مجال البحث
المكتبة التراثية المكتبة المحققة أسماء الكتب المؤلفون القرآن الكريم المجالس
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث


يوميات دير العاقول

سمل القاهر بالله   

تاريخ النص : 23 أيار 934 ب.م
المكان : [ بغداد | حمص ]

بلغني اليوم خبر سمل الخليفة في العاصمة وأنا في الحبس. يقينا أن هذا ما جناه المعتصم، فلقد كان يتشبه بملوك الأعاجم ويمشي مشيهم، وبلغت غلمانه الأتراك بضعة عشر ألفاً. هاهم يبطشون بأحفاده اليوم. بلغني أنّ القاهر بالله قتل إسحاق بن إسماعيل النوبختيَّ، وهو الذي أشار باستخلافه، فكان كالباحث عن حتفه بظلفه، وقتل أيضاً أبا السرايا بن حَمدان، وهو أصغر ولد أبيه؛ وسبب قتلهما أنّه أراد أن يشتري مغنّيتَيْن قبل أن يلي الخلافة، فزادا عليه في ثمنهما، فحقد ذلك عليهما، فلمّا أراد قتلهما استدعاهما للمنادمة، فتزيّنا، وتطيّبا، وحضرا عنده فأمر بإلقائهما إلى بئر في الدار، وهو حاضر، فتضرّعا وبكيا، فلم يلتفت إليهما وألقاهما فيها وطمّها عليهما. وقيل إن ابن مقلة الوزير المختفي أوغر الجند عليه لأن ابن مقلة في اختفائه كان يوحشهم منه، ويقول لهم: إنه بنى لكم المطامير ليحبسكم وغير ذلك، فأجمعوا على الفتك به ودخلوا عليه بالسيوف فهرب فأدركوه وقبضوا عليه في سادس من جمادى الآخرة وبايعوا أبا العباس محمد بن المقتدر ولقبوه الراضي بالله ثم أرسلوا إلى القاهر الوزير والقضاة فقيل له ما تقول? قال: أنا أبو منصور محمد بن المعتضد، لي في أعناقكم بيعة، وفي أعناق الناس، ولست أبرئكم ولا أحللكم منها، فقوموا فقاموا. فقال الوزير يخلع، ولا نفكر فيه، أفعاله مشهورة. وقال القاضي أبو الحسين فدخلت على الراضي وأعدت عليه ما جرى وأعلمته أني أرى إمامته فرضاً فقال: انصرف ودعني وإياه، فأشار سيماء مقدّم الحجريّة على الراضي بسمله فكحله بمسمار محمى.
كان سبب خلع القاهر سوء سيرته وسفكه الدماء فامتنع من الخلع فسملوا عينيه حتى سالتا على خديه.

اذهب إلى صفحة اليوميات