ابن الفُوَطي: عبد الرزاق بن أحمد بن محمد الصابوني، المروزي الأصل، الشيباني، البغدادي، أبو الفضل، كمال الدين: مؤرخ، يعد من الفلاسفة، من نسل معن بن زائدة، مولده بدرب القواس شرقي بغداد يوم 17 / المحرم / 645هـ ووفاته ببغداد سنة 723هـ أخذ الحديث عن الصاحب الشهيد محيي الدين يوسف بن الجوزي أستاذ الدار الذي قتله هولاكو صبراً سنة 656هـ وأسر ابن الفوطي في هذه الواقعة هو وأخوه عبد الوهاب، فأبق هو وتعذر على أخيه الإباق، ولجأ إلى نصير الدين الطوسي فشفع له وألحقه بتلاميذه، وقرأ عليه الحكمة والآداب، وباشر (خزانة الرصد بمراغة) زهاء عشرة أعوام، وهي أول أكاديمية في القرون الوسطى في العالم، وكانت مراغة عاصمة الدولة الإيلخانية، وفيها ألف كتابه (تذكرة الرصد) أول كتاب من نوعه في التاريخ، أثبت فيه ما أخذه عن زوار الجامعة نثراً وشعراً، ويعرف ب(من قصد الرصد) وعاد إلى بغداد أيام السلطان أباقا بن هولاكو في ولاية علاء الدين عطا ملك الجويني على بغداد، وهو الذي استدعاه إلى بغداد وفوض إليه كتابة التاريخ والحوادث كما يقول، وفيها تولى خزانة كتب المستنصرية زمناً، ثم تركها وقصد تبريز وأقام مدة طويلة عند الوزير رشيد الدين، والتقى بسعدي الشيرازي وأجازه بديوانه (كلستان) ولما قتل رشيد الدين وأحرقت كتبه وكتب ابن الفوطي، عاد إلى بغداد واستقر فيها إلى أن توفي. وكان سكناه فيها في (مشهد البرمة) الواقعة في محلة الجعفرية مع شيخه غياث الدين عبد الكريم بن طاووس العلوي الشيعي الإمامي، مع أن ابن الفوطي كان حنبلياً بإجماع من ترجم له، وله ترجمة في ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب. تآليفه كثيرة
. أشهرها (مجمع الآداب في معجم الأسماء والألقاب) طبع المجلد الرابع منه، في خمسة مجلدات ضخمة، ويضم (2500) ترجمة، وأما الأصل فكبير جداً، قيل: في خمسين مجلداً. ويعتبر المصدر الوحيد للتعرف على أوضاع العهد الإيلخاني المغولي، وخاصة ما يرتبط بإيران والعراق بعد سقوط الدولة العباسية.
. اشتهر ابن الفوطي بحسن خطه، قال ابن حجر: ملكت بخطه (خريدة القصر) للعماد الكاتب في أربع مجلدات من القطع الكبير، وقدمتها لصاحب اليمن فأثابني عليها ثواباً جزيلاً جداً، وكان مع حسن خطه يكتب في اليوم أربع كراريس. وقال الذهبي: كتب من التواريخ ما لا يوصف، ومصنفاته وقر بعير. وفي دار الكتب الوطنية بباريس نسخة رقم 1499 من كتاب الكامل لابن الأثير بخط ابن الفوطي انتهى منها سنة 621هـ ( الأعلام للزركلي ومعجم الألقاب: مقدمة المحقق ص26)
|