البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : اللغة العربية

 موضوع النقاش : أسباب ظهور اللهجات    قيّم
التقييم : التقييم :
( من قبل 1 أعضاء )
 طماح 
24 - يناير - 2010
دولة   الإمـــارات  العـــربية   المتـحدة
وزارة  التعليم  العالي و البحث  العلمي
كلية الدراسات الإسلامية والعربية دبي
قــسم   اللـــغة  العـــــــربية   و آدابــها
تقرير لمقرر فقه اللغة   بعنـــوان:
  
أسباب ظهور اللهجات  
السنة الجامعية:2008ـ 2009م 
  
إعداد التقرير:طماح الذؤابة
السنة الثانية
مقدَّم للأستاذ الدكتور: سيد أحمد علي الصاوي
-------------------------------------------------  
المقدمة
الـحمد لله منشي الخَلقِ من عَدَم ِ ثم الصلاة على المختار في القِدَم ِ
اللهم صل على سيدنا محمد بعدد قطر الأمطار ورمل القفار وكلما تعاقب الليل والنهار، وبعد: ففي هذا التقرير تـَحَدَّثتُ عن أسباب ظهور اللهجات، وقد اخترتُ هذا الموضوع؛ لأنه مهم بالنسبة لطالب العلم أن يعرفَ كيف نشأتِ اللهجات وكيف تفرَّعتْ عن اللغات الأصلية حتى يزيدَ من رصيده العلميّ والثقافي، وكما زادَ من تمَسُّكي به الفضول وحب الاستطلاع لاسيما وأنني أسمع بظاهرة نشوء اللهجات لأول مرة كقضيةٍ تـُدّرَّس، تكمن أهمية الموضوع في أنه يناقش ظاهرة تأزمت منذ قديم الأزمان، ولا نزال نلحظها حتى يومِنا هذا، كذلك فإن ظاهرة نشوء اللهجات وتعددها، عملتْ في إضعاف قوة لغتنا ولساننا العربي نقيض ما كانت عليه في السابق من قوة وذيوع واعتبار، ثم إن ظهور اللهجات أدى إلى وجود عصبيات بين الجماعات والأعراق .
وأنا أهدف من خلال الموضوع إلى معرفة أسباب ظهور اللهجات سواءً أكان في الماضي أو الحاضر، كذلك إلى إيقاظ الضمير العربي تجاه ماضي لغته العريق؛ لاستعادة أمجادها التي كانت تكمن في كل مظاهر العزة بدءًا من نزول القرآن بها، وانتهاءً بتلك العلوم التي كانت تـُدَرَّسُ بها كونها لغة المعرفة سابقـًا. 
لذا قمتُ بإيداع السطور تعريفـًا للهجة لغة واصطلاحًا، وعوامل انتشار اللغة، وكذلك عوامل ظهور اللهجات، لأختمَ بصراع اللهجات المحلية.
يكاد لا يخلو بحث أو تقرير من صعوبات قد تواجه الباحث، ومن تلك الصعوبات التي واجهتني:
التفكير في الموضوع الذي سأبحثُ عنه لا وإن الموضوعات المطروحة كثيرة، كذلك تكلف الهم وقتَ التفكير بإرضاء القارئ.
لن أنسى أشخاصًا ساندوني في هذا البحث؛لذلك فإني أبدأ بشكرِ والدَيَّ العزيزين ـ حفظهما الله ـ على توفير الجو المناسب للبحث والتوثيق، كذلك أشكر الكلية التي وفرتْ مكتبة زاخرة بالكتب تلبي متطلبات البحث العلمي، والأستاذ الدكتور سيد الصاوي ؛ لما منحني من خلفية ومعلومات حول هذا الموضوع، ومنحني وقتـًا كافيًا لإنهاء هذا التقرير.
 
أهدي هذا التقرير لكل من أكنّ لهم الاحترام والتقدير، وكل من وقف معي وحثني لأن أخطو خطواتي في طريق الإبداع والابتكار.
والله من وراء القصد يهدي السبيل.
الجمعة : 17/4/2009م
09:34م.
-----------------------------------------------------------------------------------------  
 
همسة قلم:
إن لكل لغة في العالم نظامًا لغويًّا يتمثل في مجموعة القوانين والقواعد التي تحكم هذه اللغة، وتخضع لها أصواتها وكلماتها وعباراتها....0 وأبناء كل لغة يلتزمون بقواعدها وقوانينها وأحكامها ليتمكّنوا من التفاهم، وتبادل الخبرات والمعلومات، وقضاء حوائجهم بسهولة ويسر، وبذا أصبحت اللغة ظاهرة اجتماعية تختلف من أمة إلى أخرى، وهي عماد الثقافة والحضارة وتآلف الأبناء.([1])
لكن ... ماذا يحدث لو ... تفرّعت اللغة إلى لهجات؟؟؟ وما الذي يؤدي إلى ذلك؟؟؟؟
 
*اللهجة:
بداية نعرّف (لهجة) ، فنقول إنها من مادة(ل.هـ .ج) بمعنى: اللسان أو طرفه، أو لغة الإنسان التي جُبـِلَ عليها فاعتادها، أو طريقة من طرق الأداء في اللغة، أو جَرْس الكلام.([2])
وهي في الاصطلاح العلمي الحديث: مجموعة من الصفات اللغوية تنتمي إلى بيئة خاصة، ويشترك في هذه الصفات جميع أفراد هذه البيئة.([3])
وبالتأكيد فإن تفرّعَ اللغة إلى لهجات عدة يؤدي إلى تغيرٍ في النواحي الصوتية والصرفية والنحوية والدلالية تبعًا للأفراد الذين يداولونها وميولهم، ومع ذلك فهي جميعها تصب في بوتقة اللغة الأم، فلهجة التميميين، ولهجة الطائيين، ولهجة القيسيين، كلها تصب في بحر العربية الفصحى، إذًا فالعلاقة بين اللغة واللهجة علاقة بين العام والخاص.
 
* أسباب ظهور اللهجات:
يرجع السبب الرئيس في تفرع اللغة الواحدة إلى لهجات ، إلى انتشار اللغة في مناطق مختلفة واسعة، واستخدامها لدى جماعات كثيرة العدد وطوائف مختلفة من الناس، وهذا يتيح الفرص لظهور عواملَ أخرى تؤدي إلى التفرع، حيث تختلف اللغات الإنسانية في مبلغ انتشارها اختلافـًا كبيرًا. فمنها ما تـُتاحُ لها فرص مواتية فتنتشر في مناطقَ واسعة من الأرض، ويتكلم بها عدد كبير من الأمم الإنسانية، ويكون لذلك أسباب:
1ـ اشتباك اللغة في صراع مع لغة أخرى، وتقضي نواميس الصراع اللغوي أن يُكتب لها النصر فتحتل مناطق اللغة المقهورة، فيتسع بذلك مدى انتشارها كما حدث للاتينية التي تغلبتْ على اللغات الأصلية لإيطاليا وأسبانيا وغيرهما، فأصبحتْ لغة الحديث والكتابة، بعد أن كانت مقصورة على منطقة ضيقة وسط إيطاليا(اللاتيوم)(Latium)، وكما حدث للعربية إذ تغلبتْ على كثير من اللغات السامية الأخرى، وعلى اللغات القبطية والبربرية والكوشيتية حتى بلغ الآن عدد الناطقين بها نحو مئة مليون ينتمون إلى نحو خمس عشرة أمة.([4])
2ـ أن ينتشر أفراد شعب ما ، على أثر هجرة أو استعمار، في مناطق جديدة عن أوطانهم الأولى، ويتكون من سلالاتهم بهذه المناطق أمم كثيرة السكان، فيتسع بذلك مدى انتشار اللغة وتتعدد الجماعات والناطقين بها ويكثر أفرادها.                                         
 أن يُتاحَ لجماعة ما أسباب مواتية للنمو الطبيعي في أوطانها الأصلية نفسها، فيأخذ عدد أفرادها وطوائفها في الزيادة المطردة، وتنشط حركة العمران في بلادها، فتكثر فيها القرى والمدن وتتعدد الأقاليم، فيتسع نطاق لغتها.
وتبعًا لتأثير هذه العوامل على اللغة نتبيَّنُ استحالة احتفاظ اللغة بوحدتها الأولى أمَدًا طويلا، فلا تلبثُ أن تتشعَّبَ إلى لهجات، وتسلك كل لهجة من هذه اللهجات منهجًا يختلف عن أخواتها.([5])

 

[1]. اللغة العربية دراسة نظرية وتطبيقية، د.نزيه اعلاوي، د.هاني نصر الله، د. داود شوابكه، صالح سليم، عبد المعطي نمر، جمعة علّوه، دار الكندي للنشر والتوزيع، أربد، الأردن، 1999م، ص15، بتصرف.
.[2] المعجم الوسيط،الجزء الثاني، مجمع اللغة العربية، الطبعة الثانية، دار الدعوة للتأليف والطباعة والنشر والتوزيع، استانبول، تركيا، 1410هـ، 1989م، ص841، بتصرف. 
[3] . فقه اللغة، أ.د.حاتم الضامن، المكتبة الوطنية، بغداد، العراق،1990م،ص10، بتصرف.
[4]. نشأة اللغة عند الإنسان والطفل، د. علي عبد الواحد وافي، نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة، مصر، 2003م، ص110ـــ113، بتصرف.
[5]. نشأة اللغة عند الإنسان والطفل، د.علي عبد الواحد وافي، ص113ـــ116، بتصرف.
 
 
... يتبع
شاهد التعليقات الأخرى حول هذا الموضوع
أضف تعليقك
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
اللهجات حفظت اللغة الأم    كن أول من يقيّم
 
السلام عليكم
أعجبني ما قرأت من البحث إلى التعاليق
السادة الأفاضل عبروا و أفاضوا و لن اطيل بل سأشير فقط لنقطة مهمة
بقرائة تاريخية بسيطة لتاريخ لغتنا العربية فإنني أرى أن الله سبحانه عندما شرفها بأنها لغة أهل الجنة و زادها تشريفا بأن جعلها لغة القرأن فإنه بذلك حفظها من الزوال. و إن شكل القرآن و ووضع قواعد نطقه و القراءات العشر دليل على مساعي الأمة في حفظ لغتها من التحريف و تمسكا بها.. أما اللهجات فظهورها محتم للأسباب التي ذكرها  الاخ طماح جازاه الله خيرا. و إن لي مبدأ في التفكير أصارحكم به وهو "ماذا لو لم يكن" أي لو طبقنا هذا المبدأ على أي شيء نريده فسنقود تفكيرنا بصفة ايجابية نحو أسبابه و نتائجه و لزومه من عدمه و بالتالي فهمه فهما واقعيا لا نظريا....
شكرا و السلام عليكم
 
aziza
15 - فبراير - 2010
أضف تعليقك