الحسن بن عبد الله بن سهل بن سعيد بن يحيى بن مهران، أبو هلال اللغوي العسكري نسبته إلى (عسكر مُكرَم) من كور الأهواز. كان الغالب عليه الأدب والشعر. بلغني أن هذا الفاضل كان يحضر السوق، ويحمل إليها الوسوق، ويحلب دَرّ الرزق ويمتري، بأن يبيع الأمتعة ويشتري، فانظر كيف يحدو الكلام ويسوق، وتأمل هل عض من فضله السوق، وكان له في سوقه الفضلاء أسوة، أو كأنه استعار منهم لأشعاره كسوة، وهم: نصر بن أحمد الخبزأرزى، وأبو الفرج الوأواء الشامى، والسرىّ الرفاء الموصلي. أما نصر فكان يدحو لرفاقه الأرْزِيّة، ويشكو في أشعاره تلك الرزية، وأما أبو الفرج فكان يسعى بالفواكه رائحاً، وغادياً، ويتغنى عليها منادياً، وأما السرىّ فكان يطرى الخَلَق، ويرفو الخِرَق، ويصف تلك العبره، ويزعم أنه يسترزق بالإبرة. وكيف كان فهذ حرفة لا تنجو من حُرفه، وصنعة لا تنجو من صنعة، وبضاعة لا تَسلم من إضاعة، ومتاع ليس هله استمتاع!