مجال البحث
المكتبة التراثية المكتبة المحققة أسماء الكتب المؤلفون القرآن الكريم المجالس
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث


يوميات دير العاقول

حجلى وظربى   

تاريخ النص : 952 ب.م
المكان: [ حلب ]
سألنى الشيخ أبو علي الفارسي، صاحب الإيضاح والتكملة، قال لي: كم لنا من الجموع على وزن فِعلى فقلت في الحال: "حِجلى" و "ظِربى".
قال أبو علي: فطالعت كتب اللغة ثلاث ليال على أن أجد لهذين الجمعين ثالثاً، فلم أجد.
والحِجْلى: جماعةُ الحَجَل من الطَّيْر، والظّربى جمع ظربان، على وزن قطران، وهي دويبة منتنة الرائحة.
وأبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار بن محمد بن سليمان بن أبان الفارسي النحوي؛ ولد بمدينة فسا من أعمال فارس واشتغل ببغداد، ودخل إليها سنة سبع وثلاثمائة، وكان إمام وقته في علم النحو، ودار البلاد، وأقام بحلب عند سيف الدولة بن حمدان مدة.
وكان قدومه عليه في سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة، لقيته هناك أوّل مرّة ، وجرت بيني وبينه مجالس، ثم انتقل إلى بلاد فارس وصحب عضد الدولة ابن بويه وتقدم عنده وعلت منزلته حتى قال عضد الدولة: أنا غلام أبي علي الفسوي في النحو.
وصنّف له كتاب الإيضاح، والتكملة في النحو السالف الذكر.
ويحكى أنه كان يوماً في ميدان شيراز يساير عضد الدولة، فقال له: لم انتصب المستثنى في قولنا: قام القوم إلا زيداً? فقال الشيخ: بفعل مقدر، فقال له كيف تقديره? فقال: أستثني زيداً، فقال له عضد الدولة: هلا رفعته وقدرت الفعل امتنع زيد? فانقطع الشيخ، وقال له: هذا الجواب ميداني.
ثم إنه لما رجع إلى منزله وضع في ذلك كلاماً حسناً وحمله إليه فاستحسنه، وذكر في كتاب الإيضاح أنه انتصب بالفعل المتقدم بتقوية إلا.
قال ذات يوم : إني لأغبطكم على قول الشعر، فإن خاطري لا يوافقني على قوله مع تحقيقي العلوم التي هي من مواده، فقال له رجل: فما قلت قط شيئاً منه? قال: ما أعلم أن لي شعراً إلا ثلاثة أبيات في الشيب، وهي قولي:

خضبت الشيب لما كان عيبـاً   وخضب الشيب أولى أن iiيعابا
ولم  أخضب  مخافة هجر iiخل   ولا  عيباً  خشيت  ولا iiعتـابـا
ولكن  المشيب  بـدا  iiذمـيمـاً   فصيرت   الخضاب   له  عقابـا


اذهب إلى صفحة اليوميات