مجال البحث
المكتبة التراثية المكتبة المحققة أسماء الكتب المؤلفون القرآن الكريم المجالس
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث


يوميات دير العاقول

فضل ومرعوش   

تاريخ النص : 963 ب.م
المكان : [ بغداد ]
ولد في السنة التي ولدت فيها وهي ذات السنة التي ولد فيها سيف الدولة الحمداني سنة ثلاث وثلاثمائة، معزّ الدولة بن بويه كان شجاعاً، قوى القلب، صلب العود، إلا أنه كان في أخلاقه شراسة، وكانت إحدى يديه مقطوعة.
وهو الذي أحدث استعمال السعاة ليبلغ أخاه ركن الدولة أخباره، فغوى الناس في ذلك وعلموا أبناءهم سعاة، حتى أن من الناس من كان يقطع نيفاً وثلاثين فرسخاً في يوم واحد.
وأعجبه المصارعون والملاكون، وغيرهم من أرباب هذه الصناعات ، وتعلموا السباحة ونحوها، وكانت تضرب الطبول بين يديه ويتصارع الرجال، والكوسان تدق حول سور المكان الذي هو فيه.
ورتب للسعاة الجرايات الكثيرة لأنه أراد أن يصل خبره إلى أخيه ركن الدولة سريعاً، فنشأ في أيامه فضل و مرعوش، وفاقا جميع السعاة، وكان الواحد منهم يسير في اليوم الواحد نيفاً وأربعين فرسخا، وكان أحدهما ساعي السنُّة، والآخر ساعي الشيعة.
وأنا أعجب من فضل ومرعوش - وهما من سقط الناس وسفلتهم - كيف لهج الناس بهما وبالتعصب لهما حتى صار جميع من ببغداد إما مرعوشياً وإما فضلياً.
ولقد اجتاز ابن معروف وهو على قضاء القضاة بباب الطاق فتعلق بعض هؤلاء المجان بلجام بغلته، وقال: أيها القاضي، عرّفنا، أنت مرعوشي أم فضلي، فتحيّر وعرف ما تحت هذه الكلمة من السفه والفتنة، وأن التخلص بالجواب الرفيق أجدى عليه من العنف والخرق وإظهار السطوة؛ فالتفت إلى الحراني - وكان معه وهو من الشهود - فقال: يا أبا القاسم، نحن في محلة من? قال: في محلة مرعوش؛ فقال ابن معروف: كذلك نحن - عافاك الله - من أصحاب محلتنا لا نختار على اختيارهم؛ ولا نتميز فيهم.
فقال العيار: امش أيها القاضي في ستر الله؛ مثلك من تعصب للجيران.
اذهب إلى صفحة اليوميات