إلى الأديب الشاعر ( مهدي ) معلقتك الرقيقة ثلاثة أبيات في القول الموزون ، ولكنها كتاب كامل في العشق المكنون ، والمأمول لهذه الموهبة الناهضة أن تنمو وتترعرع وتستوي على سوقها ، فأكثر من قراءة الشعر لتتكامل لديك الصور وإني أحسب أن في معلقتك بعدا وعمقا تركتهما دون النفاذ فيهما وكان من الممكن أن تتوالد منهما معان وصور كثيرة ، ولكنها بداية مبشرة بخير إن شاء الله . وأرجو أن تكتب كلمة ( الانكسار ) في البيت الثاني بقطع الهمزة حتى يستقيم وزن البيت هكذا : ( ويسكب دمع الإنكسار فؤاديا ) ، مع تمنياتي لك بالتوفيق .
أستاذنا / مهدي ، لا يخفى على القراء أن همزة ( الانكسار ) وصل لأن مصادر الخماسي التي في أولها همزة كل همزاتها وصل ، فإذا اضطر شاعر لقطع همزة الوصل أو وصل همزة القطع فإن ضرورة الوزن تبيح له ذلك ليستقيم الوزن بارتكاب أخف الضرائر ، وقد جاء مثل ذلك بكثرة في شعراء الأمة ولا نكير عليهم ، وإذا تصفحت كتب الضرائر النحوية وجدت دراسة هذه الظاهرة دون العيب على الشاعر فيما فعل ، ولكن الجميع يتفقون على مراعاة الرسم في الكتابة ؛ فإذا قطعت همزة الوصل لأمر ما فلا بد من رسم قُطْعَة الهمزة ، وإذا وصلت همزة القطع فلا بد من حذف قُطْعَة الهمزة ، فلم يكن تنبيهي على أن خطأ كان ، ولكنه لمراعاة جمال كتابة الشعر ليدرك القارئ نغمة الشعر تأتي عفوا بلا عناء ليتفرغ لتأمل مواطن الجمال فيما يقرأ ولا ينشغل بالتصحيح الطباعي ، ولعلك تستأنس لكتاب يكون تام التصحيح ، وتضجر من كتاب تشيع فيه أخطاء الطباعة ، لذلك أحببت للقارئ أن يقبل على شعرك نقيا وضاء لخير ما فيه من معنى الجمال . ولعلي وجهت نصيحتي بغير تبيان فدفعك إلى التعليق وكنتَ في غنى عنه ، مع تحيتي إليك أن أتحت للقراء أن يطلعوا على فائدة المحاورة الهادفة .
تعليق على أبيات تحية الشكر والتقدير( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
اسمحوا لي أن أعقب هنا على أبيات الأستاذ مهدي في البطاقة المعنونة بتحية شكر وتقدير، فهي أجمل ما قرأته في هذا الملف من شعر الأستاذ مهدي، وهي من طبقة شعر حافظ إبراهيم. سيما البيت الأخير منها. وأتمنى إليه أن يبعث إلينا بالمزيد من شعره، عسى أن يكون فيه ما هو من جنس هذه الأبيات الرائعة.
موهبتك لا شك فيها يا أخ مهدي لما فيك من صفاء في الروح ونقاء في العاطفة ، يخيل إلينا بأن كلماتك قد قطرت في وشاح حسناؤك التي تكلمت عنها ، فتمسحت بطيبه وإختلطت بشذاه .
لو كان عندي رأياً أقوله ، لتمنيت عليك بأن تكتب في الحياة : الحياة العادية البسيطة ، كل ما يثير فيك عاطفة ما ، سلبية كانت أم إيجابية . لا تحد نفسك في الموضوعات الكبيرة كي لا تكرر المعاني ، الجمال أحياناً ، هو في تفاصيل الحياة الصغيرة .
لو كان عندي كل هذه اللغة التي عندك لأمطرتكم شعراً .