عود على بدء     ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
لماذا لا يوجد لدينا فلاسفة؟ ....هذا السؤال ليس جديدا طبعا سواء في مبناه أو في معناه...ولكنه في نفس الوقت سؤال "ماكر" و"متنكر" بحيث أنه ينطوي على أبعاد تنزوي خلف أقنعة الوضوح والبداهة. صحيح أن السؤال يروم البحث عن الأسباب والعلل والعوامل التي منعت وعاقت "وجود" فلاسفة عرب مسلمين. هذا ما يقوله السؤال مباشرة. لكن السؤال في عمقه كما نرى يطرح ثلاث قضايا مترابطة: 1 ـ القضية الأولى تتعلق بالهوية....نحن العرب، هذه الأمة ذات الامتداد في عمق التاريخ والحضارة الإنسانية لماذا لا يوجد لدينا ما يوجد عند غيرنا؟ نحن...إننا ....العرب....المسلمون....نحن المعنيون....نحن من يهمنا الأمر...الأمر يتعلق بهويتنا....بذاتنا الممتدة من الماضي إلى اليوم...والسؤال يسلب من الذات ما يوجد عند الغير... 2 ـ القضية الثانية تتعلق بالآخر....الآخر الغرب....لأن السؤال، سؤال الهوية لا يمكن أن يطرح إلا في العلاقة بالآخر...الأنا هو أنا بالنسبة للغير...والغير هو آخر بالنسبة لي أنا...لماذا ليس لدينا فلاسفة مثلما لديهم فلاسفة؟ ولماذا هم...أي الغرب أنتج فلاسفة مثل سارتر وراسل ونيتشه وهيجل وسبينوزا؟...والسؤال ينسب إلى الغير ما تفتقده الذات... 3 ـ القضية الثالثة تتعلق بالواقع....أي بمجموع الشروط والظروف والعوامل التي تختزلها أداة استفهام "لماذا"....ما الخلل في واقعنا ـ واقعنا الذي عشناه ماضيا ونعيشه حاضرا ـ الخلل الذي لم يوفر الشروط والعوامل ل"وجود فلسفة لدينا"... أعتقد ـ حسب تقديري الخاص ـ أن نقاشنا لن يبتعد عن هذه الإشكالات الثلاث التي تشكل ثالوث هذا الملف: لماذا نحن بالذات معنيون بالأمر؟ سؤال الهوية لماذا نقارن نفسنا بالغرب كنموذج؟ سؤال الآخر ما الذي نفتقده وما الذي يلزمنا لكي يكون هناك إبداع فلسفي؟ سؤال الواقع |