري، ومن قطر فضيلة الشيخ عبد الله بن إبراهيم الأنصاري، وفضيلة الشيخ عبد المعز عبد الستار، ومن الإمارات فضيلة الشيخ أحمد عبد العزيز المبارك رئيس القضاء الشرعي، وأشار إلى (أن عريف الحفل قدم المدعوين ولكن الشيخ الندوي حرص على أن يقدم للجمهور بنفسه: العلامة الشيخ عبد الفتاح أبوغدة، الذي يعرفه علماء الهند بآثاره العلمية، والذي له عناية خاصة بعلماء الهند وآثارهم العلمية، ولا سيما عالم لكنو الشهير الشيخ عبد الحي اللكنوي، الذي نشر الشيخ آثاره مثل (الرفع والتكميل في الجرح والتعديل) وغيرها، وعلق عليها تعليقات ضافية).
 
الشيخ أبو الوفاء محمود شاه الأفغاني (1310-1395/1891-1975): أحد أعلام علماء هذا القرن في علوم الحديث والفقه والفقه المقارن حقق ونشر مخطوطات عديدة.
الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي (1319-1412/1900-1992): المحدث العلامة في الفقه والرجال والتاريخ
الشيخ ظفر أحمد أنصاري (1310-1394/1895-1974) : نسيج وحده في الحديث نشر له الشيخ عبد الفتاح كتابه "قواعد في علوم الحديث" الذي يتناول أصول وقواعد الحديث لدى المذهب الحنفي.
المفتي عتيق الرحمن كبير علماء دلهي بالهند المتوفى 1404/1984
الشيخ محمد يوسف بن محمد إلياس الكاندهلوي (1332-1384/1913-1964) عالم الحديث والفقه وزعيم جماعة الدعوة والتبليغ في الباكستان
الشيخ محمد إدريس الكاندهلوي
الشيخ محمد زكريا الكاندهلوي (1315-1402/1896-1982) الفقيه المحدث عاش بالمدينة في أواخر حياته وتوفي بها.
الشيخ محمد شفيع (1314-1396/1896-1976): العلامة المفسر المحدث الفقيه مفتي باكستان، ووالد عالمين جليلين من علمائها هما : القاضي محمد تقي عثماني و الشيخ محمد رفيع عثماني.
الشيخ محمد عبد الرشيد النعماني (1333-1420/1914-1999) : العلامة المحدث الفقيه طبع له الشيخ كتاب مكانة الإمام أبي حنيفة في الحديث، وكان رحمه الله يعيش في بنوري تاون بكراتشي.
الشيخ محمد يوسف البنوري (1326-1397/1908-1977) :عالم جليل في التفسير والحديث والفقه والعربية والأدب، وله شعر بالعربية، توفي بكراتشي وله تنسب الضاحية بنوري تاون بأمر من رئيس وزراء الباكستان الأسيق ضياء الرحمن.
الشيخ أبو الأعلى المودودي (1321-1399/1902-1979): مؤسس الجماعة الإسلامية في الهند وباكستان، والمفكر الإسلامي صاحب المؤلفات العديدة بما فيها ترجمة معاني القران وتفسيره.
الأستاذ قاضي حسين: أمير الجماعة الإسلامية في الباكستان
زار الشيخ تركيا عدة مرات واصطاف فيها بضع مرات استمتع فيها بلقاء طلبة العلم فيها وزيارة مكتباتها والإطلاع على مخطوطاتها، وقد ترجم عدد من كتب الشيخ إلى اللغة التركية، وللشيخ في تركيا محبون كثيرون على رأسهم البروفسور نجم الدين أربكان رئيس الوزراء الأسبق والشيخ أمين سراج إمام مسجد الفاتح في استانبول، وقد كانت زيارة للشيخ لهذا البلد الذي أحبه كثيراً آخر زيارة يقوم بها قبل وفاته، حيث دعاه مدير بلدية قونية لحضور مؤتمر عن التعليم، فسافر الشيخ في صيف 1416/1996 إليها حيث لقي فيها كالمعتاد كل حفاوة وترحاب.
*د يحيى
4 - أبريل - 2010
علامة حلب (8)    ( من قبل 7 أعضاء )    قيّم
 
زار الشيخ بخارى وسمرقند وطاشقند سنة 1414/1994 في رحلة علمية رافقه فيها ابنه الشيخ سلمان وتلميذه الشيخ محمد الرشيد، والتقى فيها بلفيف من علماء العالم الإسلامي.
عودته إلى سورية
تلقى الشيخ في عام 1405/1995 دعوة من الرئيس حافظ الأسد ليعود إلى سورية، حيث أعرب على لسان فضيلة الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي أنه يكن احتراما كبيرا للشيخ وعلمه ويرغب أن يكون بين أهله وفي بلده، و مبديا رغبته في الالتقاء بالشيخ.
وقد استجاب الشيخ لهذه المبادرة الطيبة آملا أن تكون بداية لرأب الصدع الذي حصل في سورية في عقد الثمانينيات فعاد إلى سورية مؤملاً تقريب وجهات النظر وتخفيف المعاناة التي أدت إليها أحداث مؤسفة سابقة أواخر حياته، ولم يقدر أن يلتقي الرئيس بالشيخ الذي كان موضع حفاوة رسمية ممن التقى به من المسئولين، وأتاحت له عودته إلى سورية بعد غياب دام سبعة عشر عاما أن يرى بلده قبل وفاته، وينعم بفيض الحب الغامر من محبيه وعارفي فضله الذين تقاطروا للسلام عليه فور وصوله إلى بيت الأستاذ أمين يكن (أبي عابد)  رحمه الله، ثم إلى منزل الشيخ والمسجد الذي يصلي فيه، حيث كان الشيخ يصلي الصلوات في جامع الروضة، ويصلي الجمعة في مسجد الرحمة بحي حلب الجديدة، فكان المصلون يهرعون إليه حيثما كان في مشاهد تزدان بالوفاء النادر والمحبة العامرة في القلوب.
 
وقد تشرف بخدمة الشيخ في حلب في هذه الفترة تلميذه الشيخ مجاهد شعبان رحمه الله والحاج عدنان قناعة فكان الأول رهن إشارة الشيخ للتحقيق العلمي والمذاكرة في أبواب الفقه والأدب، يسجل فوائد يستقيها من الشيخ في دفتر خاص، و كان الحاج عدنان يقوم بقضاء مصالح الشيخ المعيشية، فجزاهما الله خير الجزاء .وفي هذه الفترة قام الشيخ برحلة إلى قلعة شيزر قرب حماة، وهي قلعة الأمير المجاهد الأديب أسامة بن منقذ الذي كان الشيخ رحمه الله معجباً بشخصيته التي تتبدى من مذكراته حول حقبة الحروب الصليبية وتخلف الصليبين الحضاري والعلمي، وكان معه في هذه الرحلة الشيخ مجاهد شعبان والمهندس محمد خضرو رحمهما الله والشيخ الناشئ محمود نور الدين مجاهد شعبان وفقه الله. ومما ينبغي ذكره أن الشيخ مجاهد قد توفي رحمه الله عام 1420/2000 في حادث سيارة ثم تلاه المهندس محمد خضرو عام 1421/2001 رحمهما الله رحمة واسعة.
وقد كرمته مدينة حلب في احتفالاتها عندما اختيرت عاصمة الثقافة الإسلامية عام 1427 هجرية، فتناولت الندوة العلمية ( جهود علماء حلب في العلوم الاسلامية ) الجهود العلمية للشيخ عبد الفتاح أبوغدة وتحدث الدكتور محمود بركات بالنيابة عن الدكتور ‏محمد سعيد رمضان البوطي عن الجهود العلمية للشيخ عبد الفتاح أبوغدة حيث بين أنه علم من أعلام حلب، واستعرض الدكتور بركات سيرته العطرة حيث تميزت ‏شخصيته بالعلم والتحقيق والتمحيص وحرصه على نشر الصواب في الكتب، وبين أن ‏الشيخ أبوغدة ترك ميراثاً علمياً ثميناً في مؤلفاته وتحقيقاته وطلاب علم يسيرون ‏على نهجه، مشيراً إلى مؤلفاته التي  تجاوزت سبعين كتاباً‏‎ . ‎‏
 
مرضه ووفاته
على إثر تلقيه رسالة سنة 1394/1974 تخبره بوفاة أخيه عبد الغني تأثر الشيخ تأثرا شديداً أصيب على إثره بأزمة قلبية شديدة ألزمته المستشفى بضعة أسابيع، ولكن الله عز وجل عافاه، ورغم أنه مر بشدائد كثيرة فيما بعد إلا أن حالته الصحية فيما يختص بالقلب بقيت مستقرة طوال حياته، وفي عام 1409/1989 أحس الشيخ بقصور في بصره، أدخل على إثره مستشفى الملك خالد للعيون في الرياض حيث تولى علاجه تلميذه الدكتور ظافر وفائي الذي شخص مرضه بتهتك في اللطخة الصفراء في الشبكية تصبح معه الرؤية الأمامية - وكذلك القراءة - متعذرة، والعلاج الوحيد هو إيقاف تقدم المرض بأشعة الليزر دون أن يتمكن المريض من استرجاع ما فقده من إبصار، وقد اعتمد الشيخ بعدها في القراءة على جهاز مكبر أشيه بالتلفاز يحمله حيث ذهب ، وأصبح عبء القراءة والمراجعة على زوجته التي تفرغت تماما لرعايته والعمل معه.
وفي سنة 1412/1992 اشتبه الأطباء بوجود ورم خبيث في كبد الشيخ رحمه الله وأكدوا على وجوب استئصاله جراحيا ولو من جانب الحيطة الواجبة، ولكن ما لبث هذا الورم - بفضل الله ووسط دهشة الأطباء - أن انكمش وعاد الكبد إلى حالته الطبيعية.
وفي شهر شعبان 1417/ديسمبر1996 شعر الشيخ بضعف آخر في نظره فعاد من حلب إلى الرياض ليتلقى علاجا آخر لم يكن ناجعا ونتج عنه صداع شديد لازم الشيخ طيلة أيامه الباقية، ثم اشتكى الشيخ في أواخر رمضان من ألم في البطن أدخل على إثره مستشفى الملك فيصل التخصصي وتبين أنه ناتج عن نزيف داخلي بسبب مرض التهابي، وما لبث أن التحق بالرفيق الأعلى فجر يوم الأحد التاسع من شوال 1417 الموافق 16 من فبراير 1997 عن عمر يناهز الثمانين عاماً فرحمه الله رحمة واسعة.
غسل الفقيد ابنه الشيخ سلمان و تلميذه الملازم له الشيخ محمد الرشيد، وجرت الصلاة عليه عقب صلاة الظهر في الرياض ثم نقل بطائرة خاصة مع عائلته وأحبابه إلى المدينة المنورة حيث صلي عليه بعد صلاة العشاء ثم شيعه أحبابه وتلاميذه الذي توافدوا من كل مكان في السعودية إلى مقبرة البقيع، فنال شرف جوار المصفى صلى الله عليه وسلم بعد أن تشرف بخدمة حديثه وسنته الشريفة.
خلفت وفاته أسى عميقا في قلوب المسلمين في مشارق الأرض و مغاربها، وعبر الرئيس السوري حافظ الأسد - بواسطة فضيلة الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي - عن تأثره العميق لوفاته دون أن تتاح له فرصة الالتقاء به، حيث كان يتطلع إلى لقاء طويل واف معه، ووضع تحت تصرف أهله طائرة خاصة لنقل جثمانه - إن شاءوا - إلى سورية، وعقد في حلب مجلس للتعزية حضره إلى جانب المسئولين أعداد كبيرة من المحزونين، وشارك في تأبين الفقيد فضيلة الشبخ محمد سعيد رمضان البوطي والدكتور فتحي يكن من لبنان وتلميذه البار الشيخ مجاهد شعبان رحمه الله.
وتدفقت برقيات ورسائل التعزية على أهله من كل أنحاء المعمورة ولا عجب فقد كان عالما عاملا فيه عزة الإسلام وتواضع الدعاة، سار على نهج النبوة في خلقه وأخلاقه، فأضاء الله بصيرته وذلل له مقاليد العلوم، و ألقى محبته في قلوب الصالحين من عباده.
طبت حياً وميتاً يا أبا زاهد وجزاك الله عنا وعن المسلمين خير ما يجزي به الله عالماً مجاهداً متقناً مخلصاً عن الإسلام وعن أهله وأبناء أمته.
رحم الله علماء المسلمين عامة، و علامة حلب الشهباء عبد الفتاح أبو غدة خاصة.
*د يحيى
5 - أبريل - 2010

 
   أضف تعليقك
 3  4  5