اختيارات رائعة من كتاب المواقف والمخاطبات     ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
أريد أن أوقع بهذه الكلمة في سجل الزوار، وأشكر المحرر الذي اختار هذه المقاطع الساحرة من كتاب (المواقف والمخاطبات) وأقول له: سلمت يداك يا سيدي فقد أدهشتنا، وسحرتنا. وأعترف أني لم أستطع أن أرفع السماعة من على أذني، وكأنني لم أقرأ الكتاب من قبل، فلما انتهى التسجيل لم أستطع أن أقاوم نفسي في معاودة الاستماع من جديد، وكان الهاجس الذي رافقني في الساعات التي قضيتها مع عذابات النفري: كم كان الذين استأثروا بهذا العمل الخالد أقوياء، كم كانوا أصحاء، كم كانوا سعداء. ومن الذي منحهم تلك القوة، وأسبغ عليهم تلك الصحة، واختصهم بهذه التحفة الفذة. وأذكر هنا أن كتاب (المواقف والمخاطبات) لما أعيد نشره في الثمانينات من القرن العشرين، كان معظم شيوخ الصوفية في دمشق لا يعرفون عن الكتاب ومؤلفه شيئا، لأن النفري =باختصار= مصنف في قائمة المغضوب عليهم من الصوفية، وكان قد مضى على صدور طبعته الأولى نصف قرن، وقد قمت أنا بنفسي بسؤال كبراء شيوخ السنة في دمشق، عن الكتاب ومؤلفه، فكان جوابهم أنهم أول مرة يسمعون بهذا الكتاب وبمؤلفه، مع أنه مذكور في الفتوحات المكية عدة مرات، كما ذكرت ذلك في التعريف بقصة الكتاب. أكتب ذلك لأنه قطعة من تاريخ الكتاب، يجب أن تذكر، وتلقى عليها الأضواء، ونقف عندها طويلا. |