مجلس : الأدب العربي

 موضوع النقاش : نصوص : الفقدان    قيّم
التقييم :
( من قبل 1 أعضاء )
 صبيحة  
1 - يوليو - 2006

 

الفقدان

اشعر بالعجز ، تناقشني فيما أنا به ، تجعلني أرى الأسباب ، والمس النتائج ، مقتنعة تمام الاقتناع أنني توصلت لوحدي الى النتيجة التي أجدها ساطعة أمام عيني ، تدلهم الخطوب ، واعجز عن رؤية الطريق الصائب الصحيح ، تأتي أنت بابتسامتك الواثقة ، لتزيل ما اعترى ذهني من التباس ، تبدد معالم الشك والارتياب بقدرتي على اجتياز السبيل ، تقنعني بطريقتك الحبيبة في الإقناع أنني يجب ان أؤمن بنفسي بعد إيماني بالله وان اعتمد على ذاتي في تذليل الصعاب التي أجدها أشواكا تعرقل الاستمتاع بما احصل عليه من ورود عابقة بالأريج ، جياشة بالعطر الجميل ،

- لا تخافي ،

 لم تفرق بالمعاملة بيننا نحن الأشقاء ، تحبنا جميعا بنفس الدرجة العالية ، تمنحنا الدفء نفسه والحنان عينه ، تعلمنا ان الأب معاملة حانية   ،، وحازمة، حنان متدفق ، دفء متواصل ، تعليم مستمر ، تبيان الخطأ والإرشاد الى الصواب ،، ان الحياة جميلة وإننا يجب ان نتعلم العطاء مثلما تعلمنا الأخذ

- احبي الناس ،هم طيبون

 ، اختلف معك أحيانا بسبب انني لا أرى مثل الذي تراه لآني لم أجرب الحياة مثلك وما زالت نظرتي قاصرة عن الإلمام بنظرتك للأمور ، وأحيانا لان عمري الصغير آنذاك صور لي ان الاختلاف لمجرد الاختلاف قد يكسب المرء غنى ليس بطاقته ان يكسبه ، تسمعني بتلك القدرة على الفهم ، ابدي وجهات نظري ، وأنت صامت ، تناقشني فيما اختلفنا به دون ان يرتفع لك صوت ، ولم أرك تغضب او تفند آرائي التي أراها الآن خاطئة ولم أكن أقوى على مصارحتك انها خاطئة

- أخائف انت ام جبان ??

، حسدني الجميع عليك ، لم تستعمل العنف في تقويمي وكثيرا ما يخطيء الإنسان ، ولم اسمع منك كلمة خشنة ، آباء صديقاتي كانوا يضربون بناتهم بالحزام دون ان يبالوا انهن فتيات وحرام ان يضربن بباقات الورود ، الم يقل الرسول  الكريم رفقا بالقوارير ، تخرج معي ونذهب الى دور الكتب نشتري كتابا معينا او للسوق فتختار لي ما أريد بذوقك الذي حسدني عليه الجميع ، ما ان تنتقي لي شيئا حتى تسارع صديقاتي الى امتداحه بسبب الجمال والروعة المتصف بها ، ولم تكن تلك الصديقات ينتبهن لما كنت اختاره انا ، تراني إحداهن وآنت تسير بجانبي ، وتسألني في اليوم التالي

- من اين لك هذا الشاب الوسيم ??

، تضيق بي الحياة ، وتندلع أمامي نيرانها ، فلا اجد من يستطيع ان يطفيء حرائقي المندلعة الا أنت ، اهرع إليك أحدثك بمتاعبي ، ويأتيني صوتك الواثق الهاديء ليطمئنني ان الدنيا ما زالت بخير ، وان مصائبي ليست مصائب بالحقيقة وإنما هي كالملح والفلفل الذي نجعل الطعام به لذيذا يقبل الناس على تناوله باشتياق ، أقنعتني ايها العزيز ان مشاكلي ليست بشيء اذا ما قورنت بمشاكل الناس الآخرين ، وفرت لي كل شيء ، كلنا أحببناك بقوة ، ما ان نحتاجك حتى تترك كل شيء لتسارع الى نجدتنا ، اشتاق الى رؤيتك ، سنين طويلة مرت ولم أكحل العين ، برؤيتك البهيجة ، يرعبني ما حل بك وكأن عقودا فصلت بيننا ،

- قد انهكوك ايها العزيز

، اغتالوا فرحتك بتآزر أسرتك وتلاحمها ، قضوا على حياة والدك ، و أجبروك الا تخبر أحدا بالنبأ والا تقيم مجالس العزاء ،، والا أبادوا جميع أفراد أسرتك المتواجدين بينهم ، أحاط بك الحزن من كل جانب ،،، ولم تعرف ما ذا تفعل والأسرة المتعاونة المتآلفة  ،،يغتال أفرادها الواحد تلو الآخر ، تمني النفس ان احد أولادك الموقوفين ما زال حيا ، وانه سيخرج وتتمكن من رؤيته ، ولكن أحلامك وتمنياتنا أيها العزيز قد تحولت سرابا حين علمنا ان جميع الموقوفين قد أبيدوا ، حكم عليهم بالموت ونفذ الحكم دون ان نعلم بالآمر ، لم يكلفوا أنفسهم ان يخبرونا ، ولماذا ينبئونا ونحن مجرد أرقام ايها العزيز ، تغيرت كثيرا ، هالني ما وجدته من تراجع في صحتك وأنت الممتليء بالشباب ، تستقبل يومك بابتسامة واثقة كانوا يقولون لي

- انت تشبهينه

، ولكن بون شاسع بينك وبيني ، فأين الشمعة من الشمس الساطعة ? واليوم تغادر دون وداع ، اسمع بالخبر ، فأقف ملتاعة ، من يقف بجانبي في هذا الخضم الهائل ، من يريني بثقته معالم الطريق التي أكون عاجزة عن رؤيتها لوحدي ، لا اصدق انك رحلت ، وأنني لااراك بعد الان ، وأنني من العجز بحيث لا أستطيع الرؤية يدونك يا اعز الناس ، وأكثرهم شجاعة ونبلا ونصاعة ، لقد تركتني ورحلت وبقيت وحيدة رغم ان الكثير يحيطون بي ، ولكن شتان بينك وبينهم ايها العزيز ، اللهم ارحم حالي وارأف بي واعني على استرجاع قوتي التي سلبها مني الفقدان

 

 

 

                                                         صبيحة شبر



*عرض كافة التعليقات
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
سلوان صبيحة    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
الـيـوم  أشـعرُ iiبالحقي قـة  بـعـدما سقط القناعْ
والـيـوم يـقـتنع الأسى عـنـي  تـمـام iiالإقتناع
وحـدي أواجـه ما iiوصل تُ إلـيـه فيك أمام iiعيني
بـيـن الـخطوب iiالعابسا ت عـلـى فجائعها iiوبيني
كـان ابـتـسـامك iiوحده نـوري  لـمعرفة الطريق
فـي كـل لـيـل حـالك تـجـلـو به وهم iiالبريق
وإذا  شـكـكـتُ iiبقدرتي أنـي  سـأجـتاز iiالسبيل
تـأتـي تـبـدد مـا iiأخا ف  بوجهك الغض iiالجميل
هـذي  ورودك فـي iiيدي يَ بـلـونها العذب iiالبهيج
جـيّـاشـة بـالعطر iiوال إيـمـان عـابـقة الأريج
عـلّـمـتـنـا  ان iiالأبو وة كـلـهـا عـطف وبر
وحـنـوّ طـرف iiحـازم وحـنـان  دفء iiمـستمر
الـيـوم يـا مـولاي iiأف هَـمُ  ما البراءة، iiما الغرور
وقـصور  علمي في iiالحيا ة  وطـول عجمك iiللأمور
مـا كنت تغضب أن iiترى أنـي أخـالـف ما iiرأيت
تـصـغي  وتسمع iiصامتا والـيـوم أفـهم ما iiجنيت
شـوقـي إلـيك زمان iiتح مـلني  وأركض في iiيديك
والـكـل  يـغبط iiفرحتي والـكـل يـحسدني iiعليك
كـانـت صـديـقاتي iiتها ن بـكـل أنـواع iiالمهانه
آبــاؤهـن شـقـاؤهـا وأقـول ذلـك iiلـلأمـانه
الـكـل يـحـسدني iiعلي ك وأنت فخري في الرجال
وحـديـث أتـرابـي iiإذا بـدأ الـحديث عن الجمال
كـم ذا سـألـن وقد iiرَأَيْ نـكَ  إذ تـسـير iiبجانبي
مـن  ذالـك الحلو iiالوسي مُ  ? أقـول: ذالك صاحبي
يـا قـاتـلـيَّ iiتـمـكنوا مـن  وجهه أن iiيحرموني
عـشـرون عاما ضعن iiلم أكـحـل بـرؤيته iiعيوني
عـشـرون  عاما أيها iiال أوغـاد  أبحث عن iiفؤادي
وأخـاف  أكـتب عن iiنها يـتـه  وأخجل من iiبلادي

*زهير
1 - يوليو - 2006
لك الشكر ايها العزيز    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 

 ايها الاخ العزيز وايها الشاعر المبدع شكرا جزيلا لك لقد نظمت فجيعتي بفقدان ابي وصديقي قصيدة جميلة تتضمن جميل المعاني وبديع الكلمات  ،،، نصي الذي عبرت عن الم الفقدان صغته بكلماتك الجميلة قصيدة رائعة

اشكرك ايها الاخ العزيز زهير

ومزيدا من الابداع الجميل

*صبيحة
1 - يوليو - 2006

 
   أضف تعليقك