مجلس : الرواية والقصة

 موضوع النقاش : القصة القصيرة    قيّم
التقييم :
( من قبل 7 أعضاء )

رأي الوراق :

 salwa 
24 - مايو - 2007
في صباح يوم من الشهر الفائت ، جرت مناقشة بيني و بين صديق عزيز و أخ كريم لي حول كتاب قرأه . و تطرق النقاش الى الإبداع القصصي العالمي كإشراقة في سماء الأدب ، متفرداً بذاته ، و محتلاً موقعاً متميزاُ بين شتى الإبداعات المعروفة ..
لكنـه ذهب إلى أبعد من ذلك عندما تناول موضوع القصة القصيرة التي تأخذ بالأنفاس و تُطلقها قبل أن يجد الملل الى عقولنا طريقاً ..
 
القصة القصيرة أصبحت فناً خالصاً لا شريك له في عمقه و رصانته و بهجته و شموخه .. هذا ما قاله صديقي و هذا ما آمنت به بعد قراءة قصة قصيرة أهداني إياها ..
سأحاول اليوم أن أتجول في حديقة القصة القصيرة العالمية ، قاطفة بعض زهورها اليانعة ، واثقة من العثور على عقود بنفسجية ثمينة ، مقدمة إياها بكل حب و تقدير "للـوراق" ، آمـلة أن يشاركني الجميع بتقديم ما يستطيع من قصة مترجمة أو يقوم بترجمتها ، لعمالقة هذا الأدب القصصي الرفيع ، المنتشرين في بقاع العالم و المتكلمين بلغاته، و لتتسع بيننا دائرة الحوار و النقد البناء .

 1  2  3 

*عرض كافة التعليقات
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
مــــــــرارة ..    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
لما أغرقت بالسكر القهوة السوداء، ضحكت وقالت : إن المرارة في الماء.
تذكرت درس الأشياء هناك ذات ابتدائية :" الماء سائل  لا طعم له ولا لون ولا رائحة".
وتذكرت أستاذ المادة وهو يتجرع  دواءه  بين الفينة والأخرى .تذكرت فاتورة الماء أيضا والبركة التي كانت مسبحا لنا ذات شغب.  و . . و
كانت القهوة السوداء قد قررت الانفلات من الماء وكنت -حقدا عليها - قد قررت أن أضيف إليها بعضا من حليب البقر يكسر وحشيتها.
قالت القهوة السوداء :
-أتعجب لك ، كيف ترضى لنفسك أن تكون للعجل أخا من الرضاعة.
 
*عن موقع الكاتب والأكاديمي المغربي جمال بوطيب
*abdelhafid
5 - أكتوبر - 2009
شخص آخر سيجيء    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
مضى النهار بسرعة مرعبة.
في الصباح هذا ، كان قد استيقظ على صرير باب المطبخ ، ثم جاءه صوت الدجاجات وهي تقوقيء في الساحة ، فتذكر عويل المرأة العجوز في قطار الأمس ... يا إلهي الرحيم أنا متأكدة بأن ذلك الجسر كان سينسف بعد عبورنا عليه مباشرة، ثم كان هناك وقع أقدام أونتي توبخ الدجاجات لأنها وسخت عتبة الباب الخارجي ثم وهي تنثر لها حفنة من الحب . هل استيقظت لتوك .تمطى بكسل ثم انطلق راكضا نحو الجدول عند طرف الغابة ، غرف شيئا من الماء بيديه ثم تركه ينهمر على وجهه . كان الماء باردا جدا إلى درجة تقطع الأنفاس . جاء ديك صغير بخطوات متمهلة مهيبة وهو يرفع رأسه متطلعا بفضول ، من تراك تكون ؟ ثم قذف الماء الذي كان في فمه باتجاه الطائر الذي صاح بخوف ، هكذا أحسن . هذا ما كنت تريده ؟ صب بعض الماء على ظهره وهو يطلق لهاثا عاليا ... أووه ... فأجابه صوت فتاة من تحت . اعتدل في جلسته سريعا ولكن لم يكن هناك سوى أونتي توميء إليه من المدخل ، ثم وهي تضع أمامه إناء وتعطيه ملعقة طريفة من الخشب. وعندما أنهى إفطاره قادته إلى خارج الكوخ وأشارت إلى السقف الذي كان هناك في الأعلى. هل تراه ؟ كنت أود لو أنني جئت معك لكن لدي الكثير من العمل علي ّ انجازه. وهكذا ذهب بمفرده . أقفل الباب بمفتاح ضخم ثم شمل المكان بنظرة متفحصة ، لم يكن ثمة شيء في الداخل سوى حجارة الموقد الذي يحتل ثلث المطبخ تقريبا ، وكان هناك في فجوة بالجدار رف عليه قارورتان من الصلصال ومنضدة إلى جوار النافذة . مجرد نافذة بسيطة وصغيرة كانت بالنسبة له في وقت سابق كبيرة جدا حتى أنه لم يكن ليستطيع أن ينظر إليها إلا من الأسفل . كان من غير المجدي أن يحاول الإمساك بطرفها ليفرد قامته بتلك الطريقة ، لأنه لم يكن يستطيع حتى بذلك أن يشبع عينيه المسكونتين بالفضول لتريا ذلك الذي يصلصل أويعبق بالرائحة في الأعلى فاكتشف أن من الممتع جدا أن يتحسس كل السيقان تحت المنضدة مفضلا السيقان الضخمة على كل شيء . ثم سمع صوت أبيه الذي ينتمي لاؤلى أضخم زوجين من السيقان ، وهو يقول : إن الفئران تحت المنضدة من دون شك ، وفي الحال تلتزم الفئران السكون وتبدأ قلوبها تضرب عاليابخوف بهيج حتى أن الصوت يكاد يسمع في كل أرجاء البيت ، وحركة واحدة غير محترسة كانت كافية لأن تسبب عويلا يائسا تحت المنضدة ، لكن في اللحظة تلك تظهر الأيدي الكبيرة وتسحبه عاليا ليستطيع الآن النظر من الأعلى وليستمر بالنشيج لوقت أطول قليلا ، ولكن ما أن تضرب الأيدي الضخمة المنضدة مرة واحدة حتى يعود كل شيء إلى وضعه الطبيعي ، والمنضدة الآن بالغة الصغر ، بالغة القدم حتى أنه يشعر بالأسف إزاءها .
وعندما جاءت أونتي ووجدته مقرفصا تحت المنضدة شعر بالخزي من نفسه .ظهرت فجأة ي الممر برغم أن( لديها الكثير من العمل عليها إنجازه ) انحنت إزاء عضادة الباب وأخذت تراقبه وهو يفتح باب الغرفة ثم وهو يفتش الفراش وخزانة الملابس والمنضدة الصغيرة ، كان ثمة ملابس مطرية على عتبة النافذة مع مزهرية مترعة بأزهار نضرة تقف عليها .كانت أونتي هناك تنظر إليه بارتياب كما لو كانت تتوقع شيئا ما سيحدث ، وهذا ماجعله يشعر بالارتباك . الشيء الوحيد الذي تعرف عليه هو منضدة المطبخ وكل ما عداها بدا له غريبا حتىأنه لم يستطع أن يتذكر أنه شاهدها من قبل ، قالت أونتي : لم أكن أتوقع مجيئك ولو كنت أتوقع ذلك لرتبت كل شيء من أجلك .
أجابها لا عليك .
كان يشعر لسبب لا يعرفه بأنها كانت تتوقع جوابا مختلفا ، وكان على وشك أن يقول شيئا آخر ، أن يشرح لها السبب الحقيقي لمجيئه إلى هذا المكان، لكنه عدل عن رأيه ثم شعر بالفرح حين صار خارج الكوخ مرة ثانية وهويستنشق بقوة الهواء المنعش البارد .
نظر إلى الريف بعناية . هناك شيء مضحك إلى حد ما كما لو كان قد رسم من قبل طفل صغير . المنحدر الحاد . الوادي . الجانب الآخر للوادي وعلى كل واحد منهما ملء قبضة اليد من الأكواخ . بعيدة ومتفرقة .أيّ منعزلين هم الذين بنوها ..إنها عالية بشكل لايصدق . تبدو للوهلة الأولى وكأنها مستحيلة المرتقى حتى يقع بصرك على الدرب الضيق الذي اختطته أقدام السائرين على جانب التل .أحد الأكواخ كان في مواجهته تماما على المنحدر الآخر أولئك هم (الجيران المتاخمون لهم ) .أنت تستطيع أن تبني جسرا عملاقا عبر الوادي وهذه الممرات الكثيرة التي اختطتها أقدام السائرين، هناك في المدينة يصدم الناس بعضهم بعضا في كل خطوة .أما هنا فلعل أحدا لا يطرق بعض هذه الدروب على مدار العام.
عاد إلى الكوخ . قال لها : يبدو يا أونتي أنك بحاجة إلى قفص للأرانب ، سأصنع لك واحدا . ثم قفز إلى العلية وهناك عثر على بضعة ألواح من الخشب جميلة ومناسبة ، قاسها ثم قطعها ، ثم قال : ماذا عن ثم المسامير يا أونتي ؟ ليس ثمة مسامير هنا : ثم جاس حلال الكوخ بحثا عنها ، نقب في كل الحيطان وفي السياج الخارجي فلم يجد مسمارا يصلح للاستعمال في أي مكان ، جلس في الباحة وهو يشعر بنفسه مستهلكا ومحبطا .
قالت أونتي : لاتهتم لذلك كثيرا .سأكمل قفص الأرانب بنفسي في وقت أخر ، وحين أذهب إلى المدينة للتبضع سأشتري بعض المسامير . والآن هيا . تعال وتناول غداءك .
بعد الظهر ذهب إلى الينابيع المعدنية . رسمت له أونتي الطريق ، وعندما كان يتخذ طريقه عبر جانب التل منحدرا شاهد فتاة صففت شعرها على شكل ضفيرة واحدة تتدلى من مؤخرة رأسها وهي تنتظر فرصتها ، كانت تمتع نفسها بالغناء ، لكنها ما أن لمحته حتى توقفت وارتبكت . كان يود لو أنه استطاع أن يكلمها أو أن يريها المسدس الذي اشتراه من أصدقائه في المصنع ، لكنه لم يكن يدري من أين سيبدأ بالضبط ، ثم قال في نفسه : ساكلمها في طريق العودة ، ثم ركض منحدرا نحو النبع ، هناك شرب قليلا من الماء الفوّار ثم استلقى على المرج وشعر بالراحة . كان العشب حوله يغني بصوت ذي جرس غريب ، إنه مكان يصلح لبناء دارة ، وهناك سيكون طريق إليها تسلكه السيارات التي تنقل الناس الذين سيشربون الماء من الينابيع ويستلقون على العشب ، وفي الشتاء سيمارسون رياضة التزلج.
عندما عاد كانت الفتاة قد ذهبت .
قالت أونتي عندما رأته يجمع حاجياته : لماذا لا تقضي الليلة هنا ؟
قال لها : لا أستطيع ، أصدقائي ينتظرونني .
شعر بأسف حقيقي لأنه سيغادر ، يود لو أنه ظل هناك مستلقيا على المرج ذاك يشاهد الغروب ، وأسف أكثر لأنه لم يكمل قفص الأرانب .
مسحت أونتي يديها الملوثتين بالطحين بمئزرها ، كان ضوء النهار ينحسر بسرعة ، وظلال قاتمة تنتشر في المطبخ من وراء خزانة الأواني .
قالت أونتي : تستطيع أن تظل معي عن طيب خاطر.
إنه يستطيع أن يظل هنا عن طيب خاطر ، وعليه أن يذهب غدا لقص العشب في المرج ،أو أن عليه الذهاب للعمل في الغابة أو أن يبدأ العمل في بناء الدارة . ثمة أكثر من سبيل للحياة هنا .
هز رأسه وقال : لعلي أعود عندما ينتهي كل هذا.
رفع حقيبته التي ملأتها أونتي بالكعك إلى كتفه ، وببطء هبط الممر الضيق الذي اختطته أقدام السائرين إلى الوادي ، وصاح سأعود لأبني لك دارة قرب النبع وطريقا يؤدي إليها ، ثم تأكد مرة أخرى من وجود المسدس في جيب سرواله الخلفي ،نصحه أصدقاؤه بعدم حمله معه، وقالوا له إنهم سيجهزوننا بالبنادق على كل حال لكنه آثرأن يقضي رحلته الطويلة بالقطار مشدود الأعصاب مخافة تفتيشه على أن يترك المسدس في البيت . خطوات قليلة ثم اختفى ، هبت غاصفة ريح فحركت الأشجار .
كانت أونتي ما تزال توالي مسح يديها النظيفتين الآن بمئزرها . لماذا . إنه مجرد ولد ! إلى الخلف منها كان الكوخ وحول الكوخ سياج خشبي متداع ..كانت ستعطيه كل شيء لو أنه بقي فحسب ، شجرة الكمثرى في الساحة ، ملعقة الخشب التي أولاها اهتماما خاصا، ولونا الدجاجة التي تأتي لتنقر قرب النافذة عندما تشعر بالجوع ..لكن ما أخذه لم يكن سوى الكعكات القليلة تلك ثم غادر بالطريقة نفسها التي غادر بها أبوها وأ خوها من قبل ، في ذلك اليوم كان ثمة رعد من منطقة التلال تماما مثلما هو اليوم ، كان لديها الإحساس بالخوف من أنه لن يعود أبدا.
أوه، ياللمأساة .إنها نزوات أنثوية بالغة السخف . فكرت أن عليها أن تذهب لتسقي الحديقة حيث تزرع بعض الخضراوات لسد حاجتها الشخصية . الدجاجات ، المعزى..إنها في حركة دائبة من الشروق إلى الغروب مثل النحلة وهي المرأة المتقدمة في السن ، الواهنة ، العقيمة.بقيت لوحدها لتقوم بكل ذلك . مرة كان لها زوج ، لكنه مات ، فظلت مع الكوخ المجاور كما لو كان كوخها ، وعندما رحلت الجارة إلى المدينة طلبا للعمل تركت لها البيت مع كل ما فيه من أثاث يصعب نقله ، وعندما كان زوجها في قيد الحياة لم تطأ قدمها ذلك البيت إلا لماما.كانت تذهب لتغيير هواء المكان أحيانا ، ولكن بعد وفاته قامت بطلاء الجدران ورتبت البيت برمته حتى أنفـقت آخر فلس لديها من أجل ترميم السقف ، وواظبت على وضع الزهورالنضرة في المزهرية . ماذا لو عاد أحدهم فجأة ؟ إنها لم تكن لتستطيع أن تترك البيت يتداعى ويتعفن . إن أحدا سيجيء حتما في يوم ما ، لكن أحدا لم يأت منذ بضع سنين حتى كانت الليلة الماضية>
كانت الشمس تلامس ذروة الجبل ، والنهار الذي انتظرته منذ سنين مات أو كاد . والآن لا أحد سيجيء ثانية- ياله من فتى عزيز – كان يريد أن يبني دارة وطريقا حسنا . من يعلم . ربما يستطيع أن يكون مهندسا معماريا في يوم ما . ربما يجيء أحدهم ليبني دارة هنا وطريقا يؤدي إليها . ربما يجيء أحدهم ليكمل قفص الأرانب ، لكنه من المحتمل جدا أن يكون شخصا آخر.
قالت الفتاة : هل أستطيع الدخول لشرب الماء ؟
بالطبع يا عزيزتي ، ولكن ألا ترين أن من الأسرع لو ذهبت إلى بيتك من أجل هذا ؟
اصطبغت وجنتا الفتاة بالحمرة .نظرت نحو الكوخ بقلق .
قالت أونتي : لقد غادر .أنت تعلمين ذلك.
خفضت الفتاة عينيها . وراحت تحدق بالقدح .
اختفت الشمس وراء الجبل . شخص آخر سيحبك .
 
 
دوشان كوزل *
ولد دوشان كوزل عام 1940 . نشر أولى قصصه عام 1959 عندما كان طالبا في جامععة براتسلافا ، و نشر مجموعته القصصية الأولى عام 1964 بعنوان ( شخص آخر سيجيء ).
ترجمة عبد عون الروضان
 

*أحمد
4 - أكتوبر - 2009
قوس قزح    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
كبر فرانز. أصبح له من العمر خمس سنوات ونصف الآن. إنه يمشي بتهذيب إلى جانب جدته. وفجأة سأل:
- هل هو صعب، ميما، أن تحيكي لي كنزة؟
- لا، ليس صعبا جدا. لماذا تسأل، هل تريد أن أحيك لك واحدة؟ بأي لون تريدها؟
- وردية، وردية بلون توت العليق، لا يهم إن كان هذا اللون للبنات! أنا أحب اللون الوردي وتوت العليق.
صمت فرانز برهة. تردد قليلا، ثم أضاف:
- آه، بامكانك أن تحيكي لي واحدا باللون الأزرق الغامق إذا أردت!
 
 
 
إنها براءة الطفولة التي لا تعرف قيود الشرائع المصنّعة ما استوقفني - كمادائماً- في هذه القصة ...هذه البراءة التي وَعَت باكراً أهمية التقاليد بالنسبة لجدته التي تُمثل المجتمع القائم على تصنيف العباد و الألوان أيضاً ...
 
تُرى هل يحق لنا أن نتوقف و نتساءل : ماذا لو أننا نشأنا في مجتمع أجمع على أن الأزرق ، لون السماء الصافية في شهرتموز، هو اللون اللائق للبنات ؟؟؟
 
قصة جميلة متعددة الأبعاد و العِبَر ، الشكر لك سيد أحمد على نشرها هنا و أتمنى أن لا تبخل علينا بالمزيد ...
*سلوى
26 - سبتمبر - 2009
السيد محمد هشام    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
عيد فطر سعيد
 
أشكرك سيدي على ترحيب كريم في هذه المناسبة الكريمة .
و الشكر أيضاً للنويهي العزيز الذي له الفضل الأكبر في وجودي بينكم ..
 كل عام و أنتم بخير ..
 
*سلوى
26 - سبتمبر - 2009
المواجهة بين النويهي والسويدي    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
شكراً جزيلاً لأستاذنا الكبير عبد الرؤوف النويهي على العيدية الجميلة التي خطتها أنامله , وإن إضافاتك سيدي في الوراق هي أكثر من قيمة , وأهم من مميزة , وأما مواجهتنا ( القاسية ) حول طه حسين فقد أصبحتْ من الماضي , ورغم اختلافنا حول هذا الأديب إلا أننا متفقان حول مئة فكرة أخرى , لقد أخطأنا بأن أردنا فرض فكرتنا التي تحتمل الصواب والخطأ , وتحمسنا أكثر من اللازم , وتعلمتُ من هذه المواجهة القاسية الكثير , وأهم ماتعلمته أن لا أنظر إلى تاريخ الشخصيات من زاوية واحدة , , ,
...... أسردُ لك أستاذي ما حصل معنا في زيارةٍ اصطحبني فيها الأستاذ زهير إلى مجلس الأستاذ محمد السويدي راعي الوراق المعروف  بحبه الشديد للمتنبي ,  ففي نهاية الزيارة وأثناء سلامي مع السويدي قبل الإنصراف قلتُ له : كنتُ أتمنى أن نتكلم أكثر حول رحلة المتنبي لمصر فرأيي يخالف رأيك في هذا الموضوع , وهنا أصر الأستاذ السويدي علينا أن نعود ليستمع لوجهة نظري , فأجلسني بالقرب منه في مجلسه الذي اجتمع فيه الكثير من صفوة المثقفين والأدباء , ولمحتُ الأستاذ زهير ينظر لي بإشفاقٍ وكأنه يقول : وقعتَ في شر أعمالك ياهشام , المهم أنني تكلمتُ وحاولتُ أن أستحضر في كلامي كل ( التهم والأدلة ) التي تُدين المتنبي من طمعه في الإمارة , إلى استعماله للشعر للوصول إلى أطماعه , إلى عنصريته في الكلام عن لون كافور الذي وصفته بالرجل العصامي الذي وصل للحكم لا لأنه إبن فلان أو لماله ولكن لأنه مكافح وكفء , وقد استمع لي الأستاذ السويدي للنهاية دون أن يقاطعني , وحين انتهيتُ بدأ يتكلم فلم يقل لي إن كلامي مليءٌ بالمغالطات , أو أنه خاطئٌ لكنه شرح لي جوانب أخرى لم أكن أعرفها , واستمعتُ من هذا المثقف الكبير لتحليلٍ رائعٍ لشخصية المتنبي فأحسستُ أنني نظرتُ للموضوع من زاوية ضيقة , وفي نهاية شرحه القيم قلتُ للأستاذ السويدي : الآن عرفتُ أنني لا أعلم إلا القليل عن المتنبي , وعلي بعد الآن أن أعيد قراءة المتنبي   , , ,
...... لقد تعلمتُ الدرس مرتين !                                    
*محمد هشام
20 - سبتمبر - 2009
الطفل x المدينة    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
بارك الله بك أستاذ أحمد الريحاني على ذوقك الأدبي الجميل , استمتعتُ كثيراً بفكرة هذه القصة , و ( نزعة التميز ) , أو ( التمرد ) عند الأولاد تُعتبر موضوعاً ثرياً لكتاب القصة القصيرة , وأذكرُ أنني قرأتُ منذُ زمنٍ بعيد قصة قصيرة نُشرت في ملحق الثورة الثقافي التي كانت تصدر بسوريا ويكتب فيها معظم أدباء سوريا , قرأتُ قصة قصيرة بعنوان (( الطفل x المدينة )) , وهي للكاتب محمود عبد الواحد , وتتناول هذه القصة أفكار وسلوك طفل هرب من مدرسته ليقضي يومه حراً في البرية , وهي من أجمل القصص القصيرة التي قرأتها في تلك الفترة , وقد شاءت الصدف أن أقابل الكاتب في مقهى الروضة بدمشق على طاولة الشطرنجيين , وأخبرني أنه ترك الكتابة وتوظف في التلفزيون السوري مترجماً , وتعجب من كون قصته قد أعجبتْ قارئاً مثلي  !
*محمد هشام
19 - سبتمبر - 2009
أهلاً بالأستاذة سلوى    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
أرحب بعودة الكاتبة المتميزة سلوى لمجالس الوراق , وأتمنى أن تُسعدنا بأفكارها المتميزة , وإبداعاتها العميقة , وأتمنى للأستاذ عبد الرؤوف النويهي الذي طالما كلمني عن الأستاذة سلوى أن يعود أيضاً , وهذه العودة ستكون بمثابة العيدية لنا في عيد الفطر المبارك .
*محمد هشام
19 - سبتمبر - 2009
"خدعنى ظلك " ... مآل الخديعة بالظلال الشاهقة    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
فى يوم ما ،كنت أطالع أحد المواقع التى أكتب فيها ..شدتنى قصة قصيرة جداً ..قرأتها كثيراً ،لكنها استحوذت على فكرى ،انشغلت بها ..ولم أجد إلا أن أكتب عنها ..
وهدية عيد الفطر المبارك ...لكل الوراقيين  ..الحاضرون والغائبون ..فهم مغروسون فى الفؤاد ويجرون كالدم فى العروق.
 
وشكراً للأخ الكريم والصديق الوفى  محمد هشام ..فرسائله القيمة لا تترك تليفونى المحمول ..وكم أود أن أراه وأجالسه وأحاوره  ..فسيظل علامة فارقة فى حياتى ..وحواره معى.. لاولن أنساه ..فرغم قسوته ..أحببتُ هذا المقاتل الشرس ..فهو يمتلك ثروة ثقافية وفكرية ،قلّ أن تجدها لدى الكثيرين .
 
وأهلاً بأستاذتنا الجليلة ..صاحبة هذا الملف المتميز ..سلوى فريمان ..عودة ميمونة  ومصباح لا ينطفىء .وقلم لن يهدأ .
**********************************************************
خدَعَني ظِلُّكَ
 
ماجدولين الرفاعي
 
رجلٌ بظلِّ طويلِ جلسَ قربَ قلبي فتطاولَ ظلُّهُ أكثر فأكثر حتى لامسَ الغيمَ

"باسمِ اللهِ" نطَقَتُ مبهورة بظله
باغَتَتنا شمسُ الظهيرةِ
هرب الظلُّ وبقيَ صاحِبُهُ قُربي بهامةٍ لاتَعلو عن الأرضِ

ومن يومها فقدت ثقتي بالظلال الشاهقة.
 
 
 
خدَعَني ظِلُّكَ
________________________________________
(1)
رجلٌ بظلِّ طويلِ
جلسَ قربَ قلبي
فتطاولَ ظلُّهُ أكثر فأكثر
حتى لامسَ الغيمَ
(2)
"باسمِ اللهِ"
نطَقَتُ مبهورة بظله
(3)
باغَتَتنا شمسُ الظهيرةِ
هرب الظلُّ
وبقيَ صاحِبُهُ
قُربي
بهامةٍ لاتَعلو عن الأرضِ
(4)
ومن يومها
فقدت ثقتي
بالظلال الشاهقة

*************
الظلال الزائفة
القصة القصيدة،التكثيف والاقتصاد والعمق

خدعنى ظلك
ما أكثر الظلال التى تخدعنا ،وما أشق العثور على الحقيقة، بعد فوات الآوان.
هناك خيط رفيع بين النثر والشعر ،فبورك لمن يحوم حولهما،ويمسك بطرفى بيانهما ويستخرج منهما اللآلى والمرجان والدر والياقوت.
القاصة المبدعة وبكلمات معدودة للغاية 37كلمة ،تحكى لنا من أقاصيص الحياة الكثير والكثير.
الظل/الغيم /شمس/ الظهيرة.
مفردات تغزل منها قصيدة/قصة حب مُجهض،وتفتح أمامنا آفاقا ًشاسعةً من المد الروحى والاستغراق الوجدانى والوعى الإنسانى .
قرأتُ القصة القصيدة مراتٍ عديدة فى أيامٍ متباعدة وبمشاعر متقلبة ،وتأكد لى فى كل قراءة ،المعنى الجديد والرؤية المتغايرة .

رباعية تتجلى واضحة عبر صور ثلاث :

(1)اللقاء

رجلٌ بظلِّ طويلِ
جلسَ قربَ قلبي
فتطاولَ ظلُّهُ أكثر فأكثر
حتى لامسَ الغيمَ

من أروع الصور الأدبية المحسوسة لعلاقة حب بين رجل وإمرأة .
وكم كان هذا الرجل عظيما وشامخا فى قلب المرأة!
كان شيئاً عظيما ومدهشا !
امتلك كل حنايا القلب وكل خبايا النفس ،لم يترك مكاناً لأشياء أخرى، فصارهو كل الأشياء .تطاول بظله ومازرعه فى القلب من طمأنينة وسكينة وهدوء ،حتى بلغ عنان السماء ،ملأ مابين أرض الجسد وسماءالروح.

(2)الانبهار

"باسمِ اللهِ"
نطَقَتُ مبهورة بظله

الروعة والدقة والعمق فى خمس كلمات مشرقات
باسم الله

توقفت كثيراً وكثيراً جدا حيال هذه الفقرة المدهشة ،لم أجد تعبيرأ أصدق منها فى الإمساك بلحظة تتماهى فيها الروح مع الجسد فى نشدان ما يموج فى النفس من فرحة غامرة .
باسم الله
تعبيراً قوياً عن الفوز والنجاح فى العثور على رفيق الروح .
نطقت مبهورة بظله

ما كل هذا الجمال الذى يسرى فى الروح !!،وكأن الرجل عملاق يسكن أغوار القلب وظله الشاهق يتعالى ويسيطر على حنايا القلب،إنه لم يعد كائناً بشرياً محسوساً .

(3)الصدمة

باغَتَتنا شمسُ الظهيرةِ
هرب الظلُّ
وبقيَ صاحِبُهُ
قُربي
بهامةٍ لاتَعلو عن الأرضِ

أن يكون القلب مفعماً بالحب،وأن يهدرصاخباً فى الروح مبتهجاً مسرورا،ثم تأتى المباغتة التى تقصم الروح وتسحق حدائق العشق بقسوة ،فتحيل خضراءها هشيماً تذروه الريح فى يوم عاصف.
فجأةً تسطع الحقيقة المرة ،أن الظل المتطاول فى الآفاق ،كان وهماً لقزمٍ يتداعى هشاشة وسقوطا.
هرب الظل....ما أدقها من كلمة وما أصدقها من وصف دقيق يحفر فى العقل أخاديداً وأعماقا.

الدهشة التى يهتز لها القلب (هرب الظل وبقى صاحبه،قربى ،بهامةلاتعلو عن الأرض)
ما أقسى هذا الوصف على النفس!
ما أشق مايوحى به من حطةٍ وخنوعٍ وإذلال!
الهامة التى تتوسد الأرض ذليلة خانعة منكسرة !

هذا الظل الشامخ الذى يطاول الغيم سموا وارتفاعا،لهامة فى التراب مثواها !!


(4)الفقد

ومن يومها
فقدت ثقتى
فى الظلال الشاهقة


فقد اليقين فى الظلال الشاهقة ،نتيجة حتمية لتهاوى الحقيقة ووقوعها فى مستنقع الخديعة .

الخديعة بالظلال الشاهقة ،وهمٌ نمتلأ به أحياناً وننخدع به ونزهو بجبروته.

كانت الثقة المستبدة بالنفس التى لاتخالجها شكٌ ولايعتريها نقصانٌ،كانت الشم الرواسى.
ولكن للوهم سلطان قاهر على النفوس وسلطة مهيبةمسيطرة .
وتأتى شمس الظهيرة وتتبخر الأوهام وتهرب الأشباح ،فتظهر الحقيقة عارية حتى من ورقة التوت.

نعيش مع أقزام تافهة ونصنع منهم أبطالا وزعماءً ورجالاً.

نعيش الوهم سنواتٍ وسنواتٍ ،ونفيقُ على زمنٍ مخادعٍ ،يضيع فيه العرض والأرض والمسير والمصير، وتتكأكأ علينا الضباع والنمور والثعالب والأفاعى والثعابين.

أليس مانحن فيه _الآن _هو الخديعة بالظلال الشاهقة ؟

أليس مانعانيه من أوهام ٍ صنعناها وأمجادٍ شيدناها وهزائم متلاحقة وسقوطٍ مُهين ،من الخديعة بالظلال الشاهقة بالرجال الجوف ؟؟

وكان مآ لُنا الحصاد المُر وفقد الثقة فى كل شىء وأى شىء!!
*عبدالرؤوف النويهى
19 - سبتمبر - 2009
الكنزة الوردية ( مونيك جانويست)    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
 
أحببت أن أشارك بهذه القصة ( العقد الوردي وليس البنفسجي ) وقد أعجبتني وأمل أن تنال إعجابكم
 
ألقى فرانز نظرة مليئة بالخيبة على الصفوف المتجهمة للسراويل والقمصان الداكنة. لا شيء فيها يجذبه. هرب خلسة من رقابة جدته التي رافقته للتبضع بمناسبة عيد ميلاده. ركض نحو قسم ملابس البنات حيث الألوان المبهجة. داعب بإصبعه الأقمشة الناعمة، مسح خده على كنزة صوف وردية بلون مائل لتوت العليق جعله يتلمض. إنه فعلا يحب المثلجات بنكهة توت العليق والشكلاطة التي يتناولها عند جدته.

- فراز أين أنت؟ أين تختفي؟ نادته جدته مذعورة. فمع كل الحكايات القذرة التي تطالعها هذه الأيام في الصحف أصبحت تقلق كلما ابتعد عن ناظريها حفيدها الذي يندس في كل مكان ويجيد الاختفاء حتى لو كان بجوارها.

ظهر فرانز من بين صفوف الفساتين الملونة التي تصدر حفيفا بشعره الأشقر ووجهه اللطيف وابتسامته الخبيثة. وجذب جدته بعيدا عن ألبسة الأولاد المملة الباهتة التي تسد الشهية. ودفعها باصرار نحو الكنزة بلون توت العليق ذات نعومة الرخلة*.

- ميما*، انظري كم هي جميلة!
- أجل، ولكن هذا الصف هو للبنات!

يعتقد فرانز بأن البنات محظوظات لأن لهن حق الاختيار بين هذه التشكيلة من الألوان الحيوية في حين يحس وكأنه محكوم عليه بالرمادي والبني والأزرق الغامق. أصر فرانز:

- أجل، ميما، إنه ما أريد! وكان قد لبس الكنزة.

أضاء اللون الزاهي بشرته الشاحبة، لقد ناسبته الكنزة جدا. ترددت جدته. لكن فرانز كان ينط في ممر الملابس، وقد احمر وجهه من السرور. وحينها، وكالعادة، قبلت الجدة وقررت أن تشتري له الكنزة. ووجدت صعوبة في اقناع فرانز بنزعها حتى تسدد ثمنها.

عمر فرانز أربع سنوات. عندما وصل إلى روضة الأطفال صباح يوم الاثنين، وهو يبرز بتفاخر كنزته الجديدة التي لم ينزعها منذ يوم السبت، سريعا ما جائته صديقتاه شانتال وبايلي. أمسكته كل واحدة من يده ورافقتاه إلى المروضة حتى تراه. وسعيدا بفوزه لبس فرانز كنزته الوردية كامل فصل الشتاء. حتى أن أمه بالكاد تجد فرصة لتغسلها وتجففها حتى يطلبها من جديد.

كبر فرانز. أصبح له من العمر خمس سنوات ونصف الآن. إنه يمشي بتهذيب إلى جانب جدته. وفجأة سأل:
- هل هو صعب، ميما، أن تحيكي لي كنزة؟
- لا، ليس صعبا جدا. لماذا تسأل، هل تريد أن أحيك لك واحدة؟ بأي لون تريدها؟
- وردية، وردية بلون توت العليق، لا يهم إن كان هذا اللون للبنات! أنا أحب اللون الوردي وتوت العليق.
صمت فرانز برهة. تردد قليلا، ثم أضاف:
- آه، بامكانك أن تحيكي لي واحدا باللون الأزرق الغامق إذا أردت!
 
 
مونيك جانويست
كندية من أصل فرنسي. أستاذة الآداب والحضارة. نشرت العديد من الكتب والدراسات و7 روايات أحدثها بعنوان جذور الرمال سنة 2000.

*أحمد
18 - سبتمبر - 2009
الطفولـة المبعثـرة ...    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
كلما رأيت لوناً ضاحكاً في عين طفل ... تتفتح الأزاهير في سواد قميصي


"في حلكة ظلام هذا الوقت المتأخر من الليل، و في هذا المكان الذي يبدو له غريباً و موبوءاً، لم يكن من السهل عليه أن يهرب من خيال يدفع به إلى عالم الأساطير و الجان و الضمائر الشيطانية . لقد أمضى معظم نهار أمس و الشق الأول من الليل جارياً أمام خطر لا يفهمه و لا يعي سببه ، خطر يتعقبه بدهاء و عزم حيوان متوحش يريد الفتك بفريسته .

خائف و حائر ، توقف عند تخوم الغابة التي قطعها وثباً ، ليلتقط أنفاسه و يريح رجليه التي بدأت الآلام تنخر عظامها اليافعة .
 
يلهث تعباً و رعباُ ، أجال نظره في السكون الممتد أمامه و ارتعش .... بحر من الآعشاب تتماوج تحت وميض قمر امتص خضرتها و صبغها بوشاح فضي لامع و بارد .
 
مرج مكشوف لا يستطيع أن يُخفيه عن انظار مطارديه الذين لن يكفوا عن ملاحقته الى أن يسكتوه كما أسكتوا اخوته و والدته .... لا يجب أن يدع هول ما رأى يسيطر على مشاعره ، هناك وقت طويل لذلك . الآن عليه ان يصل إلى مكان آمن ، عليه ان يُخبر عما جرى ، عليه أن يكشف عن الجرائم التي أبادت عائلته و العوائل الأخرى في قريته ...."

*سلوى
12 - سبتمبر - 2009

 
   أضف تعليقك
 1  2  3