كل من كابد هموم اللغة العربية , و لامس خطراتها عن قرب يحتفظ في داخله منها برصيد .
و هنا سنحاول معاً أن نكشف عن مدى هذا الرصيد و هذه الخطرات , من خلال أسئلة متنوعة تلامس بعضاً من درر هذه اللغة , و تضيء بعضاً من نفائسها.

إنه درب جديد يحاول الوراق أن يسلكه و يرحب بكل مشورة أو نقد أو اقتراح .

بسم لله الرحمن الرحيم وكل عام وأنتم بخير

كوني متخصصة في اللغة العربية فانني أكن لهذه اللغة كل الحب والتقدير ، كيف لا وهي لغة القرآن الكريم الذي ليس بعده كتاب سماوي آخر و لغة أهل الجنة يوم يجمعهم الله عزوجل في رحابه وتحت رحمته   ، اننا مطالبون حقا باعادة النظر فيما قدمناه للغة العربية وما نقدمه لها وسط هذا العالم الذي يموج بآثار العولمة وما ينجم عنها ؛ لنقارن جهودنا بجهود الأمم الأخرى الي تبذل الغالي والنفيس في سبيل الابقاء على لغاتها حية تتداولها ألسن الناطقين بها ، والمفارقة العجيبة في هذا الأمر أن الأمم الأخرى بدأت تهتم بلغتنا أكثر من اهتمامنا نحن بها ،   فالولايات المتحدة الأمريكية  تشهد ومنذ أحداث 11 سبتمبر  نشاطا ملحوظا في تدريس آداب اللغة العربية ، وأضحت الحكومة تنفق أموالا طائلة على الطلبة الذين يتهافتون على تعلم هذه الغة بكل ما فيها من كنوز ،  مع العلم بأن العربية كانت في الولايات المتحدة تندرج ضمن اللغات الصعبة جدا والتي يعد الاقبال عليها ضعيفا بالاضافة الى أن تعلمها يتطلب  2200 ساعة ، ولكن الأمور عندهم تهون في سبيل التعرف على العرب والعربية عقب ما حل بهم .

فأقول هذه جهود دولة أجنبية واحدة وماذا عن الباقين???? ، وماذا  عن جهودنا نحن أبناء هذه اللغة الحبيبة التي طال صدنا عنها ، وهجرنا لها?