بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين سيدنا محمد بن عبد الله الصادق الأمين.
أما بعد: يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "...لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا الحديث وغيره من الأحاديث النبوية الشريفة نستنتج أن الناس سواسية كأسنان المشط، فلا فرق بين الإنسان الذي يعيش في القطب الشمالي"الإسكمو" وبين سكان الصحراء- ولا سكان السهول أو سكان آسيا الشرقية- فالمعيار الوحيد الذي يفرق بيننا هو التقوى. فهل يجوز لنا أن نفضل مثلا الذي يفكر بطريقة ايجابية عن الذي يفكر بطريقة سلبية في نظرنا? وهل هناك اختلاف في أنماط التفكير بين دول الجنوب ودول الشمال وإذا لم يكن هناك اختلاف فلماذا وجد هذا الصتنيف أصلا ? يبدو أنه للفكر جغرافية فكل نطاق جغارفي وبكلمة أدق كل مجال سياسي له نمط معين من التفكير أو رؤية معينة للحقائق ورؤية للواجبات والمكروهات المحرمات. إن الكيفية التي يرى بها الإنسان الغربي العالم ليست هي ذاتها وبالتالي فإن أحكامه واستنتاجاته ثم سياسته ستكون مختلفة عن أحكام واستنتاجات وسياسات الإنسان الذي يعيش منعزلا في جنوب شرق آسيا مثلا ومن هذا السياق جاءت فكرة التفاضل بين الأجناس أي أن هناك جنس راقي وجنس آخر منحط وبدائي وتظهر هذه التمييزات بين البشر من حيث لون بشرتهم وشكلهم الخارجي ... ومن هنا أطرح سؤالا آخر هل نحن سواسية فعلا في كل شيء أم أننا سواسية في الحقوق والواجبات فقط? أنا أرى أننا لسنا سواسية في الميزان البرغماتي فالذي يعمل ليس كالذي لا يعمل والذي يغش ليس كالذي يتقن عمله ولا يغش والذي ينتج أكثر ليس كالذي ينتج قليلا. نحن إذن سواسية ولسنا سواسية في نفس الوقت. ومن هنا نجد أنه من الطبيعي أن يفكر شعب ما في ظروف معينة وتحت سلطة معينة بطريقة ما تختلف عن طرق الشعوب الأخرى والحضارات الأخرى التي هي أيضا لها ضروفها الخاصة بها التي تسهم في بلورة شخصيتها المتفردة والمناقضة في أحيان كثيرة. فما رأيكم أنتم هل نحن سواسية أم لسنا سواسية أم سواسية ولسنا سواسية في نفس الآن ? لا تكتفوا بقراءة الموضوع وأوصلوا رأيكم للجميع فرأيكم مهم كما أن إبلاغه للعموم بالمجان مع الوراق... والسلام
|