لماذا نقيم في نفوسنا مكانةً أكبر لمن يملك من الدنيا أكثر ? لماذا يلعب المال فينا الدور الأكبر ? لماذا نظن أن السعادة أسيرة الدينار والدرهم ? هذه الأسئلة هي بمثابة واقع يغشى معظم الناس في أيامنا هذه ، إلا من رحم ربك من الذين قال عنهم عز من قائل: كثيرا ما نصفق لذلك الثري ونلين له بالكلام ونصغي له بالأذن والجنان بل ونمتدحه بطيب الكلام وترانا نتجاوز عن سيئاته فلا نعيرها اي اهتمام . على عكس ذلك ترانا نتحامل بكل جدية مع صاحب الكفاف والعفاف وقد لا نكلف انفسنا يسير الانصات له أو الاستماع وندقق ونحقق في كل هفوة أو صبوة له لنخرج ضدها بالأحكام . أليس هذا من تراب وذاك من تراب ? أليس الذي رباه وليداً قد كان رباً لذاك ? إن للمال لخالاً غير ذلك الخال وعماً دونه أخو الأب و باقي الرجال وللمال خمرة يسكر بها صاحبها و كثيرا ما يستطير شرها فيطال الأهل والجار ، فتذهب بعقولهم ويرون القصير الشائن يناطح النخل الطوال . كما أنهم تزيغ أعينهم و عقولهم بفعلها فلا يكادون يميزون صاحب الخز الجاهل من صاحب العلم الذي لا يختال . الوقت تداركني أحبتي سأعود لأتابع عندما يعتقني ذلك السيد المسمى بـ (الوقت) ولكن أرجو لمن يريد أن يكيل بكيلنا ويساعدني متابعةً أن لا يبخل علينا فنحن ممن يشكر الاحسان . |