مجلس : اللغة العربية

 موضوع النقاش : اللغة العربية قبل القرآن    قيّم
التقييم :
( من قبل 2 أعضاء )
 زهير 
17 - يونيو - 2006
قال المستشرق الفرنسي الشهير أرنست رينان في معرض حديثه عن اللغة العربية في (الموسوعة المسيحية): (فهذه اللغة المجهولة التاريخ تبدو لنا فجأة بكل كمالها ومرونتها وثروتها التي لا تنتهي، لقد كانت هذه اللغة منذ بدايتها بدرجة من الكمال تدفعنا للقول بإيجاز: إنها منذ ذلك الوقت حتى العصر الحاضر لم تتعرض لأي تعديل ذي بال، فاللغة العربية لا طفولة لها، وليس لها شيخوخة أيضا، منذ ظهرت على الملأ، ومنذ انتصاراتها المعجزة، ولست أدري إذا كان يوجد مثل آخر للغة جاءت إلى الدنيا مثل هذه اللغة من غير مرحلة بدائية، ولا فترات انتقالية، ولا تجارب تتلمس فيها معالم الطريق) فما رأيكم دام فضلكم


*عرض كافة التعليقات
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
اللغة العربية مولود بالغ..    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم
 
حقا إن العربية مثيرة للدهش .. فلا ينكر ما قاله رينان إلا مكابر .. لقد وجدنا أنفسنا حقا أمام لغة ناضجة كل النضج ، أدبا وعلما ، وشعرا ونثرا ، ونحوا وصرفا وبلاغة .. وأقول خطا وكتابة وأبجدية أيضا .. وما وجد من الاختلاف القليل هو بقايا لهجات كانت تحشرج في طور النزع  .. والمطلع على المخطوطات القديمة لا يملك أن يصدق أن الحرف العربي مأخوذ عن الآرامي أو النبطي ، فبينها فروق كبيرة .. كما لا يملك أن يصدق أن هذا الحرف لم يكن منقوطا  حتى نقطه نصر بن عاصم أو الحجاج ، أو أن نقط أبي الأسود لم يكن معروفا أيضا .. فليس معقولا أن يكون واضع الخط العربي قد اصطلح لحالات تختلف نطقا علامة خطية واحدة دون أن يضع ما يميز بينها .. صحيح أننا تعلمنا هذا وتخرجنا به .. ولكن ما يرتاح إليه العقل السليم غير هذا تماما ..  لقد أثار اهتمامي ما ذكره الدكتور ناصر الدين الأسد في كتابه القيم ( مصادر الشعر الجاهلي وقيمتها التاريخية ) حيث أنكر ( تجهيل الجاهلية ) وقدم كثيرا من الأدلة على أن هذه اللغة كانت منقوطة مضبوطة منذ الجاهلية ، وأن العرب كان لديهم إلمام بأصول النحو والصرف والبلاغة والعروض ، ولكنهم أهملوا ذلك لأمر ما .. صحيح أن الأسد ترك بعض الثغرات بلا سد ، وبعض التساؤلات بلا إجابة ، إلا أنه أثار أمورا غاية في الأهمية ، ولكنها بحاجة إلى من يتابعها بروح علمية جادة .. فأترك للإخوة تقويم التليد وتقديم المزيد .. 
*داوود
17 - يونيو - 2006
حروف اللغة العربية (42) حرفا    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم
 

من أمتع البحوث التي وقفت عليها في كتاب صديقنا عادل محاد المهيري توصيفه للحروف التي نعتها سيبويه بالحروف غير المستحسنة، وقد سمعت منه كيفية نطقها، وعجبت منه كيف ينطق بها نطقه بالحروف الفصيحة، وكيف يحدد هذه الأحرف في اللقى والنقوش الحميرية والسبئية واللحيانية والمهيرية، وعشرات اللهجات التي قضى في تتبعها وفك طلاسمها أكثر من عشر سنوات. وأنا أنقل هنا مختصر ما حكاه سيبويه في كتابه (الكتاب) نشرة الوراق (ص 448) قال:
هذا باب عدد الحروف العربية، ومخارجها، ومهموسها ومجهورها، وأحوال مجهورها ومهموسها، واختلافها. فأصل حروف العربية تسعة وعشرون حرفاً: .... وتكون خمسةً وثلاثين حرفاً بحروف هن فروعٌ، وأصلها من التسعة والعشرين، وهي كثيرةٌ يؤخذ بها وتستحسن في قراءة القرآن والأشعار، وهي: النون الخفيفة، والهمزة التي بين بين، والألف التي تمال إمالة شديدة، والشين التي كالجيم، والصاد التي تكون كالزاي، وألف التفخيم، يعنى بلغة أهل الحجاز، في قولهم: الصلاة والزكاة والحياة.
وتكون اثنين وأربعين حرفاً بحروف غير مستحسنةٍ ولا كثيرةٍ في لغة من ترتضى عربيته، ولا تستحسن في قراءة القرآن ولا في الشعر؛ وهي: الكاف التي بين الجيم والكاف، والجيم التي كالكاف، والجيم التي كالشين، والضاد الضعيفة، والصاد التي كالسين، والطاء التي كالتاء، والظاء التي كالثاء، والباء التي كالفاء. إلخ (انظر تفصيل ذلك في الكتاب في الوراق ص 448)

 

*زهير
17 - يونيو - 2006
الإعجام والتنقيط    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
تعقيبا على مشاركة الأستاذ داوود أذكر بأني كنت قد نشرت خلاصة ما حكاه صديقنا الأستاذ عادل محاد في كتابه (قصة الحروف والأرقام) في فصل بعنوان: (الإعجام أو التنقيط) قال: (وبعد الفراغ من تلخيص ما قام به مرامر وأسلم، لم يبق إلا الحديث عن عمل خطير، قام به عامر بن جدرة أو نسب إليه في الرواية، وهو أنه الذي قام بعملية الإعجام، وهي تنقيط الحروف. (وأراد الأستاذ عادل بهذا: الرواية المشهورة وملخصها :(أن مرامر بن مرة ، وأسلم بن سدرة ، وعامر بن جدرة ، وهم من طي بن بولان ، سكنوا الأنبار واجتمعوا فوضعوا حروفاً مقطعة وموصولة. فأما مرامر فوضع الصور ، وأما أسلم ففصل ووصل ، وأما عامر فوضع الإعجام.) قال: وفي هذا الأمر خلاف سنستقصيه أولاً ثم نرتب ونكمل سرد الرواية أو نختمها بما قام ثالث الثلاثة عامر بن جدرة، والذي وضع الإعجام بعد أن فرغ صاحباه من الجزم والفصل والوصل. وفي هذا الصدد نجد عدة أراء تفسر مرحلة ظهور الإعجام في الحرف العربي، فهناك من يقول: إن الإعجام وقع في الإسلام، ونسبوا ذلك إلى أبي الأسود الدؤلي والخليل بن أحمد وآخرين غيرهم، وحجتهم في ذلك عدم العثور على وثيقة منقطة إلى الآن، وهم بذلك يرون أن أهل الجاهلية لم يكونوا يعرفون التنقيط البتة. وهناك أراء أخرى ترى عكس ذلك، إذ يرى أصحاب هذا الرأي أن تنقيط الحروف أو ما يعرف بعملية الإعجام كان معروفاً لدى الجاهليين، وفي هذا الصدد نجد الدكتور جواد علي يعود إلى الرواية التي تنسب إلى ابن عباس والتي تحكي عن النفر الثلاثة من بولان، الذين اجتمعوا في الأنبار فقام أحدهم بالجزم وقام الأخر بعملية الفصل والوصل بين الحروف، أما آخرهم فقد أنيطت به مهمة وضع النقاط على الحروف لكي تتمايز وتسهل قراءتها. كما يورد رواية تنسب إلى ابن مسعود يقول فيها (( جودوا القرآن ليربو فيه صغيركم ، ولا ينأى عنه كبيركم)) . وقد شرح الزمخشري ذلك بقوله: { أراد تجريد القرآن من النقط والفواتح والعشور لئلا ينشأ نشءٌ فيرى أنها من القرآن } ويعلق جواد علي على تفسير الزمخشري بأن الكتبة على عهد ابن مسعود كانوا يعرفون التنقيط وأن ابن مسعود رأى أن تجريد القرآن من التنقيط يحث من يتعلم القرآن على بذل الجهد في فهم القرآن وحفظه. كما يورد خبرا آخر يدل على معرفة التنقيط والإعجام عند العرب خلافا لرأي الجمهور السائد، الذي ينسب التنقيط إلى نصر بن عاصم، بعد أن وجهه إلى ذلك الحجاج بن يوسف الثقفي. ومفاد هذا الخبر: أن زيد بن ثابت نقّط بعض الحروف. وقد روى هذا سفيان بن عيينة . كما أن هناك دليلا ملموسا فيما وجده بعض الباحثين من أثار التنقيط في بعض الوثائق، فمثلاً يذكر الدكتور (جروهمن) أنه وجد حروفاً منقطة في وثيقة من وثائق البردي المدونة بالعربية واليونانية والتي يعود تاريخها إلى عام (22) هجرية. كما ذكر المستشرق (مايس) أنه عثر على حروف منقوطة نقشت في موقع قرب الطائف يعود تاريخها إلى عام (58) هجرية . ومن هنا نستطيع القول: إن القول بأن التنقيط لم يعرف إلا في عصر الحجاج الثقفي فيه نظر، ومن هنا أيضاً نستطيع أن نعود لتلك الرواية التي تناقلها أهل الأخبار بأن رجالا من بولان وهم من طي، قام أحدهم بعملية الجزم من المسند، وقام الأخر بعملية الفصل والوصل، وقام آخرهم وكان اسمه عامر بن جدرة بوضع الإعجام. ومن هذه الرواية نفهم أن أهل الجاهلية كانوا قد عرفوا الإعجام ، وأن الخلط الذي وقع فيه بعض المؤرخين بخصوص أول من نقط الحروف في العهد الإسلامي يعود إلى خلطهم بين نقاط الإعجام والنقاط التي وضعها أبو الأسود الدؤلي ليضبط بها تشكيل الحروف والتي أتى الخليل من بعده بطريقة في الشكل أفضل منها وهي السائدة إلى يومنا هذا. وعودا على بدء: فعندما نسترسل فيما ذكرناه عن الجزم والفصل والوصل والإعجام ومن خلال ما ذكر نجد أن الرواية ليست محض افتراء، بل يؤيدها الحراك والتغير الذي طرأ على حروف العربية، منذ أصلها المسندي الأول إلى أن وصلت إلى ما هي عليه الآن. ولكن يظل هناك سؤالٌ يفرض نفسه: لماذا لجأ عامر بن جدرة إلى التنقيط ? ويمكننا أن نستخلص الإجابة من تشابة الحروف، فلا فرق بين الباء والتاء والثاء والنون والياء إذا جاءت في وسط الكلمات، وكذلك حال الجيم والحاء والخاء، فلا فرق بينها إلا بوضع النقط، وكذلك هو الحال بالنسبة للدال والذال والراء والزين والسين والشين والصاد والضاد والطاء الظاء والعين والغين والفاء والقاف. وهذا يقوي من الرأي الذي يقول بأن العرب كانت تعرف هذه النقاط في الجاهلية، إذ من شبه المستحيل أحياناً أن يتمكن المرء من القراءة وفهم النص دون تحريف أو بعد عن المعنى المراد.
*زهير
17 - يونيو - 2006
أظنه الرأى الراجح    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 

أظن الرأى الراجح هنا أن حروف العربية لم تكن تعرف النقط قبل نصر بن عاصم ، والراجح أيضا أن العرب فى العصر الجاهلى لم يعرفوا النحو والصرف والعروض والبلاغة كعلم ، لأنهم كانوا يتكلمون به على الفطرة ، ألا ترى أنهم كانوا يحكمون على الشعر بالجيد والقبيح ، والبليغ وغيره حتى لو كان وصل للمعنى  المراد .

ومن الراجح أيضا والقريب الى العقل أن علماء النحو والصرف والعروض والبلاغة استقرأو كلام العرب وخلصو منه القواعد التى  سيسير عليها السان بعد ذلك ، ألا ترى حين كلف الامام على بن ابى طالب رضى الله عنه ابى الأسود الدئلى بوضع على النحو قال له ان الكلام يتكون من اسم وفعل وحرف .

والعروض الذى وضعه الخليل بن أحمد ما الا استقراء وفقه الله فيه .أفان نظرت مثلا الى بحر الهزج لوجدت أنه مأخوذ فى الأصل عن العرب عندما كانوا يهزجون أثناء ترحالهم من مكان الى مكان .

واليك هذه القصة (فى شرفة الوالى الأموى زياد بن أبيه وقفت أبنته تقول له ما أحسن السماء بضم النون فقال لها نجومها ، فقالت له بل أردت التعجب ، فقال لها قولى ما أحسن السماء بفتح النون )

وهكذا فان العقل السليم يقف مبهورا أمام هذه اللغة الجميلة ولعل الله خلق هذه اللغة للعرب وخلق العرب لها .

والسلام

نرجو التعقيب على هذا الكلام

*يوسف الزيات
20 - يونيو - 2006
تعقيب    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 

صحيح أن الراجح إلى الآن ، أن العرب لم يعرفوا النحو والصرف والعروض والبلاغة علوما ناضجة ، ولكن من المؤكد أنهم عرفوا أسسا لذلك ، بنوا عليها ما استنبطوه وقعّدوه من قواعد اللغة .. ويدل على ذلك ما وصل إلينا من النقد الأدبي واللغوي في العصر الجاهلي كقصة استنوق الجمل ، وقصة النابغة وحسان والخنساء ( أقللت جفانك .. ويلمعن في الدجا ...) فقد كانوا يعرفون جموع القلة والكثرة ، كما ورد أنهم كانوا يعرفون الإقواء في الشعر كما في قصة النابغة ( وبذاك خبرنا الغداف الأسودُ... وبذاك تنعاب الغداف الأسودِ ) ولم يكونوا يعرفون الهزج وحده في ترحالهم وأفراحهم ، بل كانوا يعرفون الرجز في فخرهم وقتالهم ، ويعرفون القصيد والنشيد .. ومن الأدلة على معرفة العرب لمبادئ هذه العلوم وأنها لم تخترع من فراغ ، أن كثيرا من المصطلحات لم تخرج عن معناها اللغوي المعروف كثيرا .. أما النقط والإعجام ، فما ذكره الدكتور ناصر الدين الأسد وذكره الأخ زهير من تجريد المصاحف من النقط خير دليل على أنهم كانوا يعرفون النقط بشكل أو بآخر ، سواء كان الذي نقط الحرف العربي عامر بن جدرة أو سواه ، ثم أهملوا النقط عمدا لأسباب عديدة .. وقد ذكر الأخ زهير كما ذكر الدكتور الأسد وجود مخطوطات تعود إلى بداية القرن الأول الهجري ، وفيها بعض الحروف المعجمة المنقوطة .. وأكثر النقوش التي بين أيدينا ولا نقط فيها ، يصعب القبول بأنها بدايات الخط العربي ، فليس فيها مشابه من هذا الخط إلا ما ندر ، وإن كانت كل الكتب لا تخرج عن هذه النقوش نفسها ، وأخص منها بالذكر: نقش وادي المكتب ، ونقش وادي فران ، ونقش طور سينا ، ونقش مدائن صالح ، ونقش أم الجمال ونقش النمارة ، وصورها موجودة في كتب دراسة تطور الخط العربي ، وهي أيضا في كتاب( مصادر الشعر الجاهلي ) للدكتور ناصر الدين الأسد. ولا مجال للخلط بين نقط الحجاج ، الذي صرنا نعتقد بأنه كان معروفا ولو على نطاق ضيق ، وبين نقط أبي الأسود ، الذي لم يسبق أن ذكر قبل أبي الأسود ، وهو الحركات والعلامات ..

أما قصة ( ما أجمل السماء) فأعرفها تروى عن أبي الأسود لا عن زياد بن أبيه كما ذكر الأخ يوسف الزيات ..

*داوود
22 - يونيو - 2006
مسألة    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 

أولا : ما قاله السيد داود حول (القصة التى ذكرتها ) أدلل على ما قلت فى نسبتها

قال بن خلكان وغيره : ( كان أول من ألقى اليه علم النحو على بن أبى طالب ، وذكر له أن الكلام اسم وفعل وحرف ، ثم ان أبا الأسود نحا نحوه وفرع عى قوله ، وسلك طريقه ؛ فسمى هذا العلم النحو لذلك . وكان الباعث لأبى الأسود على بسط ذلك تغير لغة الناس ودخول اللحن فى كلام بعضهم أيام ولاية زياد على العراق ، وكان أبو الأسود مؤدب بنيه ؛ فانه جاء رجل يوما الى زياد فقال : توفى أبانا وترك بنون . فأمره زياد أن يضع للناس شيئا يهتدون به به الى كلام  العرب ويقال ان أول ما وضع منه باب التعجب ؛ وذلك أن ابنته قالت له ليلة يا أبه ما أحسن السماء بضم النون ............الخ   )وهذا نقول من كتاب البداية والنهاية لابن كثير المتوفى سنة 774ه فى الجزء التاسع صفحة 108 ، فى ذكر وفاة أبو الأسود الدئلى .

وهذا ما ذكره بن كثير نقلا عن بن خلكان .

أما المسألة الأساسية:(إنها منذ ذلك الوقت حتى العصر الحاضر لم تتعرض لأي تعديل ذي بال، فاللغة العربية لا طفولة لها، وليس لها شيخوخة أيضا، منذ ظهرت على الملأ، ومنذ انتصاراتها المعجزة، ولست أدري إذا كان يوجد مثل آخر للغة جاءت إلى الدنيا مثل هذه اللغة من غير مرحلة بدائية، ولا فترات انتقالية، ولا تجارب تتلمس فيها معالم الطريق)

دعونى أذكر لكم تعقيبا ملخصا على فقرة من هذا الكلم المذكور

ما ذكر حول أن اللغة العربية لم تتعرض لأى تعديل ذى بال ، نعم هى لم تتعرض الى أى تعديل ولكن حدث بها تغير كبير فاللغة ما هى الا مفردات وكلمات والكلمات تخضع للقوانين مثل قوانين المعجم العربى فالكلمة تدورحول المهمل والغريب والمستعمل والحوشى وغيره ، اذن اللغة العربية مرت بمراحل ولعل السر فى عدم اندثارها هى مرونتها ، بمعنى أن اللفظ قد يحتمل معنى فى عصر ويحتمل اخر فى تالى له والدليل كلمة " كرامة " فهى تعنى فى عصرنا ما نعرفه ولكن فى عصر أو زمن ولى فهى تعنى غطاءا لزير أو مكان صغير لتجمع فيه المياه الصالحه للشرب ، وأنظر الى كلمة "مجد " فهى تعنى مانعرفه الان أما فى عصر ولى فهى تطلق على الناقة التى متلأت بطنها علفا ، وهكذا

ولكن ما السر فى حفظ تلك اللغة الى الان والى قيام الساعة ?

نرجو التعقيب

 

*يوسف الزيات
22 - يونيو - 2006
العربية التي لن تموت    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 

أخي يوسف .. ردا على تساؤلك ( ولكن ما السر فى حفظ تلك اللغة الى الان والى قيام الساعة ? ) فالجواب سهل بسيط ، لأن الله تعالى يقول( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) ومن أصدق من الله قيلا?!.

أما نسبة العبارة المشهورة (ما أجمل أو ما أحسن أو عطشتَ أو سواها ..) إلى زياد أو أبي الأسود أو غيرهما ، فالروايات متعددة ، وأظن أنه لا سبيل ولا جدوى من إثبات أصوبها ، فإنما هي أمور للتذكير لا للخلاف .. وقل مثل ذلك في قصة ( مات أبانا ) فقد رويت عن الحجاج أيضا ، فلا ضير .. ومن أوائل اللحن الذي نبه إلى خطر ضياع اللغة وضرورة الحفاظ عليها أن أعرابيا سمع المؤذن وهو يقول( أشهد أن محمداً رسولَ الله ) بفتح لام رسول ، فقال : ما له ويحك ?. فكأنه انتظر الخبر فلما لم يجده سأل عنه ..

أما تعقيبكم على قولي بأن اللغة العربية لم تتعرض لأي تعديل ذي بال فالمقصود بذلك قواعدها ، بعد أن تم تأصيلها ، فما تزال الثوابت والاختلافات كما هي غالبا ، وما رأيناه من دعوات التجديد مات قبل أن يموت دعاته .. ولا يستحق أن نضرب له مثلا .. أما الألفاظ والمفردات والجمل والتراكيب فمعك الحق كل الحق فيما قلت ؛ فلا يمكن حصرها وثباتها بل هي متغيرة بتغير الناس ، فليس لكل شخص أسلوب فحسب ، بل إن كل شخص هو أسلوب قائم برأسه ، فهذا مما لا يماري فيه عاقل ، والألفاظ الميتة والمستنبطة والمهملة والمستعملة والغريبة والمهجورة والمشهورة  والمشتقة ، كل ذلك لا أخالفك ، وهذه المرونة كما قلتم هي سر من أسرار خلود هذه اللغة .. ولولا ذلك لماتت العربية منذ زمن بعيد ..   

ولك الشكر أخي العزيز على هذه الإضافات القيمة ، مع أطيب التحية ..

*داوود
23 - يونيو - 2006

 
   أضف تعليقك