البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : اللغة العربية

 موضوع النقاش : هل إتقان اللغة العربية ضروري لدى هؤلاء ?!    كن أول من يقيّم
 غالية 
2 - يوليو - 2005
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... هل عدم إلمام الشخص بجميع جوانب اللغة العربية وأخص بذلك الإملاء والنحو والصرف يقلل من كونه مثقفاً ( أيا كان مجاله ) ?
شاهد التعليقات الأخرى حول هذا الموضوع
أضف تعليقك
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
سؤال أم تساؤل أم طرح إشكالية    كن أول من يقيّم
 

مهما كان الجواب فالأمر يستحق النقاش برويَّة.

 

الأخت غالية فردَت أمام القارئ سؤلاً ليس بجديد إنما يستحق تجديد طرحه. طُرِح في الخمسينيات والستينيات وقبل أن "أن تُصبح انظمة الأحزاب التي هبطت على الإنسان العربي والمسلم من لا عُلى" لتجعل ممن كان على طريق تثقيف ذاته أسير لقمة العيش عبر ثقافة حزب لا على التعيين.

 

وهذه الأحزاب ما كانت لتحفل بمقدرة أسيرها سواء  أكان يجيد النحو والصرف أو جميل الخط  عاقل التهميز والتنبير. اطلقت، هذه الهيكليات، على أتباعها نعت المثقفين. وكفى طالما الفرد، مُثقَّفها، يُنفِّذ ما يؤمر به "ويرتِّلُ نظامه، سير حياته، صبحة وعشيَّة". وهنا، ومتى استؤنِس يغدو أستاذاً. وكلنا تربَّى، قبل هذه المرحلة، على أن الأستاذ رجل مثقف.

 

تلك الكتب التي افترشت أرصفة العالم العربي والإسلامي ما كانت لتعير اللغة العربية، لغة القرآن، آلة الإنطلاق نحو الثقافة عامة، أيما اهتمام. وتدنَّى مستواها في المدرسة وانتشرت آفة التسهيل الخاطئ واللامبالاة المقصودة باستعمال مفاتيح اللغة وكأنما الوطن العربي الإسلامي قد أخذ على عاتقه تنفيذ مآرب مَن كانوا في أواخر القرن الثامن عشر وبداية التاسع عشر ينصحون العرب المسلمين أن يكتبوا لغتهم كما ينطقونها في الشارع وبذا، حسب رأي الدعاة، يذللون عوائق حداثتهم وتحضُّرهم. "وخرج الفأر من الطحين فؤروراَ، لا أكثر".

 

نعم، يجب أن يحذق المثقف باستعمال آلته ويتمكَّن من ماهيتها. وهي اللغة بكل ما تحويه من قواعد. وان يجعل نُصب عينيه تقييفها دوماً. اما الخط فإنني أراه موهبة فنيَّة يهبها الله لمن يشاء ولكن على الكاتب أن يخطَّ مخارج الحروف ليزول اللبس لدى القراءة.

 

والثقافة، في رأيي، أن يتمكَّن المرء من لغته الأصل إذ هي معبره إلى لغات أخرى. وقد أثبتت التحريات والدراسات المُخَصَّصة في الغرب أن الإنسان الذي لا يجيد لغته الأم لا يمكنه أن يُمسك بزمام لغة أخرى. وعالمنا اليوم عالم تواصل وانفتاح على علوم الغير لنكون مطَّلعين على مجريات الأمور والأحداث وآخر نتاجهم. والوصول إلى تلك الغاية يتطلب التمكُّن والإمسك بزمام لغة الغير. "اطلب العلم ولو في الهند والسند" وهذا يتطلَّب معرفة لغة الهند والسند.

 

لذا المثقف، في حاضرنا، مُطالب أيضاً أن يُمسك بزمام لغة غير لغته الأم، لا أن مجرد يلمُّ بها وبذا تنطبق عليه ذات شروط لغته الأم: القواعد والإملاء.

 

وليرجع من يشاء إلى معاجمنا العربية مفتِّشاً عن الجذر (ثقف). وهذا لا يكلِّف إلا عناء نقرات على فأرة في موقع "الوراق" الحافل بأمهاتها.

يا الله، لك الحمد والشكر ان وهبتنا القرآن نثقف به ذاتنا وأنفسنا ويومنا وغدنا. يا الله، كم كانت الحياة خاوية لولا اللغة العربية!

والسلام عليكم من صقع الشمال وقرِّه

  

يوسف
20 - أكتوبر - 2005
أضف تعليقك