إلى الأديبة التي تسأل عن شرح للمعلقات يرتبط بتوضيح نفسية الشاعر ، بعد التحية لشخصك ولحرصك على أجمل ما في العربية من معانٍ : إليك نصيحة جادة تتلخص في ثلاث خطوات . أما الأولى : فلا تبحثي عن شرح هذا وصفه فليس من مناهج القدامى البحث في النفس بمسائل مستقلة ، وقد يأتي شيء من هذا عرضا وعندئذ يجب القراءة المتأنية لتصيد هذه اللفتات وتقعيدها في صورة مبتكرة جديدة . وأما الثانية : فابدئي بقراءة القصيدة كاملة للوقوف على الجو العام للقصيدة والجو النفسي للشاعر - كما فعل أحمد شاكر و عبد السلام هارون في المفضليات والأصمعيات . ويمكنك الاستئناس بعملها وتطبيقه على المعلقات - ثم اجعلي المعلقة أجزاء حسب موضوعاتها لتتأملي حالة نفس الشاعر عند معالجته كل موضوع على حدة . والثالثة والأخيرة : تأملي جيدا هذه الشروح : شرح النحاس - شرح الأنباري - شرح التبريزي ففي هذه الشروح ومضات لتحليل حال الشاعر ، وحال الشاعر إن هي إلا نظرة في نفسيته واستنبطي منها كل ما توحيه الألفاظ الجاهلية من دلالات النفس في المناخ والمكان والصحب والأهل .. في السلم والحرب والرخاء والشدة .... وما إلى ذلك . والله لقد صدقتك عن تجربة مثمرة ، وبالله التوفيق .