أخبرنا ? ?مكي بن إبراهيم ? ?حدثنا ? ?هشام ? ?عن ? ?الحسن ? ?قال ? العلم علمان فعلم في القلب فذلك العلم النافع وعلم على اللسان فذلك حجة الله على ابن ? ?آدم ? أخبرنا ? ?عاصم بن يوسف ? ?عن ? ?فضيل بن عياض ? ?عن ? ?هشام ? ?عن ? ?الحسن ? ?عن النبي ? ?صلى الله عليه وسلم ? ?مثل ذلك . في الحقيقة إن هذا الحديث الشريف لهو شاهد واضح على واقع الصوفيين وذلك في شطره الأول حيث يقول عليه الصلاة و السلام (فعلم في القلب وذلك العلم النافع) وعلى اختلاف من اختلف في تسميتهم بالصوفية ومعناها ، فالحق يقال أنه يترتب علينا معرفة الجوهر قبل الوقوف عند المظهر . فهناك علمان : علم الشريعة وعلم الحقيقة ولاغنى لأحد بواحد منهما دون الآخر ولو فعل لسلك طريقاً لن تصل به لمحض الحق ودحض الباطل ، لأن الوقوف عند العلوم الشرعية دون امتزاجها بنور القلب قد يصل بصاحبه الى الغلو في الدين ، كما أن السير في مشاعر القلب من دون إطار الشرع كثيرا ما يجعل المرء في شطط بعيد . وهذا العلم الذي يجب أن يكون في القلب هو علم الحقيقة وموضوعه النفس البشرية والمقصود هنا بكلمة القلب ألا وهو قلب النفس ومركزها ، قال تعالى : ( يا ايها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا امنا بافواههم ولم تؤمن قلوبهم .........) / سورة المائدة - آية 41/ فالنفس هي محط التكليف وعليها المعول في كل شيء ولها المشاعر في كل شيء ، ففيها أودع الله تعالى الفطرة التي فطر الناس عليها ومن خلال ما اكتسبت كل نفس في هذه الدنيا تكون رهينةً غداً يوم القيامة ، وهي التي تسأل في القبر وهي التي تجيب بدليل أن الفكر وما حوى يبيد ويصير رفاتا وترابا لذلك فمهما حفظ الانسان من علوم شرعية هنا في الدنيا فلن تفيده غدا في قبره عندما يسأل عنها ان هي لم تتحول لمعقولات في صميم هذا القلب وهذا هو معنى قوله صلى الله عليه وسلم (وعلم على اللسان فذلك حجة الله على ابن ? ?آدم ) أما دور رجالات الصوفية فهو دلالة من أراد من الناس على علم الحقيقة و ذلك ضمن ما جاء به القرآن الكريم والسنة المطهرة . وبالأحرى تعليم الانسان كيفية الانتقال من بحر الشريعة الى فلك الحقيقة ، وان شئت فقل تحويل ما تعلم من علوم شرعية الى مشاعر ومعقولات نفسية قلبية تبقى مع الانسان في حياته ومماته ونشوره . ملاحظة : تم نسخه من تعليق لي على موضوع بعنوان (الصوفية والرد على المستشرقين) لرودينا في مجلس : /الفلسفة وعلم النفس / |