مجال البحث
المكتبة التراثية المكتبة المحققة أسماء الكتب المؤلفون القرآن الكريم المجالس
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث


يوميات دير العاقول

رجل يحلّق في الهواء   

تاريخ النص : 924 ب.م

لو قدّر لي أن أبعث ميّتا لبعثت صاحب هذه الأبيات:

ومُختَلِفِ  الأصواتِ  مؤتَلفِ  iiالزَّحـفِ   لهومِ  الفَلاَ  عَبلِ  القَنَابـل  iiمُـلـتَـفِ
إذَا   أومَضت  فِيهِ  الصَّوَارِمُ  خِلـتَـهَـا   بُرُوقاً تَرَاءى في الجَهَامِ وتَسْتَخْفِـي
كأنَّ   ذُرَى  الأعـلامِ  فـي  iiمَـيَلاَنِــهِ   قَرَاقِيرُ  في  يَمِّ  عَجَزْنَ عن iiالـقَـذْفِ


إلى أن يقول:

كأن      مساعيرَ     الموالي     iiعليهم      شواهين  جادت  للغرانيق  iiبالنسف
بنفسي  تنانين  الوغى  حين  iiصُففت   إلى  الجبل  المشحونِ صفاً على iiصفِّ
يقول  ابن  يليوشس  لموسى  وقد ونا    أرى الموت قدامي وتحتي ومن خلفي
قتـلناهم      ألفـاً      وألفـاً      iiومثـلها      وألفـاً   وألفـاً   بعد   ألـف   إلى  أـلف
سوى  من  طواه  النهرُ  في  iiمستلجِّه   فأغرقَ    فيه    أو    تدأدأ    من   iiجُرفِ


حكيم الأندلس وفيلسوفها العالم عباس بن فرناس، وهو أول من استنبط بالأندلس صناعة الزجاج من الحجارة وأول من فكّ بها كتاب العروض للخليل، وأول من فكّ الموسيقى، وصنع الآلة المعروفة بالمنقاة ليعرف الأوقات على غير رسم ومثال، واحتال في تطيير جثمانه، فكسا نفسه الريش على سرق الحرير، فتهيأ له أن استطار في الجوّ من ناحية الرصافة، واستقل في الهواء، فحلّق فيه حتى وقع على مسافة بعيدة وفيه قال مؤمن بن سعيد الشاعر من أبيات:

يطمّ  على  العنقاء  في iiطيرانها    إذا ما كسا جثمانه ريش قشعم


وصنع في بيته هيئة السماء، وخيل للناظر فيها النجوم والغيوم والبروق والرعود، توفي في أعقاب أيام محمد بن عبد الرحمن سنة أربع وسبعين ومائتين.
اذهب إلى صفحة اليوميات