مجال البحث
المكتبة التراثية المكتبة المحققة أسماء الكتب المؤلفون القرآن الكريم المجالس
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث


يوميات دير العاقول

النبوّة   

تاريخ النص : 937 ب.م
المكان : [ الكوفة ]
بلغني عن أبي الحسن الناشئ عندما بلغته قصيدتي التي نظمتها في علي بن إبراهيم التنوخي أنّه قال: كنت بالكوفة في سنة خمسٍ وعشرين وثلاثمائةٍ وأنا أملي شعري في المسجد الجامع بها والناس يكتبونه عني وكان أحمد بن الحسين إذ ذاك يحضر معهم، وهو بعد لم يعرف ولم يلّقب بالمتنبي فأمليت القصيدة التي أولها:


بـآل  مـحـمّـد  عـرف  iiالـصـواب   وفـي أبـياتـهـم نـزل الـكـتـــاب

إلى أن بلغت:


كـأن  سـنـان ذابــلـــه iiضـــمـــير   فـلـيس عـن الـقـلـوب لـه ذهـاب
وصـارمـه  كـبـيعـــتـــه بـــخـــم iiّ   مقاصدهـا مـن الـخـلـق iiالـرقـاب

فلمحته يكتب هذين البيتين، ومنها أخذ ما أنشدتموني الآن من قوله:


كـأن  الـهـام فـي الـهـيجــا iiعـــيون   وقـد طـبـعـت سـيوفـك مـن iiرقـــاد
وقـد صـغـت الأسـنة مـن هـمـــوم   فـمــا  يخـــطـــرن  إلاّ فـــي فـــؤاد

وقد صدق أبو الحسن، لم أحبس لدعوى النّبوّة المزعومة، إذ كان حبسي بين عاميّ اثنين وعشرين وثلاثة وعشرين وثلاثمائة للهجرة لتهمة لحقت بي، ولو أننّي لم أدفع هذا الزعم، فقد كنت مستخفّا في صباي بالأنبياء ودعواهم، وأنا أستغفر الله اليوم من هذا الأمر . لقد دوّنت بيتيه هذين لأعيد سبكهما في قصيدة إختلف عليها الناس، مدحت بها علي بن إبراهيم التنوخي المذكور في الشام العام التالي، مطلعها :


أُحادٌ أَم سُداسٌ في أُحادِ   لُيَيلَتُنا    المَنوطَةُ   بِالتَنادِ

وللناشئ شعر لا تعوزه الحكمة، كقوله السائر:

إنّي  ليهجرني  الصديق  iiتجنّياً   فأريه     أنّ     لهجره     iiأسبابا
وأخاف    إن    عاتبته    iiأغريته   فأرى   له   ترك   العتاب   عتابا
وإذا    بليت    بجاهلٍ   متغافلٍ   يدعو  المحال  من الأمور صوابا
أوليته   مني   السكوت  iiوربما   كان السكوت عن الجواب جوابا

اذهب إلى صفحة اليوميات