مجال البحث
المكتبة التراثية المكتبة المحققة أسماء الكتب المؤلفون القرآن الكريم المجالس
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث


يوميات دير العاقول

بين يدي الحسن بن طغج

تاريخ النص : 948 ب.م
المكان : [ الرملة ]
كثرت عليّ مراسلات الأمير أبي محمد الحسن بن عبد الله بن طغج من الرملة فسرت إليه.
فلما حللت عليه، حمل إليّ وأكرمني.
وكان أن أرسل إليّ محمد ابن القاسم المعروف بالصوفي، وأبو عمر عبد العزيز بن الحسن السلمي بحضرتي أرسله على مركوب فصعد إلي في دار كنت أنزلها فسلم علي وعرّفني رسالة الأمير، وأنه منتظر لي.
فامتنعت عليه وقلت أعلم أنه يطلب شعراً، وما قلت شيئاً فقال لي ما نفترق.
فقلت له اقعد إذاً.
ثم دخلت إلى بيت في الحجرة ورددت الباب علي فلبثت فيه مقدار كتب القصيدة ثم خرجت إليه وهي في يدي مكتوبة لم تجف.
فقال لي أنشدنيها فامتنعت وقلت الساعة تسمعها.
ثم ركبت وسرنا فدخلت على الأمير أبي محمد وعين الأمير إلى الباب ممدودة منتظراً لورودنا.
فسأل عن خبر الإبطاء فأخبره الخبر.
فسلمت عليه ورفعني أرفع مجلس وأنشدته هذه القصيدة.

أَنا   لائِمي  إِن  كُنتَ  وَقتَ  اللَوائِمِ     عَلِمتَ  بِما  بي  بَينَ  تِلكَ  المَعالِمِ ii
وَلَكِنَّني   مِمّا   شُدِهتُ   مُتَيَّمٌ      ii   كَسالٍ   وَقَلبي   بائِحٌ   مِثلُ   كاتِمِ  ii
وَقَفنا    كَأَنّا    كُلُّ    وَجدِ    قُلوبِنا   ii   تَمَكَّنَ   مِن   أَذوادِنا   في   القَوائِمِ  
وَدُسنا   بِأَخفافِ   المَطِيِّ   تُرابَها   ii   فَلا  زِلتُ  أَستَشفي بِلَثمِ المَناسِمِ 
دِيارُ     اللَواتي    دارُهُنَّ    عَزيزَةٌ    ii   بِطولِ   القَنا   يُحفَظنَ  لا  بِالتَمائِمِ  
حِسانُ التَثَنّي يَنقُشُ الوَشيُ مِثلَهُ    إِذا  مِسنَ  في  أَجسامِهِنَّ النَواعِمِ ii
وَيَبسِمنَ   عَن   دُرٍّ   تَقَلَّدنَ   مِثلَهُ     كَأَنَّ   التَراقي   وُشِّحَت  بِالمَباسِمِ  
فَمالي   وَلِلدُنيا   طِلابي   نُجومُها  ii   وَمَسعايَ  مِنها  في  شُدوقِ iiالأَراقِمِ


إلى أن بلغت:

وَذي  لَجَبٍ  لا  ذو  الجَناحِ أَمامَهُ ii   بِناجٍ  وَلا  الوَحشُ  المُثارُ بِسالِمِ ii
تَمُرُّ عَلَيهِ الشَمسُ وَهيَ ضَعيفَةٌ    تُطالِعُهُ  مِن بَينِ ريشِ القَشاعِمِ ii
إِذا  ضَوؤُها لاقى مِنَ الطَيرِ فُرجَةً ii   تَدَوَّرَ  فَوقَ  البَيضِ  مِثلَ  iiالدَراهِمِ


ومنها في الممدوح:

حَيِـيّونَ    إِلّا    أَنَّـهُم    في   نِزالـِهِم   ii   أَقَلُّ    حَياءً    مِن    شِفارِ   الصَوارِمِ   ii
وَلَولا   اِحتِقارُ   الأُسدِ   شَبَّهتُها  بِهِم     وَلَكِنَّها     مَعدودَةٌ     في     البَهائِمِ    ii
سَرى النَومُ عَنّي في سُرايَ إِلى الَّذي        صَنائِعُهُ    تَسري   إِلى   كُلِّ   iiنائِمِ


ومنها البيت الذي سلقت به بدر بن عمّار أمير طبريّة وابن كروّس:

وَفارَقتُ  شَرَّ  الأَرضِ  أَهلاً  وَتُربَةً ii   بِها   عَلَوِيٌّ   جَدُّهُ  غَيرُ  هاشِمِ  ii
بَلى  اللَهُ  حُسّادَ  الأَميرِ بِحِلمِهِ ii   وَأَجلَسَهُ  مِنهُم  مَكانَ  العَمائِمِ  ii
فَإِنَّ لَهُم في سُرعَةِ المَوتِ راحَةً    وَإِنَّ لَهُم في العَيشِ حَزَّ الغَلاصِمِ 
كَأَنَّكَ  ما  جاوَدتَ  مَن  بانَ iiجودُهُ   عَلَيكَ  وَلا  قاتَلتَ  مَن  لَم  تُقاوِمِ


اذهب إلى صفحة اليوميات