قد يعود مرض الجدري مرة اخرى كن أول من يقيّم
ترجمة/ سيف محمد علي عن الياهو هيلث الجدري مرض يمكن تمييزه بظهور علامات معينة مثل الطفح الجلدي ويؤدي الى موت مفاجئ. وهنالك نوعين منه الفعّال والبسيط. في الماضي كان وباء الجدري منتشراً في كل انحاء العالم اذ يسبب المرض والموت عند ظهوره وكان مقتصراً على الاطفال والشباب والبالغين وغالباً ما ينشر العدوى لكل افراد العائلة. وقد سعت منظمة الصحة العالمية (WHO) (World Health Organization) الى القضاء على هذا المرض ونجحت في ذلك بإستئصال جميع انواع هذا الفيروس المعروفة منذ سنة 1977. وبقيت نماذج من هذا الفيروس مخزونة لغرض الدراسات. وان لقاح مرض الجدري قد توقف عن اعطائه منذ سنة 1972 وقد ذكرت منظمة الصحة العالمية في عام 1980 بأن كل دول العالم اوقفت التلقيح لهذا المرض. وقد نوهت في العام ذاته على ابقاء نموذج من هذا الفيروس في مختبرين من المنظمة لخزنه وهما مركز السيطرة على الامراض (CDC) (Center for Disease Control) في (اطلنطا جورجا) ومختبر آخر في روسيا. وقد بدأت روسيا بعد ذلك ببرنامج لإنتاج فيروس الجدري بكمية كبيرة لأغراض الاسلحة البايولوجية. ويعتقد البعض بأن بلداناً اخرى مثل العراق وايران وكوريا الشمالية تمتلك انواعاً من فيروسات الجدري التي تستخدم للاغراض العسكرية. ولا زال النقاش مستمراً حول ابادة هذه الفيروسات ومنع استخدامها حتى على نطاق الدراسات العلمية خوفاً من استخدامها لأغراض اخرى او تحديد حالتها للدراسة فقط. وتشير الدراسات التي اجريت في مركز السيطرة على الامراض CDC ان الاشخاص الذين لقحوا ضد مرض الجدري في الماضي هم في خطر الآن (مثل الذين لم يلقحوا) بسبب ان فترة فعالية هذه اللقاحات السابقة غير معروفة، الا ان بقاء الناس في امتلاك حصانة عالية من هذا الفيروس يعد احتمالاً بعيداً. ان عوامل خطر مرض الجدري الآن تتضمن في تحويل فيروس الجدري في المختبر الى صورة فعالة في المحيط واستعماله لسلاح يايولوجي. معلومات اضافية قد ينتشر وباء الجدري مرة اخرى وقد يحرر بواسطة الهواء وبسهولة لأن الفيروس يبقى مستقراً بصورة رذاذ. وسوف تصيب ما لا يزيد عن 50-100 حالة. وينتقل مرض الجدري بسرعة من شخص لآخر بالعدوى ويعد من اسرع الامراض المعدية اذ خلال فترة اسبوع ينتقل خلال رذاذ اللعاب وممكن ان ينتشر بواسطة جرح حتى بعد شفاءه وتقشره يبقى الفيروس في موقع الجرح وكذلك تنتشر العدوى عد لمس وسادة فراش المصاب او ملابسه. وتؤكد الدراسات بأن عدوى الجدري عادة ما تحدث بواسطة الرذاذ حيث ان صيغة رذاذ اللعاب ان توفرت بظروف مناسبة للفيروس مثل حجب اشعة الشمس يبقى هذا الفيروس فعالاً لمدة 24 ساعة. وفي الظروف غير المناسبة يبقى الفيروس لمدة ستة ساعات. ويبقى في خيوط وسادة الفراش والملابس لفترة من حياته. الاعراض كما اسلفنا ان للجدري شكلين: 1. الفعّال: وهو المرض الخطر سريع الابادة. 2. البسيط: معتدل العدوى مع سرعة ابادة تقل عن 1% خلال فترة حضانة الفيروس التي تقرب من 12-14 يوم. وتكون الاعراض فيها: حمى شديدة و تعب وصداع شديد والم في الظهر واكتئاب ووعكة وطفح جلدي وردي اللون يظهر بارزاً على الجلد بشكل بقعة ثم ينتشر، ويكون الانتشار في البداية في المادة المخاطية للانف والبلعوم وبعدها الوجه والساعدين والجذع فالساقين. ويؤدي الطفح الجلدي الى القيح ثم يتقشر في اليوم الثامن او التاسع. ومن الاعراض الاخرى التقيؤ والاسهال والنزف المفرط. المعالجة اذا اعطي اللقاح بعد 1-4 ايام من التعرض للمرض قد يؤدي الى الشفاء او على الاقل يقلل من درجة المرض. ان معالجة المرض تكون اسهل في بداية ظهور اعراضه. وفي الواقع لا يوجد هناك علاج خاص بمرض الجدري حيث تعطى احياناً المضادات الحيوية للعدوى البسيطة التي قد تظهر. وقد يساعد لقاح (الكيوبيولين) (وهو مضاد حيوي ضد الفايروسات كالجدري) على تقليل حدة المرض. وفي حالة ثبوت تشخيص الجدري يجب ان يعزل الشخص مباشرة والا يخالط احداً ولا يقتصر العزل على المصاب فقط بل يجب ان تعزل ملابسه وادواته. ويجب ان يخضع للمراقبة من قبل ملاك طبي. المضاعفات يحدث لمرض الجدري مضاعفات عديدة منها التهابات بكتيرية تظهر على الجلد في موقع الضرر وندب ونتوءات وكذلك التهاب المفاصل والعظم وذات الرئة بالاضافة الى نزف شديد والتهاب العين والدماغ والموت. الوقاية العديد من الناس لقحوا ضد مرض الجدري في الماضي ولكن اللقاح لم يعد يعطى الآن لأن الفيروس قد استأصل. وان لدى مركز السيطرة على الامراض (CDC) خطة طوارئ لمكافحة مرض الجدري اذ توجد حالياً لقاحات كافية في الولايات المتحدة لتلقيح 6-7 مليون شخص وهنالك لقاحات اضافية في بلدان اخرى. وفي سنة 2000 خصصت الـ (CDC) مبلغاً كبيراً لشركة في كل من كامبرج وماسكوسيتس لإنتاج ما يقرب من 40 مليون جرعة اضافية من اللقاح، انتهى العمل بها عام 2004. وهنالك بعض المضاعفات اليت قد تظهر عند اخذ اللقاح منها طفح جلدي بسيط وقد تظهر مضاعفات اخرى اكثر خطورة الا ان نسبتها ضئيلة جداً مثل احتمالية الاصابة بالتهاب الدماغ بنسبة 1: 300.000. |