مجلس : الأدب العربي

 موضوع النقاش : بحر القدس العروضي    قيّم
التقييم :
( من قبل 1 أعضاء )
 صبري أبوحسين 
30 - أكتوبر - 2007
بحر القدس العروضى
من فيوضات القدس على الشعر المعاصر ومن بركاتها ذلك التجديد العروضى الذى قام به الأستاذ خالد البيلى الشاعر المصري الشاب الذى يتضح لمن يراه ويعاشره أنه محب للإبداع حريص على التجديد الأصيل البنَّاء الفعال شاعر هو عاشق ينبت الأزهار بالقلم الرصاص يمتلك أدوات الشاعر يحمل القلب الكبير قلب الشاعر والاذن الموسيقية والأسلوب الشعرى الرصين الذى يفيض دفئًا وشوقًا وخوفًا على الحياة والوطن والأمل فيما هو آت (1) 0
إنه شاعر دارس متعمق فى علم العروض متأثر فى دراسته بالرائد المعاصر فيه الدكتور أحمد مستجير الذى طور البحث فى موسيقى الشعر من عضوية التفعيلة التى شكلت الأساس الموسيقى لتراثنا العربى إلى حيث البحث الجديد علم الجينات العروضية، وهو تطوير غير مسبوق على كل حال (2)
وهذه الدراسة وذلك التأثر أعاناه على التجديد والابتكار فى عروض الشعر العربى.
 وقد كانت القدس ملهمته الى هذا البحر فسماه بها. وهو مكون من:
 [متفاعلن مفاعلتن]. فى صورته المجزوءة
 ومن: [متفاعلن مفاعلتن فعولن] و[متفاعلن مفاعلتن مفاعلتن] كصورتين تامتين لهذا البحر العروضى الجديد.
وقد وضع صاحبه الأستاذ خالد البيلي مثالًا تطبيقيًّا جيدًا من الممكن أن تتبعه أمثلة أخرى على نسقه دار مضمون هذا المثال حول القدس. وتكوَّن من ستة وعشرين بيتًا قسمت إلى أربعة مقاطع : الأول والأخير منها على الصورة المجزوءة. والثاني والثالث منها على الصورة التامة.
يقول الشاعر فى المقطع الأول :
يا قدس أنت للعرب 00 ولأنت غاية الطلَب
ما الأمس أصل غفلتنا 00 لا بل تكاثر الريَب
من قام دونك التهبت 00أشجان نهضة النجُب
تزكي شباب أمتنا 00وجدًا يزيد في الكرَب
حتى رأتك لي أمي0 مهر العروس فى النوب
فأخذت أعتلي قممًا 00حتى أفوز بالأرَب (1)
فالمقطِّع لهذه المقطوعة عروضيًّا يجدها على صورة " متفاعلن مفاعلتن " فى كل شطر مع جواز دخول التغييرات الزحافية التى تحتملها التفعيلتان. والمقطوعة إذن من مجزوء بحر القدس الذى عروضه صحيحة وضربه صحيح مثلها. وإن كان البيت قبل الأخير قد جاءت عروضه معصوبةً، أى دخلها العصب وهو اسكان الحرف الخامس المتحرك من مفاعلتن وقد قبلها كثير من العروضيين المحدثين (2) , ورفضها الدكتور أمين عبدالله سالم , متابعا القدماء  (3) هذا إذا قرأنا(الكرب) بإسكان الراء، على أنها مصدر. ويجوز قراءتها بفتح الراء على أنها جمع كربة.0
ويقول الأستاذ/ خالد البيلي فى المقطع الثانى :
يا قدس أنت فى كل الخطوب 00 أحلام هبة الذكرى الهبوب
ورجاء ألف قابلة لأمى 00 كي لا تجف تغذية الدروب
هذا صلاح أمتنا يغذِّي 00 فينا شرارة اللحن الطروب
بل هذه رسالتنا لشمس 00 لم تخفها غيوم فى الغروب (1)
فالمقطِّع للأبيات يجدها على وزن " متفاعلن مفاعلتن فعولن " فى كل شطر فهي إذن من بحر القدس التام الذي عروضه مقطوفة وضربه مقطوف. والقطف هو إسكان الخامس وحذف السبب الخفيف من آخر التفعيلة فتصير " مفاعلتن " " مفاعل " وتحول إلى " فعولن "(2)
هذا، والنص كله -كما يتضح من النموذجين السابقين – سهل سلس فى ألفاظه غير معقد فى تركيباته، لا يحس المتلقى له – قارئًا او مستمعًا – بأي تكلف أو تعنت يفرضه القالب الموسيقى الجديد؛ لذا يعد محاولة طيبة وامتدادًا جميلاً لكل الأنساق الجديدة ذات الأصالة والجذور والقواعد والضوابط. كما أنه محاولة تقف فى وجه المتمردين على الضوابط، الأصفار فى دنيا موسيقى الشعر وإيقاعه الذين يزعمون التجديد ويدعون الإبداع. وما محاولاتهم إلا نوع من الإخفاق فى عالم الأصالة ونوع من الهروب من عالم التنافس الشعري المتأجج بين الاصلاء والدخلاء 0
إن محاولة الأستاذ خالد البيلى لا يمكن أن تصدر إلا من شاعر ماهر يمتلك وسائل الفن من لغة وموسيقى وخيال وعاطفة وإلمام بقيود الفن وضوابطه التى لا يكون فنًّا إلا بها 0
وهذا المزج بين تفعيلة الكامل " متفاعلن " والوافر " مفاعلتن " يذكرنا بظاهرة " مجمع البحور " عند ابى شادى (1) كما يذكرنا بمحاولة الشاعر الفلسطينى " يوسف الخطيب " الذى توصل الى نمط من الصياغة عماده المراوحة بين تفعيلات ابحر " الرجز والرمل والهزج " وقد اسمى هذا اللون ببحر الكرمل حبا فى موطنه بفلسطين وقد جعله البحر السابع عشر للبحور القديمة (2)
ولكن المحاولتين ( مجمع البحور والكرمل ) ليس فيهما التزام بعدد التفعيلات او بوحدة القافية وتكرارها كما عند الاستاذ / خالد البيلى فى محاولته الاصيلة. ومن ثم فالمحاولتان تجديد خاص بالشعر الحر لأن الشعر الخليلى عماده المحافظة على ضوابط التفعيلة والقافية معًا 0
وهذه المحاولات وغيرها تؤكد صدق مقولة الأستاذ العقاد من أن اوزان العروض العربية على أحاكمها وإتقانها سهلة الأداء قابلة للتوسع والتنويع إلى الغاية المطلوبة في كل موضوع يتناوله الشعراء (3) والزمن وكثرة الإبداع على الأنساق الجديدة، مع الحرص على التجويدد فى التفكير والتصوير والتعبير أمور تكفل للصالح والأصيل من التجديد أن يستقر ويشيع 0


*عرض كافة التعليقات
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
البحر القاصي لرياض يوسف!!!    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
يقول رياض يوسف:
لقد ضمنت مجموعتي الشعرية الأولى " على مشارف القصوى" قصيدة نظمتها على بحر شعري مبتكر وتفعيلاته الأصلية: مفاعلتن متفاعلن. ويطرأ فيه على مفاعلتن العصب فتصبح مفاعيلن، كما قد يطرأ على متفاعلن الاضمار فتصبح مستفعلن.
ولا يمكن أن ننسب هذا البحر إلى أية دائرة عروضية فهو ليس من البحور المهملة التي ذكرها العروضيون، إلا أن تفعيلتيه من الدائرة الثانية. فهو بحر ملفق، أي أنه يقوم على الجمع بين تفعيلتين لم تجتمعا من قبل، وذلك خارج منطق النظام الدائري، ولذلك سميته بالبحر القاصي، أي البعيد عما ينتظم بقية البحور.
و قد القيت القصيدة على طلبتي في جامعة قسنطينة فاستساغوا الايقاع الجديد مما شجعني على نشر القصيدة في ديواني الصادر عن منشورات امواج بسكيكدة شرق الجزائر سنة2005 و إليكم الفصيدة :

سأولد..من موتي

دعي قلبي.. يهدي الصدى
لـمـن ألـقـى..فـيـه الـنـدى
دعـــي قــلــبـي..إمّـا شـدا
يــضـــمُّ الــنــجــم الأبعدا
دعي نـبْـضــي.. إمـا عدا
يــرجُّ الــروح الــمـُخـْمَدا
دعــي وجـعـي.. إما غـدا
بُـراقا .. يـفـْـتـضُّ الـمـدى
دعــيـنـي.. أجـتـاز الردى
أذل الــســـرَّ الــسّــيـــدا!!
***
أنــا ألـمٌ عــشـق الــسُّـرى
و عَقَّ الـصـبـح الأزهــرا
أنا حرف ٌ .. عشق الـذرى
و مـجَّ الــسـفـح الأغْـــبرا
هـجـرتُ تـمـاثـيـل الورى
و رمـت سبيلا..لاتـُــــرى
أيــا طـفــلا .. نــبذ القرى
و أمَّ الــكـهْــف المُــقــفـرا
رفـيقي أنت... وذا الـثـرى
إذا نَــبْــحٌ .. مـنـهـمْ عَــرَا
***
أنــا وطـــنٌ.. مـن أحــرف
فـيـا سـحب الحزن.. انزفي
ويـا رسُــل الـروح اقصفي
و رُجِّي الأرض و زفـْزفي
ويا لـُـجَــج الـقـلـب اعزفي
مــواويــل الـنـجم الخَفِــي
ســأولـــدُ نـــارا تـقــتــفـي
بـقـايــا الـلـيـل.. وتـشْـتـفي
سـأولـد.. مـن مـوتي ..ففي
يــدي نـبضٌ... لا يـنـْـطفي

أوت 2004
*عمر خلوف
8 - ديسمبر - 2007
بحر المؤتلف لسامر سكيك    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
لغزة أشكو غربتي

يقول:
فهذه القصيدة على بحر جديد أسماه المختصون المؤتلف!!
وتفعيلاته (مفاعلتن متفاعلن)
ولي كل الشرف في ابتكاره!!!
حـبيبةَ  قلبي يا iiتُرى أظـلُّ  طريداً iiللنوى؟
أُمَـنِّـي  نفسيَ iiكاذباً غـداً  سـأعودُ iiلِغَزَّتا
أتـوقُ  وكم أهفو iiإلى لـقاكِ ولستُ iiمصابرا
تـحجُّ  إليكِ iiقصائدي وتُـصليني  iiحسَراتها
وأعـلـمُ  أنِّي لا iiأفي هواكِ  الحقَّ ولا iiالوفا
فـكوني  ملهمتي التي رهنتُ الشعرَ iiلوصفها
فأنت  الشمسُ iiمليكتي وعنكِ همى أبهى ضيا
ولولا عطرُكِ في iiدمي لـما  أمطرتُ iiقصائدا
لـغـزَّةَ أشكو iiغربتي عـسـى يتدانى رَدُّها
23/8/2003
 
* أستاذي الكبير زهير ظاظا
ولي عودة أخرى معلقاً على مداخلتكم الطيبة.
 
*عمر خلوف
10 - ديسمبر - 2007
إلى عروضيِّ الوراق    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
أشكر أستاذيَّ زهير وعمر على تلك التعليقات العروضية الرائعة، التي تدل على محققين جليلين، ومتابعين دقيقين لمسيرة شكل الشعر العربي الموسيقي، وأتمنى أن تفرد من أجل ذلك صفحة في مجالس الوراق خاصة بالدراسات العروضية، فإن في سراة الوراق خيرًا عروضيًّا كبيرًا.صبري أبوحسين
*صبري أبوحسين
10 - ديسمبر - 2007
مجزوء الطويل    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
تحية طيبة أستاذنا عمر خلوف: وشكرا على هذه الفائدة، ولولا أن سلف العروضيين قد أنكروا كل الإنكار أن يجزأ الطويل لقلت هذا الوزن في أغلب حالاته من مجزوء الطويل، وذلك في حال إضمار متفاعلن، وعدم عصب مفاعلتن، فيكون الوزن (فعول مفاعيلن فعو) وشاهده من قصيدة رياض يوسف قوله:
أنـا  وطنٌ.. من iiأحرف فيا سحب الحزن.. انزفي
ولا أعرف شاعرا مشهورا كتب على هذا الوزن، ولكن لا يستبعد ذلك في الدواوين المغمورة، كما أنه يمكن استخراج آلاف الأبيات من هذا الوزن بسلخها عن قصائد البحر الطويل، كان نقول:
ولم أر من در بها في بحارها أجل  من الخل الوفي iiوأندرا

ولـم أر مـن در بها أجل  من الخل iiالوفي
بعثت  بشعري زورقا ببحر رياض اليوسف

*زهير
9 - ديسمبر - 2007
المتدارك الخماسي    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
أتوجه بداية برد التحية على الأساتذة الأكارم: د. صبري ود. سليمان ود. عمر واضعا بين يديهم هذا السؤال، فقد كنت في غير مناسبة قد ذكرت ما يقع فيه كبار الشعراء المعاصرين من أخطاء في كتابتهم على البحر المتدارك، وعسر السيطرة على أوزانه حتى وجدنا من يفرق فيه بين الخبب ودق الناقوس والمتدارك السالم الذي كتبتُ عليه قصيدة (آسفي).. وسؤالي اليوم: أنني ألحظ في الكثير من الغناء الجبلي في بلاد الشام أغاني تعود معظمها إلى متدارك خماسي مقطوع، وخلاصة القطع في المتدارك أن يكون حرف العين ساكنا في (فعلن) وأشهر هذه الأغاني (على دلعونا) وما يجري مجراها، ومثال ذلك هذا البيت وهو بالفصحى:
يا  أم الناري يا أم iiالناري أنهار الدنيا ما تطفي ناري
فهذا متدارك خماسي: يعني يشتمل كل شطر منه على (فعلن) المقطوعة مكررة خمس مرات، فماذا نسمي هذا الوزن
*زهير
11 - ديسمبر - 2007
الخبب والمتدارك    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
أستاذنا الكبير زهير
تأخرتُ قليلاً في الردّ، أملاً أن يسبقني إليه أخي سليمان، لاهتمامه قليلاً بما يُكتب باللهجة العامية.
ولا شك عندي وعند أخي سليمان أن البحر المتدارك شيء، والخبب شيء آخر، وأخطأ كل الخطأ مَنْ أصّلَ لهما كبحر واحد.. وقد قمتُ بدراسة مطولة لهذين البحرين، نُشِرتا منفصلتين في (مجلة الدراسات اللغوية)، في سلسلة: (بحور لم يؤصّلها الخليل).
أما (المتدارك)؛ فهو ما قام على (فاعلن)، وبديلها (فعِلن) بحركة العين.
وأما (الخبب)؛ فهو ما قام على (فعْلن) بسكون العين، وبدائلها: (فعِلن)، بتحريك ساكنها الأول، و(فاعِلُ)، بتحريك ساكنها الثاني، و(فعِلَتُ)، بتحريك ساكنيها معاً.
وما سألتَ عنه أستاذي الكريم، لا يعدو أن يكون مقصّراً من مقصّرات الخبب، ولكن الشاهد مكتوبٌ على (فعْلن فعْلن فعْ) مرتين، والذي يساوي: (فعْلن مفعولن)، أو (مفعولن فعْلن) على السواء، فالخبب يقوم على السبب لا التفاعيل، وليست التفاعيل سوى حاملة لإيقاعه.
وهكذا، فأنا أقرأ شاهدكم كالتالي:
يا  أم الناري ** يا أم iiالناري
أنهار الدنيا ** ما تطفي ناري
فهو (خبب على تفعيلتين ونصف)، إن صح التعبير.
ومثاله في الفصيح قول كامل الشناوي:
اِحذرْ يا قلبي ** واهدأ في صدري
لا ترفعْ صوتاً ** يفضحُ لي أمْري
وقد نوّع المحدَثون كثيراً في تشكيلات الخبب، وأرجو أن أقوم بنشر دراستي عن الخبب على شرفات الوراق العامرة.
 
ولكم الود والمحبة
عمر خلوف
 
*عمر خلوف
13 - ديسمبر - 2007
وأما مجزوء الطويل    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
 
أستاذي الفاضل:
أحيّي فيك قدرتك النادرة على تحسس الأوزان، والإيقاعات الشعرية المختلفة، وبالتالي قدرتك الفذة على سلخِ جزءٍ من كلّ.
وأما مجزوء الطويل: فقد ذكره الجوهري، وقال عنه: إنه مُحدَثٌ لم يُسمع عن العرب، ومثل له بقوله:
قفا نبكِ من ذكْر الشبابِ ومن ذكْر سلمى والربابِ
كما ذكره ابن القطاع في مهملاته، وشاهده عنده:
لعمري لقد نادى أخاهُ سوَيْدٌ فلم يسمعْ نِداهُ
وعدّه الحنفي توسيعاً لنطاق الأوزان، وقال: "لا يخلو إنْ أُجيد أداؤهوالنظم عليه من مذاق شعري مقبول"، ولكنه توهّم أن (تأنيس المروض) هو الكتاب الوحيد الذي أشار إليه.
ومن أمثلته قول شهاب الدين المصري:
ولَمّا زهَتْ حولي النّدامى
وزفّ الطّلا ساقٍ فساقِ
وطابَ التّساقي قلتُ: أرّخْ
بكم أصبحتْ تزهو الفَساقي
 
دمتم ودام علمكم
عمر خلوف
*عمر خلوف
13 - ديسمبر - 2007
رد الأستاذ خشان على موقع واتا    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
ورد هذا المقال في الوراق للدكتور صبري أبو حسين، ولم أستطع الدخول مع أني مسجل هناك، فرأيت أن أنشر الموضوع والرد هنا.

سبق للأخ الشاعر سامر سكيك أن نظم على هذا الوزن وأسماه بحر ( السامري )
 
لو افترضنا أن كل الأشطر على وزن
متْفاعلن مفاعلَتُنْ
كما في الشطر:
يا قدس أنت للعربِِ = 2 2 3 3 1 3 
 
في الشطر :
حتى رأتك لي أمي = 2 2 3 3 2 2
 
تم عصب مفاعلتن 3 (2) 2   فجاءت مفاعلْتُنْ 3 2 2
فظهر اختلاف الوزن جليا بين هذا الصدر وكافة الصدور، بل أرى لبقية الأشطر قسطا من السلاسة لا أراها في هذا الشطر.
لقائل أن يقول إن اختلاف الضرب هنا بين مفاعلَتن ومفاعلـْتن سبب ذلك.
وأنا أرى الأمر مختلفا
فإن عصب مفاعلْتن بعد متَفاعلن لا يدع مجالا للشك بتجاور وتدين أصيلين
 
متْفاعلن مفاعلْتن = 4 3 3 4
وهذا مخالف للقواعد العامة للعروض العربي  فلا يجتمع في الشعر العربي وتدان أصيلان أبدا.
 
وقد يسأل سائل لم اختلف الأمر بين ما يبدو ( مفاعلَتُن) وما يبدو ( مفاعلْتن)
والجواب أن الوزن
يا قدس أنت للعرب = 2 2 3 3 11 2 = مستفعلن متفعلُ مسْ
وعليه يجوز أن يأتي النص = مستفعلن مستفعلُ مسْ = 4 3 4 1 3
يا قدس دومي للعرب ِ = 4 3 4 1 3
فيتوازن إذ ذاك شطرا  البيت
يا قدس دومي للعرب .....فأنت غاية الأربِ
4 3 4 1 3 ............3 3 3 1 3
مستفعلن مستفعلُ (تن) ......متفعلن متفعلُ (تن)
 
أما العجز = ولأنت غاية الطلب = 1 3 3 3 1 3  فإن التاصيل هنا كما يفيد  به كتاب د عمر خلوف ( فن التقطيه الشعري )
يفترض الأصل التالي = 2 3 4 3 1 3  = فاعلاتن فاعلن فَعلا
والوزن هنا هو المديد لا غير لحق تفعيلته الأولى الشكل ( وهو فيه قبيح) فتحولت  فاعلاتن 2 3 2 الى فعِلاتُ = 1 3 1
وعليه يكون الشطران من المديد (على قبح في العجز) في قولنا
قدسنا ما زلت للعربِ .........ولأنت غاية الأربِ
2 3 2 2 3 1 3 ..........1 3 1 – 2 3 – 1 3
فاعلاتن فاعلن  فعلا ...........فاعلاتُ فاعلن فعلا
 
كم جنى جمال (الأعلام التفعيلية القطرية) على حقيقة وحدة ( الخصائص القومية ) للعروض العربي
وكم أفادت التفاعيل المتعلمين بتوصيلها لجزئيات التوصيف وكم أضرت بالمعلمين حين حجبت تفكيرهم عن الخصائص العامة للعروض العربي.
 
لقد كان فكر الخليل ضحية تفاعيله.
 
ما الأمس أصل غفلتنا 00 لا بل تكاثر الريَب
من قام دونك التهبت 00أشجان نهضة النجُب
مف مفعُلاتُ مستعلن ....مف مفعلاتُ مستعلن
2 2 3 3 1 3 ...........2 2 3 3 1 3
ووجه مخالفة الوزن الجديد إذا قيس على المقتضب أنه يحوي أربعة أسباب ( وللرقمي نظرة مختلفة للوتد المفروق) فالوزن الجديد أسبابه ( مف مف عو لا ) وهذا لا يجوز في غير الخبب.
 
الحديث يطول
وفي الرقمي ما يسلط الأضواء على شمولية التناول العروضي دون التعثر بحدود التفاعيل.
 
لا يمكن أن يرد في الشعر العربي
مستفعلن مفاعيلن 4 3 3 4 لالتقاء وتدين أصيلين
وهذا النفي القاطع يصاحبه نفي مجيء متفاعلن مفاعلَتن
في الرجز لدينا مستفعلن مستفعلن فعولن
قد يقول قائل إن مستفعلن فعولن = 4 3 3 2 يلتقي فيها وتدان أصيلان
هذا من التخليط الإضافي لتحريف التفاعيل بعد زحافها
فهذا الوزن هو في الحقيقة مستفعلن متفعلْ = 4 3 3 2
متفْ وتد ظاهري لا حقيقي وهي في الحقيقة سببان زوحف أولهما
يا هل ترى دروبي ... تمضي إلى محبوبي
4 3 3 2 ............4 3 4 2
 
وإن تيسر وقت فلي عودة لبقية الموضوع بإذن الله.
*عمر خلوف
17 - ديسمبر - 2007

 
   أضف تعليقك