
مقدمة:
منذ أن تعرفت بشغف و تقدير و إعجاب على القصص العربية الخالدة بصوت الشاعر راعي موقع الوراق ـ الذي كنا نسمع عنه فإذا بنا نسمعه ـ ، أقول ، منذ ذلكم الحين ، و أنا أتمنى لو تمت برمجة السماع للمعلقات بنفس الصوت و نفس الأداء. و بعد هذا بأيام قليلة ، ظهر مجلس المعلقات باقتراح من السيد معتصم ، المدير التقني للموقع ، ليكون نافذة نطل منها على عالم الشعر الجاهلي الواسع الشاسع .
و لي مع هذا الشعر قصة عجيبة اود تقديمها كمدخل لمساهماتي في هذا المجلس المبارك ، و ذلك أن تكويني التعليمي لم يكن قط ليؤهلني لان أهتم بدراسة الشعر الجاهلي و البحث في دواوينه ، فدراستي الفلاحية كانت كلها باللغة الفرنسية على يد أساتذة فرنسيين ، و استاذ مغربي واحد هو أستاذ العربية ، و كانت حصتها الأسبوعية لاتتعدى الساعتين . فكيف يمكن " لمفرنس " مثلي أن يهتم بالشعر الجاهلي ، و بالأحرى أن يخوض في الحديث عنه و الكتابة فيه . و أظن أن خلو الساحة في محيطي من المهتمين الأكفاء بهذا التخصص الهام ، هو الذي يدفع بأمثالي إلى محاولة القيام بفرض الكفاية فيه قدر المستطاع . و الدليل على ما أقول ، هو أنني لم أعثر قط على مرجع مغربي أثناء بحثي في هذا الميدان ، منذ سنين و إلى اليوم .و أقول أني لم أعثر عليه ، و لا أنفي وجوده إن كان موجودا. و أهم مرجع مغاربي معروف في المشرق و المغرب هو العلامة الشنقيطي و أظنه من موريتانيا . و تشاء العناية الربانية أن أهتم بدرسة تربية النحل ، ثم دراسة النباتات الرحيقية فالنبات الطبي و تصنيف النبات باللغة الفرنسية دائما ، ليصل بي المطاف إلى حب التعرف على نباتات الشعر الجاهلي في ربوعه و باللغة العربية ، معتمدا في ذالك على ما تيسر الوقوف عليه من مؤلفات خاصة بالشعر الجاهلي في مكتبات أهم المدن المغربية . و من نتائج هذا الحب ما سأدلي به هنا من مساهمات ، و كل أملي أن تكون مقبولة من طرف الأساتذة المختصين و الزوار الكرام . و إلى المساهمة المقبلة إن شاء الله .
|