| مــــــــرارة .. ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
لما أغرقت بالسكر القهوة السوداء، ضحكت وقالت : إن المرارة في الماء. تذكرت درس الأشياء هناك ذات ابتدائية :" الماء سائل لا طعم له ولا لون ولا رائحة". وتذكرت أستاذ المادة وهو يتجرع دواءه بين الفينة والأخرى .تذكرت فاتورة الماء أيضا والبركة التي كانت مسبحا لنا ذات شغب. و . . و كانت القهوة السوداء قد قررت الانفلات من الماء وكنت -حقدا عليها - قد قررت أن أضيف إليها بعضا من حليب البقر يكسر وحشيتها. قالت القهوة السوداء : -أتعجب لك ، كيف ترضى لنفسك أن تكون للعجل أخا من الرضاعة. *عن موقع الكاتب والأكاديمي المغربي جمال بوطيب | *abdelhafid | 5 - أكتوبر - 2009 |
| قوس قزح ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
كبر فرانز. أصبح له من العمر خمس سنوات ونصف الآن. إنه يمشي بتهذيب إلى جانب جدته. وفجأة سأل: - هل هو صعب، ميما، أن تحيكي لي كنزة؟ - لا، ليس صعبا جدا. لماذا تسأل، هل تريد أن أحيك لك واحدة؟ بأي لون تريدها؟ - وردية، وردية بلون توت العليق، لا يهم إن كان هذا اللون للبنات! أنا أحب اللون الوردي وتوت العليق. صمت فرانز برهة. تردد قليلا، ثم أضاف: - آه، بامكانك أن تحيكي لي واحدا باللون الأزرق الغامق إذا أردت! إنها براءة الطفولة التي لا تعرف قيود الشرائع المصنّعة ما استوقفني - كمادائماً- في هذه القصة ...هذه البراءة التي وَعَت باكراً أهمية التقاليد بالنسبة لجدته التي تُمثل المجتمع القائم على تصنيف العباد و الألوان أيضاً ... تُرى هل يحق لنا أن نتوقف و نتساءل : ماذا لو أننا نشأنا في مجتمع أجمع على أن الأزرق ، لون السماء الصافية في شهرتموز، هو اللون اللائق للبنات ؟؟؟ قصة جميلة متعددة الأبعاد و العِبَر ، الشكر لك سيد أحمد على نشرها هنا و أتمنى أن لا تبخل علينا بالمزيد ... | *سلوى | 26 - سبتمبر - 2009 |
| المواجهة بين النويهي والسويدي ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
شكراً جزيلاً لأستاذنا الكبير عبد الرؤوف النويهي على العيدية الجميلة التي خطتها أنامله , وإن إضافاتك سيدي في الوراق هي أكثر من قيمة , وأهم من مميزة , وأما مواجهتنا ( القاسية ) حول طه حسين فقد أصبحتْ من الماضي , ورغم اختلافنا حول هذا الأديب إلا أننا متفقان حول مئة فكرة أخرى , لقد أخطأنا بأن أردنا فرض فكرتنا التي تحتمل الصواب والخطأ , وتحمسنا أكثر من اللازم , وتعلمتُ من هذه المواجهة القاسية الكثير , وأهم ماتعلمته أن لا أنظر إلى تاريخ الشخصيات من زاوية واحدة , , , ...... أسردُ لك أستاذي ما حصل معنا في زيارةٍ اصطحبني فيها الأستاذ زهير إلى مجلس الأستاذ محمد السويدي راعي الوراق المعروف بحبه الشديد للمتنبي , ففي نهاية الزيارة وأثناء سلامي مع السويدي قبل الإنصراف قلتُ له : كنتُ أتمنى أن نتكلم أكثر حول رحلة المتنبي لمصر فرأيي يخالف رأيك في هذا الموضوع , وهنا أصر الأستاذ السويدي علينا أن نعود ليستمع لوجهة نظري , فأجلسني بالقرب منه في مجلسه الذي اجتمع فيه الكثير من صفوة المثقفين والأدباء , ولمحتُ الأستاذ زهير ينظر لي بإشفاقٍ وكأنه يقول : وقعتَ في شر أعمالك ياهشام , المهم أنني تكلمتُ وحاولتُ أن أستحضر في كلامي كل ( التهم والأدلة ) التي تُدين المتنبي من طمعه في الإمارة , إلى استعماله للشعر للوصول إلى أطماعه , إلى عنصريته في الكلام عن لون كافور الذي وصفته بالرجل العصامي الذي وصل للحكم لا لأنه إبن فلان أو لماله ولكن لأنه مكافح وكفء , وقد استمع لي الأستاذ السويدي للنهاية دون أن يقاطعني , وحين انتهيتُ بدأ يتكلم فلم يقل لي إن كلامي مليءٌ بالمغالطات , أو أنه خاطئٌ لكنه شرح لي جوانب أخرى لم أكن أعرفها , واستمعتُ من هذا المثقف الكبير لتحليلٍ رائعٍ لشخصية المتنبي فأحسستُ أنني نظرتُ للموضوع من زاوية ضيقة , وفي نهاية شرحه القيم قلتُ للأستاذ السويدي : الآن عرفتُ أنني لا أعلم إلا القليل عن المتنبي , وعلي بعد الآن أن أعيد قراءة المتنبي , , , ...... لقد تعلمتُ الدرس مرتين ! | *محمد هشام | 20 - سبتمبر - 2009 |
| الطفل x المدينة ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم بارك الله بك أستاذ أحمد الريحاني على ذوقك الأدبي الجميل , استمتعتُ كثيراً بفكرة هذه القصة , و ( نزعة التميز ) , أو ( التمرد ) عند الأولاد تُعتبر موضوعاً ثرياً لكتاب القصة القصيرة , وأذكرُ أنني قرأتُ منذُ زمنٍ بعيد قصة قصيرة نُشرت في ملحق الثورة الثقافي التي كانت تصدر بسوريا ويكتب فيها معظم أدباء سوريا , قرأتُ قصة قصيرة بعنوان (( الطفل x المدينة )) , وهي للكاتب محمود عبد الواحد , وتتناول هذه القصة أفكار وسلوك طفل هرب من مدرسته ليقضي يومه حراً في البرية , وهي من أجمل القصص القصيرة التي قرأتها في تلك الفترة , وقد شاءت الصدف أن أقابل الكاتب في مقهى الروضة بدمشق على طاولة الشطرنجيين , وأخبرني أنه ترك الكتابة وتوظف في التلفزيون السوري مترجماً , وتعجب من كون قصته قد أعجبتْ قارئاً مثلي ! | *محمد هشام | 19 - سبتمبر - 2009 |
| "خدعنى ظلك " ... مآل الخديعة بالظلال الشاهقة ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
فى يوم ما ،كنت أطالع أحد المواقع التى أكتب فيها ..شدتنى قصة قصيرة جداً ..قرأتها كثيراً ،لكنها استحوذت على فكرى ،انشغلت بها ..ولم أجد إلا أن أكتب عنها .. وهدية عيد الفطر المبارك ...لكل الوراقيين ..الحاضرون والغائبون ..فهم مغروسون فى الفؤاد ويجرون كالدم فى العروق. وشكراً للأخ الكريم والصديق الوفى محمد هشام ..فرسائله القيمة لا تترك تليفونى المحمول ..وكم أود أن أراه وأجالسه وأحاوره ..فسيظل علامة فارقة فى حياتى ..وحواره معى.. لاولن أنساه ..فرغم قسوته ..أحببتُ هذا المقاتل الشرس ..فهو يمتلك ثروة ثقافية وفكرية ،قلّ أن تجدها لدى الكثيرين . وأهلاً بأستاذتنا الجليلة ..صاحبة هذا الملف المتميز ..سلوى فريمان ..عودة ميمونة ومصباح لا ينطفىء .وقلم لن يهدأ . ********************************************************** خدَعَني ظِلُّكَ رجلٌ بظلِّ طويلِ جلسَ قربَ قلبي فتطاولَ ظلُّهُ أكثر فأكثر حتى لامسَ الغيمَ
"باسمِ اللهِ" نطَقَتُ مبهورة بظله باغَتَتنا شمسُ الظهيرةِ هرب الظلُّ وبقيَ صاحِبُهُ قُربي بهامةٍ لاتَعلو عن الأرضِ
ومن يومها فقدت ثقتي بالظلال الشاهقة. خدَعَني ظِلُّكَ ________________________________________ (1) رجلٌ بظلِّ طويلِ جلسَ قربَ قلبي فتطاولَ ظلُّهُ أكثر فأكثر حتى لامسَ الغيمَ (2) "باسمِ اللهِ" نطَقَتُ مبهورة بظله (3) باغَتَتنا شمسُ الظهيرةِ هرب الظلُّ وبقيَ صاحِبُهُ قُربي بهامةٍ لاتَعلو عن الأرضِ (4) ومن يومها فقدت ثقتي بالظلال الشاهقة
************* الظلال الزائفة القصة القصيدة،التكثيف والاقتصاد والعمق
خدعنى ظلك ما أكثر الظلال التى تخدعنا ،وما أشق العثور على الحقيقة، بعد فوات الآوان. هناك خيط رفيع بين النثر والشعر ،فبورك لمن يحوم حولهما،ويمسك بطرفى بيانهما ويستخرج منهما اللآلى والمرجان والدر والياقوت. القاصة المبدعة وبكلمات معدودة للغاية 37كلمة ،تحكى لنا من أقاصيص الحياة الكثير والكثير. الظل/الغيم /شمس/ الظهيرة. مفردات تغزل منها قصيدة/قصة حب مُجهض،وتفتح أمامنا آفاقا ًشاسعةً من المد الروحى والاستغراق الوجدانى والوعى الإنسانى . قرأتُ القصة القصيدة مراتٍ عديدة فى أيامٍ متباعدة وبمشاعر متقلبة ،وتأكد لى فى كل قراءة ،المعنى الجديد والرؤية المتغايرة .
رباعية تتجلى واضحة عبر صور ثلاث :
(1)اللقاء
رجلٌ بظلِّ طويلِ جلسَ قربَ قلبي فتطاولَ ظلُّهُ أكثر فأكثر حتى لامسَ الغيمَ
من أروع الصور الأدبية المحسوسة لعلاقة حب بين رجل وإمرأة . وكم كان هذا الرجل عظيما وشامخا فى قلب المرأة! كان شيئاً عظيما ومدهشا ! امتلك كل حنايا القلب وكل خبايا النفس ،لم يترك مكاناً لأشياء أخرى، فصارهو كل الأشياء .تطاول بظله ومازرعه فى القلب من طمأنينة وسكينة وهدوء ،حتى بلغ عنان السماء ،ملأ مابين أرض الجسد وسماءالروح.
(2)الانبهار
"باسمِ اللهِ" نطَقَتُ مبهورة بظله
الروعة والدقة والعمق فى خمس كلمات مشرقات باسم الله
توقفت كثيراً وكثيراً جدا حيال هذه الفقرة المدهشة ،لم أجد تعبيرأ أصدق منها فى الإمساك بلحظة تتماهى فيها الروح مع الجسد فى نشدان ما يموج فى النفس من فرحة غامرة . باسم الله تعبيراً قوياً عن الفوز والنجاح فى العثور على رفيق الروح . نطقت مبهورة بظله
ما كل هذا الجمال الذى يسرى فى الروح !!،وكأن الرجل عملاق يسكن أغوار القلب وظله الشاهق يتعالى ويسيطر على حنايا القلب،إنه لم يعد كائناً بشرياً محسوساً .
(3)الصدمة
باغَتَتنا شمسُ الظهيرةِ هرب الظلُّ وبقيَ صاحِبُهُ قُربي بهامةٍ لاتَعلو عن الأرضِ
أن يكون القلب مفعماً بالحب،وأن يهدرصاخباً فى الروح مبتهجاً مسرورا،ثم تأتى المباغتة التى تقصم الروح وتسحق حدائق العشق بقسوة ،فتحيل خضراءها هشيماً تذروه الريح فى يوم عاصف. فجأةً تسطع الحقيقة المرة ،أن الظل المتطاول فى الآفاق ،كان وهماً لقزمٍ يتداعى هشاشة وسقوطا. هرب الظل....ما أدقها من كلمة وما أصدقها من وصف دقيق يحفر فى العقل أخاديداً وأعماقا.
الدهشة التى يهتز لها القلب (هرب الظل وبقى صاحبه،قربى ،بهامةلاتعلو عن الأرض) ما أقسى هذا الوصف على النفس! ما أشق مايوحى به من حطةٍ وخنوعٍ وإذلال! الهامة التى تتوسد الأرض ذليلة خانعة منكسرة !
هذا الظل الشامخ الذى يطاول الغيم سموا وارتفاعا،لهامة فى التراب مثواها !!
(4)الفقد
ومن يومها فقدت ثقتى فى الظلال الشاهقة
فقد اليقين فى الظلال الشاهقة ،نتيجة حتمية لتهاوى الحقيقة ووقوعها فى مستنقع الخديعة .
الخديعة بالظلال الشاهقة ،وهمٌ نمتلأ به أحياناً وننخدع به ونزهو بجبروته.
كانت الثقة المستبدة بالنفس التى لاتخالجها شكٌ ولايعتريها نقصانٌ،كانت الشم الرواسى. ولكن للوهم سلطان قاهر على النفوس وسلطة مهيبةمسيطرة . وتأتى شمس الظهيرة وتتبخر الأوهام وتهرب الأشباح ،فتظهر الحقيقة عارية حتى من ورقة التوت.
نعيش مع أقزام تافهة ونصنع منهم أبطالا وزعماءً ورجالاً.
نعيش الوهم سنواتٍ وسنواتٍ ،ونفيقُ على زمنٍ مخادعٍ ،يضيع فيه العرض والأرض والمسير والمصير، وتتكأكأ علينا الضباع والنمور والثعالب والأفاعى والثعابين.
أليس مانحن فيه _الآن _هو الخديعة بالظلال الشاهقة ؟
أليس مانعانيه من أوهام ٍ صنعناها وأمجادٍ شيدناها وهزائم متلاحقة وسقوطٍ مُهين ،من الخديعة بالظلال الشاهقة بالرجال الجوف ؟؟
وكان مآ لُنا الحصاد المُر وفقد الثقة فى كل شىء وأى شىء!! | *عبدالرؤوف النويهى | 19 - سبتمبر - 2009 |
| الكنزة الوردية ( مونيك جانويست) ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
أحببت أن أشارك بهذه القصة ( العقد الوردي وليس البنفسجي ) وقد أعجبتني وأمل أن تنال إعجابكم ألقى فرانز نظرة مليئة بالخيبة على الصفوف المتجهمة للسراويل والقمصان الداكنة. لا شيء فيها يجذبه. هرب خلسة من رقابة جدته التي رافقته للتبضع بمناسبة عيد ميلاده. ركض نحو قسم ملابس البنات حيث الألوان المبهجة. داعب بإصبعه الأقمشة الناعمة، مسح خده على كنزة صوف وردية بلون مائل لتوت العليق جعله يتلمض. إنه فعلا يحب المثلجات بنكهة توت العليق والشكلاطة التي يتناولها عند جدته.
- فراز أين أنت؟ أين تختفي؟ نادته جدته مذعورة. فمع كل الحكايات القذرة التي تطالعها هذه الأيام في الصحف أصبحت تقلق كلما ابتعد عن ناظريها حفيدها الذي يندس في كل مكان ويجيد الاختفاء حتى لو كان بجوارها.
ظهر فرانز من بين صفوف الفساتين الملونة التي تصدر حفيفا بشعره الأشقر ووجهه اللطيف وابتسامته الخبيثة. وجذب جدته بعيدا عن ألبسة الأولاد المملة الباهتة التي تسد الشهية. ودفعها باصرار نحو الكنزة بلون توت العليق ذات نعومة الرخلة*.
- ميما*، انظري كم هي جميلة! - أجل، ولكن هذا الصف هو للبنات!
يعتقد فرانز بأن البنات محظوظات لأن لهن حق الاختيار بين هذه التشكيلة من الألوان الحيوية في حين يحس وكأنه محكوم عليه بالرمادي والبني والأزرق الغامق. أصر فرانز:
- أجل، ميما، إنه ما أريد! وكان قد لبس الكنزة.
أضاء اللون الزاهي بشرته الشاحبة، لقد ناسبته الكنزة جدا. ترددت جدته. لكن فرانز كان ينط في ممر الملابس، وقد احمر وجهه من السرور. وحينها، وكالعادة، قبلت الجدة وقررت أن تشتري له الكنزة. ووجدت صعوبة في اقناع فرانز بنزعها حتى تسدد ثمنها.
عمر فرانز أربع سنوات. عندما وصل إلى روضة الأطفال صباح يوم الاثنين، وهو يبرز بتفاخر كنزته الجديدة التي لم ينزعها منذ يوم السبت، سريعا ما جائته صديقتاه شانتال وبايلي. أمسكته كل واحدة من يده ورافقتاه إلى المروضة حتى تراه. وسعيدا بفوزه لبس فرانز كنزته الوردية كامل فصل الشتاء. حتى أن أمه بالكاد تجد فرصة لتغسلها وتجففها حتى يطلبها من جديد.
كبر فرانز. أصبح له من العمر خمس سنوات ونصف الآن. إنه يمشي بتهذيب إلى جانب جدته. وفجأة سأل: - هل هو صعب، ميما، أن تحيكي لي كنزة؟ - لا، ليس صعبا جدا. لماذا تسأل، هل تريد أن أحيك لك واحدة؟ بأي لون تريدها؟ - وردية، وردية بلون توت العليق، لا يهم إن كان هذا اللون للبنات! أنا أحب اللون الوردي وتوت العليق. صمت فرانز برهة. تردد قليلا، ثم أضاف: - آه، بامكانك أن تحيكي لي واحدا باللون الأزرق الغامق إذا أردت! مونيك جانويست كندية من أصل فرنسي. أستاذة الآداب والحضارة. نشرت العديد من الكتب والدراسات و7 روايات أحدثها بعنوان جذور الرمال سنة 2000.
| *أحمد | 18 - سبتمبر - 2009 |