مجلس : الفلسفة و علم النفس

 موضوع النقاش : لما ذا لايوجد لدينا فلاسفة وهل عقمت الأمة العربية ?أم أننا خارج التاريخ ?    قيّم
التقييم :
( من قبل 25 أعضاء )

رأي الوراق :

 عبدالرؤوف النويهى 
10 - ديسمبر - 2005

جمعتنى ندوة من الندوات الفكرية ، منذأكثر من عشر سنوات ويزيد ، مع الأستاذ الدكتورحسن حنفى  صاحب الدراسات الفلسفية العديدة ومنها الدراسة الرائدة والملحمية {من العقيدة إلى الثورة }  و سألته آنذاك  لماذا لايوجد عندنا فلاسفة ? أم نظل عالة  على أفكار وفلسفة أو روبا وأمريكا?????أم أن الغرب  يحتكر العلم والفلسفة ونحتكر  نحن الفضلات الساقطة    منهم??????أتذكر حقيقة وبدون شك أن الإجابة كانت تبريرية  أكثر منها ردا على تساؤلاتى ... نحن أساتذة فى دراسة الفلسفة والفلاسفة ، ,لكن هل يأتى الزمن الذى يجود علينا بفيلسوف  أمثال  جان بول سارتر،  أو نيتشة، أو را سل أوهيجل  أوسيبينوزا أو .. أو ....?????????عموما أنا فى إنتظار جودو  ،  تبا لك يا صمويل بيكت  ،  أقصد الفلاسفة....ومازال سؤالى فى إنتظار الإجابة .


 27  28  29  30 

*عرض كافة التعليقات
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
جدل الإتباع والإبداع فى الفلسفة العربيةالمعاصرة (1)    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
                   الفلسفة العربية :
     تاريخ الفلسفة الإسلامية بين التماثل والاختلاف
   عبدالطيف فتح الدين  
                              
لعل أبرز الإشكالات التي تطرح أمام الفلسفة في العالم العربي اليوم تتعلق بقيمة ما يُنتج حاليا في مجال الفلسفي وكيف تتحدد ملامحه على مستوى الإنتاج الغربي والكوني بصفة عامة ـ بعبارة أخرى هل هناك إنتاج فلسفي في العالم العربي أم أن ما يُنتج هو مجرد إعادة إنتاج للاهتمامات الفلسفية في الغرب ? طبيعة السؤال، في تقديري، تتطلب بدءا، إبراز ملامح الاتجاهات والمواقف التي رصدت العلاقة بين الفلسفة الإسلامية والفكر الغربي قديما والتطور الذي عرفته هذه العلاقة مع الاتجاهات المعاصرة.
يمكن أن نقف عند بعض الاتجاهات، سواء الغربية منها أو العربية، التي تنفي وجود فلسفة عربية وتشكك بمشروعيتها وأصالتها. هذه النظرة تنطلق، إذن، من بعض المسلمات التي مفادها أن الفلسفة العربية لم تكن في يوم من الأيام لتستلهم روح النقد والتعليل اللازم لكي تؤسس مشروعا فلسفيا أصيلا. هذا الموقف نجده معبرا عنه في مواضع مختلفة من القراءات الإستشراقية، يقول ديبور : لم يكن للعقل السامي قبل اتصاله بالفلسفة اليونانية ثمرات في الفلسفة وراء الأحاجي والأمثال الحكيمة، وكان هذا التفكير السامي يقوم على نظرات في شؤون الطبيعة، مفترقة لا رباط بينها ويقوم على وجه خاص على النظر في حياة الإنسان وفي مصيره. وإذا عرض للفكر السامي ما يعجز عن إدراكه، لم يشق عليه أن يرده إلى إرادة الله التي لا يعجزها شيء والتي لا تدرك مداها ولا أسرارها (1) . واضح ،إذن، أن ديبور يعبر عن دونية الفكر السامي ومن ضمنه الفكر العربي.
وأن هذا الفكر لم يقو على بناء وتشكيل الأسس الفلسفية إلا بعد أن وقع تلقيحه بالفكر اليوناني في مرحلة من مراحل تطوره _ (2). هذا الموقف ناشئ بكيفية طبيعية عن إيديولوجية أوربية مرتبطة بعهد الاستعمار فيما بين القرنين 19 و20، وهي إيديولوجية كان من المستحيل معها النظر بموضوعية وتجرد، حتى في الأوساط الجامعية، إلى تاريخ العرب وحضارتهم. ومن بين المفكرين الغربيين الذين ساهموا في صياغة هذه الإيديولوجية، نذكر رينان Ernest Renan الذي أنكر على الجنس السامي القدرة على الابتكار الواسع في ميدان الفكر، وأكد في كتابه عن ابن رشد بأنه لا ينبغي أن ننتظر أي جديد على الإطلاق في مجال الفلسفة أو العلوم العقلية من العرب ومن الحضارات الشرقية على العموم لأن مجال إبداع هذه الحضارات هو الدين. لم تقتصر هذه النظرة على مستوى الدراسات الغربية بل أن الأمر طال مجموعة من الدراسات العربية التي رسخت لنفس الرؤية، من منطلقات وخلفيات مغايرة، ومن بينها نذكر رسالة الدكتور إبراهيم بيومي مذكورعن _تأثير منطق أرسطو في العالم العربي_ حيث يقول : هل يصح لنا أن نتحدث عن منطق من ابتكار العرب وحدهم، أو عن منطق خاص بالمشارقة، كما يدعوه ابن سينا ? في نهاية هذه الدراسة لا نتردد في الجواب بالنفي، إن المنطق العربي في تنظيمه ومشاكله ماهو إلا صورة طبق الأصل لمنطق أرسطو. ولم يستطع ابن سينا ولا غيره من فلاسفة المسلمين أن يقدموا مذهبا في المنطق يكون جديرا بكل معنى الكلمة, إنهم اغترفوا كلهم من كتاب المنطق الأرسطي وعلى منواله نسجوا (3) ويلاحظ محمد زنيبر أن بيومي مذكور، قد راجع هذا الموقف في كتابه _في الفلسفة الإسلامية_ مؤكدا عكس ما قاله في النص المذكور سلفا، حيث يقول غير أنا نخطئ إن ذهبنا أن هذه التلمذة كانت مجرد تقليد ومحاكاة وأن الفلسفة الإسلامية ليست إلا نسخة منقولة عن أرسطو كما زعم رينان Ernest Renan، أو عن الأفلاطونية الحديثة كما دعى دوهيم. ذلك لأن الثقافة الإسلامية نفذت إليها تيارات متعددة اجتمعت فيها وتفاعلت وفي هذا الإجماع والتفاعل ما يولد أفكارا جديدة(4) وهذا التردد، إن لم نقل التناقض، يدل في أحسن الإحتمالات، على أن البحث العلمي في هذا الموضوع ما زال لم يصل إلى درجة من التوسع والتعمق تنشأ عنه قناعات دقيقة و حاسمة، على أن كل ما قيل في شأنه على حد الساعة لم يتجاوز مستوى الإنطباع والتخمين والتعميم الذي يحاول أن يقوم مقام المعرفة العلمية الصحيحة، ولكنه يكون، أحيانا عائقا من عوائقها، بما يخلقه من أفكار مسبقة يصعب التحرر منها. (5) من المماثلة إلى الخصوصية أما الموقف السائد لدى مؤرخي الفلسفة اليوم فهو الاعتراف بالفلسفة الإسلامية وبخصوصية تميزها عن الفلسفة اليونانية، فمنذ السبعينيات بدأ التفكير في إعادة قراءة تاريخ الفلسفة من أجل إبراز الطابع الخاص للفلسفة الإسلامية والفكر العربي باعتبار الإسهامات المتعددة في التطور الثقافي للإنسانية.
بدأ الاعتماد بالخصوص بآليات ومناهج العلوم الإنسانية)سواء المتعلقة بالتطور الفيلولوجي أوالدراسات البنيوية أوالمنهج المقارن...) وذلك من أجل ملامسة الشروط التي حكمت طبيعة العلاقات وفق اشتراطات مناهج العلوم الإنسانية الحديثة. وتبين آنذاك أن التقابل بين الفلسفة الإسلامية والعلم اليوناني هو في الأساس تقابل بين حضارتين مختلفتين على مستوى البنيات السياسية والفكرية وكذا على مستوى السلطات المرجعية التي تستمدها كل حضارة من تاريخها، إلا أنه، بفعل تراكم التجارب والمعلومات وانتقالها عبر الزمان والمكان، حصل نوع من التفاعل بين الثقافتين، وخصص الفلاسفة العرب جل اهتماماتهم لقراءة وتأويل الإرث الثقافي اليوناني في مختلف مشاربه. بدأ الوعي لدى بعض المفكرين المعاصرين بضرورة إعادة النظر في قراءة تاريخ الفلسفة العربية في تفاعله مع العلوم الإنسانية المختلفة باستغلال شروط نظرية وآليات حديثة للبحث والتحليل. في بحثه عن إشكال الفلسفة الغربية ضمن جدل الإتباع والإبداع، يعتقد، د.محمد وقيدي، أنه _ لا يمكن في نظرنا أن نحكم بتبعية الفيلسوف العربي المعاصر أو بإبداعه إلا إذا حددنا بصفة عامة جوابا عما نعنيه بالتبعية والإبداع في تاريخ الفلسفة...، فبأي معنى كان أفلاطون مبدعا بالنسبة لمن سبقه من المفكرين اليونانيين ? وبأي كيفية يمكن أن نحكم على ابن رشد بالإبداع وبالإتباع بالنسبة لأرسطو?...وما الذي نقوله في كنط Kant بالنسبة لديكارت Descartes? .... يمكن أن تشمل الأمثلة من هذا القبيل كل الفلاسفة من حيث هم مندرجون ضمن سيرورة واحدة هي التي ندعوها تاريخ الفلسفة. يعتبر وقيدي إذن أن التأثر بالفلسفات السابقة فعل طبيعي في السيرورة الطبيعية لتاريخ الفلسفة.. وأن صفة الإبداع لا ينبغي أن توضع كمعارض للتأثر بالفلسفات السابقة. فالتأثر لا يعني الإتباع، والجدة لا تدل بصورة مباشرة على الإبداع. ذلك أن الفيلسوف لا يبدع بقدر الابتعاد عن تاريخ الفلسفة بل بقدر الإندماج ضمنه وبهذا المعنى يكون الإبداع تأسيسا لإشكالية جديدة داخل تاريخ الفلسفة الذي هو سيرورة لا تتوقف من التأثيرات والتأثرات ...، (6)
*عبدالرؤوف النويهى
7 - أكتوبر - 2007
جدل الإتباع والإبداع فى الفلسفة العربيةالمعاصرة ......(2)    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
بهذا المعنى يمكن القول أن الفلسفة لا تتجدد بقراءة تاريخها الخاص، بل أن كل فلسفة تشكل، بطريقة ما، قراءة للبداية اليونانية. وهذا ما ُنعاينه من خلال القراءة التي مارستها الفلسفة الغربية على تاريخه الخاص، بتأمل الكوجيطو الديكارتي، أو على الفلسفة اليونانية، كما نجد عند نيتشهNietzsche أوهيديغرHeidegger أو ديريدا Derrida أو فوكو Foucault . ونظرا لكون الفلسفة العربية لم تحظ بنفس الاهتمام في القراءة والنقد، تبقى مهمة المفكر العربي، إذن، هي إعادة قراءة تاريخ الفلسفة قراءة تعيد لمختلف الحضارات ولمختلف الفترات التاريخية المنسية قدرها من الإسهام في هذا التاريخ. التاريخانية والحداثة من بين الاتجاهات المعاصرة التي راودها الاهتمام بعملية استيعاب وإعادة إنتاج للمرجعيات الفلسفية المتشبعة بأسئلة وتيارات ومفاهيم تاريخ الفلسفة، يمكن الحديث عن مشروع عبد الله العروي في دفاعه عن الحداثة والفكر التاريخي كأحد المنطلقات الأساسية للخروج من ظاهرة التأخر التاريخي في المجتمعات العربية. يعتبر، عبد الله العروي أن رهان الحداثة لا يمكنه أن يتحقق إلا بتشخيص مظاهر التأخر في واقع العالم العربي وبالنقد الإيديولوجي الذي يرمي إلى البحث والتفكير في الشروط والوسائل التي من خلالها يمكن أن ننخرط في الحداثة. لا يعتبر، عبد الله العروي، منجزات التاريخ المعاصر باعتبارها ملكا خاصا بالغرب الأوربي، فرغم العداء التاريخي الذي تحكمت فيه ظروف ومصالح، فإن معركتنا معه لا ينبغي أن تجعلنا نتغاضى عن أهمية المشروع الحضاري في كليته وشموليته أو نغفل ضرورة استيعاب مكاسبه التاريخية على جميع المستويات وهو الأمر الذي سيتيح لنا انخراط أفضل في العالم وفي التاريخ. من عوائق الحداثة، في تقدير عبد الله العروي، هيمنة ذهنية تقليدية تكرس لاتجاهات غارقة في الإيديولوجية حول البحث العلمي، أو الدعوات المبالغة لأسلمة العلوم وتشذيبها. ولقد كان من شأن هذه العقليات أن تمارس كمجموعة من السلوكات تعاند التغيير وتقاوم أي مبادرة خارجة عن إطار الموروث، ومن الطبيعي أن يشكل الارتهان لمرجعية تقليدية، أحد المعوقات التي حالت دون تطوير العلوم الحديثة وتطويع مفاهيم في حقول معرفية مختلفة وفق الاشتراطات التي تفرضها اللحظة المعرفية الإنسانية علينا. لم ينتج السلفي والانتقائي وهما الممثلان للإيديولوجية العربية المعاصرة أي برنامج ثقافي يمكن من تجاوز التأخر الثقافي وتحقيق نقطة ثقافية بإمكانها تحقيق تصالح العرب مع ذاتهم وتمثلهم للإنتاجات والأدوات المفاهيمية المستنبتة خارج وطنهم. نفس النقد يوجهه، العروي، إلى داعي الليبرالية الإنتقائي الذي ُيعتبر ضحية إغراء الغرب حيث تنعكس الليبرالية الأوربية في أذهانهم انعكاسا تاما، وهي تعيش مأساة بسبب مغايرة الليبرالية لمجتمع لم تنشأ فيه. إن سيادة المنحى السلفي والانتقائي في الفكر العربي المعاصر هو الذي أدى إلى فشل التجربة الثقافية الليبيرالية الأوربية والتجربة الناصرية في مصر والحركة القومية في المشرق وتعثر الحركة السياسية في المغرب العربي. لذا يبقى البعد التاريخي أو التاريخانية حل بديل للخروج من التأخر والانغلاق.(7)
*عبدالرؤوف النويهى
7 - أكتوبر - 2007
جدل الإتباع والإبداع فى الفلسفة العربيةالمعاصرة ...(3)    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
وأهمية هذا البعد تتحدد من خلال تحديد موقع الذات في علاقتها بصيرورتها التاريخية داخل عالم متطور ومتصارع ومن ثمة أهميتها أيضا في التفكير في الإصلاح السياسي والاجتماعي والثقافي. من بين المفاهيم التي سادت في الأوساط الثقافية العربية في العقود الأخيرة، بإيحاء من فلسفة الأنوار وبطرق متفاوتة، يمكن الحديث عن مفهوم الحداثة، الذي ساهم ،إلى جانب مفاهيم حول التسامح و النقد والديمقراطية والعلمانية، في تعميق الوعي بالأنوار في حياتنا العقائدية ووجودنا السياسي، وهي مناسبة لتدعيم العقلانية والحرية والتقدم في الفكر والواقع العربي ورفض كل أشكال الوثوقية والتصلب في الفكر وفي المجال السياسي والعقدي. لقد عرفت الحداثة انتشارا واسعا في العالم العربي، على الرغم من الوضع الصعب الذي كانت عليه في المغرب خصوصا، بسبب هيمنة المرجعية التقليدية والفكر السلفي والانتقائي، بمدلوله عند عبد الله العروي. يعبر الأستاذ محمد سبيلا عن(المشروع النهضوي العربي و مخاض الحداثة) .. (8)، معتبرا أن هذا المصطلح بدأ في التداول في السوق الثقافية السياسية العربية للدلالة على مشروع النهضة العربية في مختلف أبعادها السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية. هذا المفهوم يعبرعن مشروع حضاري وعن الوعي النهضوي العربي وعن إرادة تقدم صراعية حيث تجد إرادة التحرر وإرادة التقدم نفسها دوما ممزقة بين جاذبية الماضي وإغراء الحاضر، بين الرغبة والواقع، بين الأمل وضرورة الصراع القاتل. وبعبارة أخرى فإن الوعي النهضوي العربي وإرادة التحرر وإرادة التقدم كلها تجري في سياق حضاري يتميز بالهيمنة الكلية للآخر المتقدم على كل المستويات مما يضاعف حدة الصراع ويكسبه تعقدا ويزيد تحقق الآمال عسرا وتعثرا. (9)
بهذا المعنى، إذا كانت الحداثة تشكل نوعا من القدر الكوني الذي يحمل قيما كونية وإنسية ذات طابع شمولي ، فما هي الشروط التي بموجبها يتم فهم واستيعاب منطق العالم الحديث التي جعلته الحداثة فضاء موحدا ومفتوحا? استيعاب منطق العالم الحديث يعتبر د محمد سبيلا أن كل مفاصل المشروع النهضوي العربي، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتقنية تتوقف على مدى توافر شرط أساسي هو ضرورة استيعاب أسس الثقافة الحديثة، وبدون اكتساب هذه القدرة على استيعاب معطيات الثقافة العالمية الحديثة ستجد الثقافة العربية نفسها غير قادرة على استيعاب منطق العالم الحديث، وغير قادرة على فهمه. وعملية استيعاب منطق العالم الحديث تقتضي عناء مستمرا للتمييز بين الذاتي والموضوعي، بين العالم كما هو، والعالم كما نرغب أن يكون، بين مبدأ اللذة ومبدأ الواقع. واكتشاف الواقع المعاصر كما هو، بدون أحلام يقظة، أو هلوسات لا شعورية هو الطريق إلى التعامل الناجح معه. (10) انطلاقا مما تقدم يمكن أن ننتهي إلى القول بأن مشروع الفلسفة هو جزء من المشروع الحضاري الذي يتوخى، بدرجات متفاوتة، رفع رهان الحداثة والخروج من التقوقع والوثوقية وتوسيع مجال السؤال الفلسفي المنفتح والمتجدد، هو أيضا ضرورة تاريخية لم تتخل عن مهمتها الأساسية وعن غاياتها التنويرية التي حددتها لنفسها، منذ العصور الوسطى ...، رهان الفلسفة أيضا يكمن في إمكانية تطوير نزعة إنسانية تعيد قراءة وتأويل معطيات تاريخنا وتراثنا في أفق تحديثه وتبيئته، وذلك ما يحدده الموقف الواعي باحتياجات العصر وبالتراث الغربي المعاصر في آن واحد. ولعل من أقوى رهانات الفلسفة العربية اليوم، محاولة أقلمة الأبنية الفكرية من أدوات وأجهزة نظرية مع الواقع الاجتماعي بحيث ينبغي التوصل إلى علاقة ارتباطيه بين الأبحاث العلمية وأهدافها التي يمكن أن تتحول إلى مشاريع تؤدي إلى تغيير معالم المجتمع، كالحاجة إلى ترشيد التدبير وعقلنة المؤسسات وترسيخ قيم اجتماعية في مختلف القطاعات وتنمية العنصر البشري لكي يكون قادرا على تحدي رهانات الحداثة والتخطيط لما ينبغي أن يكــــون عـــليه المجـــتمع راهنا ومستقبلا.
الهوامش
(1)ديبور : تاريخ الفلسفة في الإسلام ص13 .
(2)أنظر مقال د. زنيبر ضمن أعمال ندوة الفكر العربي والثقافة اليونانية، الرباط 1980.
(3) B. Madkour ? L(organon d)Aristote dans le monde Arabe
(4)إبراهيم بيومي مذكور ?في الفلسفة الإسلامية?. (5)د. محمد زنيبر نفس المرجع. (6)محمد وقيدي، ?بناء النظرية الفلسفية?، دار الطليعة بيروت 1990. ص38-39 (7)د. كمال عبد اللطيف ?درس العروي? / ومؤلف : أسئلة الفكر الفلسفي في المغرب. (8)د. محمد سبيلا الحداثة وما بعد الحداثة، دار توبقال للنشر 2000 ص 96-97 . (9) نفسه، ص 96. (10) نفسه، ص 99.
المصدر:
الاحداث المغربية.
http://www.ahdath.info/article.php3?id_article=19972
 
*عبدالرؤوف النويهى
7 - أكتوبر - 2007
السؤال هو : ماذا قدمنا من إجابات اليوم في مواجهة أزمتنا الحالية ??    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
قرأتُ دراسة الأستاذ/عبداللطيف فتح الدين ،وتوقفت كثيراً عند بعض النقاط المثارة  .
ونظراً لحميمية هذا الملف وحرصى على مطالعته وما طواه من دراسات جادة ومتعمقة ،
أكدت لى وعلى وبعد مرور إثنين وعشرين شهراً على طرحه ،أن جدل الإتباع والإبداع لم ينته ،وسيظل قائماً،ولم يكن جديدأً على فكرى ما أثاره الأستاذ/عبداللطيف فتح الدين ،وإنما كان مذكوراً وبقوة فى مقالة الأستاذة /ضياء .
 
(((((السؤال هو : ماذا قدمنا من إجابات اليوم في مواجهة أزمتنا الحالية ??
 
هناك أجوبة كثيرة قدمت خلال المئة سنة الماضية ، أفرزت تيارات سياسية وحركات إجتماعية تعكس حالة الجدل التي نعيشها حالياً : قوميون ، علمانيون ، إشتراكيون ، إسلاميون ، ليبراليون ........... ولكل من هذه الحركات مفكروها ومنظروها ، وقد عرفنا منهم عدداً كبيراً في عصر النهضة ،  ويوجد اليوم بعض المفكرين العرب والمسلمين ممن يعاصرونا  ممن لا ينتمون إلى هذه التيارات التي ذكرنا ، منهم المفكر المغربي الذي ذكره الأخ عبد الحفيظ ، محمد عابد الجابري ومنهم محمد أركون وهو من أصل جزائري والذين لا بد من قراءتهم سواء إتفقنا معهم أم لم نتفق .
 
الأزمة لا زالت مفتوحة ، أما كيف سيجيب المجتمع العربي عليها فهذا متروك للتاريخ . هناك أجوبة تأتي من  المفكرين ، وهناك أجوبة تأتي من المجتمع وما يختزنه من مفاهيم وربما يظهر فينا من يعرف كيف يعبر عن طموحات هذا المجتمع ، يعني الرغبة في الحداثة دون التخلي عن الهوية ، و دون أن يكون مسكوناً بهاجس السلطة ?))
                                                               26/12/2005م
 
*عبدالرؤوف النويهى
7 - أكتوبر - 2007
الدين والفلسفة    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
أشكر للأستاذ النويهي دعواته المتكررة لإعادة فتح هذا الملف الفلسفي واستكمال النقاش الذي كان قد بدأ فيه ، وهو بهذا يعبر عن دعوة عامة نستشفها في تعليقات سابقة لبعض الأصدقاء والسراة يحضرني منها الآن تعليق سابق للأستاذ محمد هشام . هي رغبة طموحة أثمنها غالياً وكنت سأسعد بتلبيتها لو كنت شعرت بأن الشروط باتت متوفرة ، أو بمعنى أوضح بأنه قد أصبح بمقدورنا اليوم الإرتقاء بمستوى النقاش إلى الحد الذي يمكننا من تبادل وجهات النظر دون الوقوع في فخ " النضالية " أو " الجهادية " الذي تؤججه الصراعات السياسية الراهنة والذي أدى إلى إغلاقه . هذا لا يعني بأنني أروج لنظرية " الفن للفن " ، إنما يعني بأنني على قناعة راسخة بأن ذلك ممكن عملياً للباحث والمفكر الإنسان القادر على الالتزام بوجهة بحثه المحددة وتقنين جهوده في هذا الاتجاه وحده ودون أن يتعداه . هذه بنظري هي الطريقة الوحيدة الممكنة للخروج من أسر هذه الأفكار العقيمة التي حبسنا أنفسنا فيها متوهمين ، كل من جهته ، بأنه يمتلك مفتاح الحل الأمثل لأننا وبمجرد أننا انطلقنا من فكرة مطلقة وغير محددة فإن ذلك يعني بأننا سندور في أفق مسدود لأن ملامحه مرسومة لنا سلفاً ( بحسب الفكرة التي انطلقنا منها ) ولأن الأفكار المطلقة هي فضاءت معرفية مغلقة على الإنسان وهذه قناعتي الشخصية . 
 
أظنك تتفق معي بأنه لايوجد فائدة ترجى في إعادة تكرار ما كنا قد قلناه سابقاً ، وأنه لا فائدة أيضاً من الحديث في الفراغ دون فكرة رئيسة موجهة ، وأن هذه الفكرة يجب أن لا تعبر عن ثقافتنا وانتمائنا الخاص بنا بشكل حصري  لكي تساعدنا على التموضع في المكان الذي نستطيع فيه تجاوز طموحاتنا الشخصية المرتبطة بما يفكره ويمثله كل منا على المستوى الشخصي والإجتماعي . هذا يدعوني للتفكير بفتح ملف جديد للفلسفة نعود فيه إلى نقطة الصفر لننطلق للتعريف من جديد بالفلسفة ومنهجها المعرفي ، ولنحدد ربما ، مع بعض الطموح ، علاقتها بالدين ( أو بالأديان ) وتميزها عنه . سيكون ذلك ممكناً ربما ، عبر استعادة موجزة لأهم الفلاسفة والأفكار الفلسفية منذ عصرها المبكر وحتى يومنا هذا بالاستناد إلى هذه الفكرة الموجهة التي لا تتعلق بالدين الإسلامي وحده ، ولا بالأديان السماوية وحدها ، وإنما عن علاقة الفلسفة بالدين بصفته مصدراً للمعرفة ، ولمحاولة تمييز نقاط التقاطع والإختلاف المنهجية والإيمانية بينهما .
 
 
 
*ضياء
9 - أكتوبر - 2007
وجهة نظر    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
السؤال : في أي عصر يظهر الفلاسفة ؟ أَيظهرون في عصر التخلف والهزيمة ؟ وفي عصر التبعية ؟
كثيرٌ من المصطلحات ـ نحن المسلمين ـ لا نتفق عليها ، روح الهزيمة عند كثير من الناس ، إلى حد اختلطت فيه المفاهيم ، أَصبحنا نشك في ديننا ، ونساير من يقول إنه دين إرهاب .... مناهجنا مشكوك في أمرها .... تخرِّج جيلاً من الأرهابيين ....مقاومة المحتل أَضحت إرهابًا وعبثًا .... أين المفكرون الذين يبينون الحقائق ....
*هشام الشويكي
2 - يونيو - 2008
عود على بدء    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
           لماذا لا يوجد لدينا فلاسفة؟ ....هذا السؤال ليس جديدا طبعا سواء في مبناه أو في معناه...ولكنه في نفس الوقت سؤال "ماكر" و"متنكر" بحيث أنه ينطوي على أبعاد تنزوي خلف أقنعة الوضوح والبداهة. صحيح أن السؤال يروم البحث عن الأسباب والعلل والعوامل التي منعت وعاقت "وجود" فلاسفة عرب مسلمين. هذا ما يقوله السؤال مباشرة. لكن السؤال في عمقه كما نرى يطرح ثلاث قضايا مترابطة:
1 ـ القضية الأولى تتعلق بالهوية....نحن العرب، هذه الأمة ذات الامتداد في عمق التاريخ والحضارة الإنسانية  لماذا لا يوجد لدينا ما يوجد عند غيرنا؟ نحن...إننا ....العرب....المسلمون....نحن المعنيون....نحن من يهمنا الأمر...الأمر يتعلق بهويتنا....بذاتنا الممتدة من الماضي إلى اليوم...والسؤال يسلب من الذات ما يوجد عند الغير...
2 ـ القضية الثانية تتعلق بالآخر....الآخر الغرب....لأن السؤال، سؤال الهوية لا يمكن أن يطرح إلا في العلاقة بالآخر...الأنا هو أنا بالنسبة للغير...والغير هو آخر بالنسبة لي أنا...لماذا ليس لدينا فلاسفة مثلما لديهم فلاسفة؟ ولماذا هم...أي الغرب أنتج فلاسفة مثل سارتر وراسل ونيتشه وهيجل وسبينوزا؟...والسؤال ينسب إلى الغير ما تفتقده الذات...
    3 ـ القضية الثالثة تتعلق بالواقع....أي بمجموع الشروط والظروف والعوامل التي تختزلها أداة استفهام "لماذا"....ما الخلل في واقعنا ـ واقعنا الذي عشناه ماضيا ونعيشه حاضرا ـ الخلل الذي لم يوفر الشروط والعوامل ل"وجود فلسفة لدينا"...
       أعتقد ـ حسب تقديري الخاص ـ أن نقاشنا لن يبتعد عن هذه الإشكالات الثلاث التي تشكل ثالوث هذا الملف:
لماذا نحن بالذات معنيون بالأمر؟ سؤال الهوية
لماذا نقارن نفسنا بالغرب كنموذج؟ سؤال الآخر
ما الذي نفتقده وما الذي يلزمنا لكي يكون هناك إبداع فلسفي؟ سؤال الواقع 
 
*وحيد
1 - يوليو - 2008
مقال فى العبودية المختارة ..إتيين لابويسيه ..(16)    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
(16)

وحتى لو صرفنا النظرعن هذه العوائق لتبينا أن من الصعب ان يضم فؤاد الطاغية حبا يوثق به،لأنه إذ علا الجميع وعدم رفيق قد خرج بهذا عينه عن حدود الصداقة التى مقعدها الحق هو المساواة والتى تأبى دوما التعثر فى خطواتها المتساوية أبداً.
لهذا ترى (فيما يقال) شيئاً من القسط بين اللصوص عند اقتسام الغنيمة لأنهم متزاملون متكافلون ، وإذا كانوا لايتبادلون الحب فهم على الأقل يتبادلون الحذر ولايرغبون فى إضعاف قوتهم بالتفرق بدل الوحدة .
أما الطاغية فما يستطيع المقربون إليه الاطمنئان إليه أبداً مادام قد تعلم منهم أنفسهم أنه قادر على كل شى وأنه لاحق ولا واجب يجبرانه ومادام تعريفه صار يقوم فى اعتبار إرادته العقل وفى إنتفاء كل نظير وسيادة الجميع.

أليس أمرأً يدعو للرثاء أن كل هذه الأمثلة الواضحة وهذا الخطر الدائم لاتدعو إليه أحداً إلى الإ تعاظ بها وأن يتقرب من الطاغية طواعيةً هذا العدد الغفير من الناس دون أن يجد أحد الحصافة اللتين تمكناه من أن يقول ما قاله الثعلب، على ماورد فى الحكاية ،للأسد الذى اصطنع المرض
؛كنت أزورك طواعية فى عرينك لولا أنى أرى وحوشاً كثيرة تتجه آثارها قدماً إليك وما أرى أثراً يعود"


هؤلاء التعساء يرون بريق كنوز الطاغية وينظرون مشاهد بذخه وقد بهرتهم أشعتها فإذا هذا الضوء يغريهم فيقتربون منهدون أن يروا أنهم إنما يلقون بأنفسهم فى اللهب الذى لن يتخلف عن إهلاكهم.

هكذا كان الساتير الطفيلى الذى تحكى الحكاية أنه شاهد النار التى اكتشفها بروميثيوس وهى تضىء فرأى لها جمالا ًفائقاً فذهب يقبلها فاحترق.
مثله مثل الفراشة التى تلقى بنفسها فى النار أملاً فى الحظوة بلذة من نورها فإذا هى تعرف قوتها الأخرى ؛ قوتها الحارقة، كما يقول الشاعر التسكانى.
ولكن لنفرض أن هؤلاء الأغرار يفلتون من قبضة من يخدمون ، أيعلمون أى ملك آت من بعد؟
إذاكان طيباً وجبت الإجابة عما صنعوه،ولما صنعوه، وإذا كان سيئاً شبيهاً بسيدهم فلسوف يصحبه أيضا أتباعه الذين لايقنعون بالاستحواذ على مكان الآخرين بل تلزمهم أيضا فى معظم الأحايين أملاكهم وحياتهم.
أيمكن إذن،وهذا مدى التهلكة ومدى قلة الأمن أن يكون هناك إمرؤ يرغب فى ملءهذا المكان البائس هذا، أيها الرب الحق!
أن يقضى المرء النهار بعد الليل وهو يفكر كيف يرضى واحداً بينا هو يخشاه مع ذلك أكثرمما يخشى أى إنسان آخر على وجه البسيطة.
*عبدالرؤوف النويهى
1 - سبتمبر - 2008
مقال فى العبودية المختارة ..إتيين دى لابويسيه ..(17)    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
(17)

أن يكون عيناً دائمة البص وأذنا تسترق السمع حتى يحدث مأتى الضربة القادمة وموقع المصائد وحتى يقرأ فى وجوه أقرانه أيهم يغدر به،يبتسم لكل منهم وهو يخشاهم جميعا ،لاعدوا سافرا يرى ولاصديقا يطمئن إليه،الوجه باسم والقلب دام، لاقبل له بالسرور ولاجرأة على الحزن!.
ولكن الأغرب هو أن نرى ما يعود عليهم من هذا العذاب الشديد والكسب الذى يستطيعون توقعه من مكابدتهم وحياتهم البائسة.
فالذى يقع هو أن الشعب لايهتم بالطاغية أبدا بما يقاسيه وإنما ينسبه طواعية إلى من سيطروا عليه؛ هؤلاء تعرف أسماءهم الشعوب والأمم ويعرفها العالم قاطبةً حتى الفلاحين والأجراء، يعرفونها ويصبون عليهم ألف قذيعة وألف شتيمة وألف سبة، كل أدعيتهم وأمانيهم تتجه ضدهم،كل ما يلحق بهم من البلايا والأوبئة والمجاعات يقع فيه اللوم عليهم،فإن تظاهروا أحياناً بتبجيلهم سبوهم معا فى قلوبهم ونفروا منهم كما لاينفرون من الوحوش الكاسرة .
هذا هو الشرف وهذا هو المجد اللذان ينالون جزاء على ما صنعوه تجاه الناس الذين لو ملك كل منهم جزءاً من أجسادهم لما إجتزأ ولارأى نصف عزاء عن شقائه،فإن أدركهم الموت لم يتوان من يجىء بعدهم عن أن يظهر بينهم ألف قلم يسود بمداده أسماء آكلى الشعوب هؤلاء ويمزق سمعتهم فى ألف كتاب،وحتى عظامهم ذاتها،إذا جاز هذا التعبير،يمرغها فى الوحل عقابا لهم بعد مماتهم على فساد حياتهم.

لنتعلم إذن، لنتعلم مرة أن نسلك سلوكاً حسنا.
لنرفع أعيننا إلى السماء بدعوة من كرامتنا أو من محبة الفضيلة ذاتها أو إذا أردنا الكلام عن علم فيقينا بدعوة من محبة الله القادر على كل شىءوتبجيله،ولهو الشاهد الذى لايغفل عن أفعالنا والقاضى العادل فى أخطائنا.
أما فيما تعلق بى فإنى لأرى ،ولست بالمخدوع مادام لاشىء أبعد عن الله الغفور الرحيم من الطغيان ،إنه يدخر فى الدار الأخرى للطغاه وشركائهم عقاباً من نوعٍ خاص.

****************
انتهى مقال فى العبودية المختارة .. للمؤلف إتين دى لابويسيه المولود فى 1/11/1530م بمدينة سارلا على الجنوب من ليموج وإلى الشرق من بوردو بفرنسا
ومات فى 18/8/1562م


وقام على ترجمة هذا النص الفارق.. الأستاذ الدكتور /مصطفى صفوان
ونشرته الهيئة المصرية العامة للكتاب سنة 1992م

حاولت ومن منطلق الفكر الذى أعتنقه فى مسيرة حياتى العقلية والثقافية ،أن أنقل هذه المقالة /الكتاب/الدراسة فى الطغاة والطغيان .

ولى عنده وقفات تطول، فما أكثر ما أثاره لدىّ من فتوحات عقلية وثقافية وفلسفية ،قد أختلف فيها مع الكثيرين وقد يلحق بنا معاً التماسُ فى الموافقة على ماورد به.

*عبدالرؤوف النويهى
1 - سبتمبر - 2008
أبو جهل، مزيد ومنقح!    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
 
تحية طيبة الأستاذ النويهي .

 
يستطيع فقهاء الغريزة أن يجعلوا الدين، بسهولة في خدمة البيدوفيليا اليوم، وهم يحمدلون ويحوقلون، كما يستطيعون بجرة جهالة أن يجعلوا الطفل يكبر بسرعة ، كما لو أنه تلقى سمادا من الخيال العلمي.
لقد تذكرت رواية سليم بركات، صاحب «فقهاء الظلام»، وتذكرت كيف أن البطل ولد في الصباح، ثم بلغ أشده في منتصف النهار، لكي يشيخ ويعمر في المساء. وتذكرت أيضا أن الفقهاء عندما يكونون في الظلام يتشابهون كالقطط، وتذكرت أيضا أن الغرابة أصبحت من الدين، بعد أن دخله أمثال المغراوي .
فقد أعلن هذا الفقيه، أن طفلة في سن التاسعة قادرة على أن تفعل بجسدها الصغير ما تقدر أمها أن تفعله به. وقال المغراوي إن الصغيرات، اللواتي مازلن بظفيرة ومحفظة، قادرات على الإنجاب وعلى ممارسة الجنس مثل اية «گارحات» من النساء.
ولست أدري ما إذا كان للفقيه صبيات صغيرات، وما إذا كان ينظر إليهن مليا، أم أنه يراهن بنظارات الحيوانات التي تعتبر الصغيرات منهن كبيرات منذ يرين النور، لكن المؤكد هو أن الفقيه، ما زال يحمل في داخله أبا جهل، مزيد ومنقح.
لست أدري لماذا لم يختر الفقيه الفلاحة وزراعة البواكر، ويعمل من أجل أن تنضج الخوخة وهي في اسبوعها الأول، وينبت شجرة الزيتون وهي مازالت شتلة، وربما استطاع أن يجعل اللوز يثمر وهو مازال....فكرة في رأس الفلاح!.
لقد ابتلينا بقوم من الفقهاء الذين يستطيعون كل العبث باسم أجمل ما في هذا المشترك العاطفي والعقائدي، وهو براءة الايمان. وابتلينا بجماعة من الجنسانيين المتلفعين في ثياب الزهد وحماية الاخلاق، في الزمن الذي ما زال فيه العقل لم يخلق مملكته بعد في هذه الأمة العريقة.
فرأينا الفقيه الذي يدعي أنه يلتقي بالانبياء ويلتقي بالملائكة،
ورأينا الفقيه الذي يبيح للعاملة إرضاع زميلها في العمل لكي تحرم عليه، بدون أن يكلف نفسه عناء السؤال ما إذا كانت الرضاعة قد تنتهي بالتحريم أم...بالسرير!
ورأينا الفقيه الذي يطالب بتحرير الاندلس بعد أن حوصرت... كابول!
ورأينا...ولم نر كل ما يجب أن نراه فعلا من هؤلاء.
إن الفقيه الذي يقول إن الصغيرة ذات 9 سنوات قادرة على ما تقدر عليه أمها، لن يجد أي حرج في أن يغتصب كل تلميذات القسم الرابع ابتدائي، ويغتصب بنات الجيران الصغيرات باسم البلوغ العقائدي.... قبل البلوغ الجسماني.
نعرف بأن الذين يتبرعون علينا بهذه الفتاوى لا علاقة لهم بنبل الرسالة ، إنهم يحولون استيهامات بدائية الى اجتهاد، وهم حين يخطئون مصيبتان وحين يصيبون ...مصيبة!!
هؤلاء الذين حولوا الدين كله الى فتاوى حول الجنس وحول الزواج فقط، كما لو أنهم مخرجون في افلام إباحية غير مقننة،هم للأسف وجهنا في العولمة، ووجهنا في الزمن الذين يتخطى الأمكنة ، لكنه زمن الاختزالات الكبرى لدى الرأي العام ، في كل بقاع الدنيا.
والظاهر أنه ،عندما كان الكبير أبو الطيب المتنبي يتحدث عن أمة «ضحكت من جهلها الأمم»، لم يكن يصف حالة تاريخية ، بل يبدو أنه كان يحدد بالشعر ما هو موجود في جينات فقهية نحملها معنا منذ نعومة جهلنا! ويحدد بالقافية ما هو تأصيل فقهي لدى المتفيقهين من «علماء» الأمة الكريمة.
ويردد علينا، بسخريتة القاسية أننا لم نغادر بعد القرن الواحد للهجرة، بالرغم من كل ملاييرنا ... من المال ومن البشر.
فها نحن نشرع في الشهر المبارك ،بدون أن نصوم قليلا عن الجهالة والغرابة والتمييع الشامل للمقدس، عندما ندخل به، كما يدخل فيل الى محل لبيع الخزف ونغتنمها فرصة لكي نعود الى التاريخ مشيا على ...الرأس!
رجاء ارحموا تقوى المؤمنين واتركوا لأنفسكم حبل القتل وحبل الجهل وحبل الكبت، بعيدا عن سلامة روحنا.
***
*abdelhafid
3 - سبتمبر - 2008

 
   أضف تعليقك
 27  28  29  30