مجال البحث
المكتبة التراثية المكتبة المحققة أسماء الكتب المؤلفون القرآن الكريم المجالس
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث


يوميات دير العاقول

إبن مقلة يرثي يده   

تاريخ النص : 940 ب.م
المكان : [ بغداد | طبريّة ]

ما   سئمت   الحياة   لكن   iiتوثّ   قت    بأيمانهم   فبانت   iiيميني
بعت  ديني  لهم  بدنياي حـتـى   حرموني   دنياهم   بعد   iiدينـي
ولقد حطت ما ستطعت بجهدي   حفظ   أرواحهم   فما  iiحفظوني
ليس   بعد  اليمين  لـذة  عـيش   يا  حياتي  بانت  يميني  فبينـي


بلغني وأنا في طبريّة هذا العام هلاك إبن مقلة الوزير أبي عليّ محمد بن عليّ بن حسن الكاتب صاحب الخطّ المنسوب، وقد وزر للخلفاء غير مرّة ثم قطع يده ولسانه وسجن حتى هلك وله ستون سنة. وممّا شاع أن سبب موت ابن مقلة أنه أشار على الراضي بمسك ابن رائق فبلغ ابن رائق ذلك فحبس ابن مقلة ثم أخرج وقطعت يده فكان يشد القلم عليها ويكتب ويتطلب الوزارة أيضاً ويقول إن قطع يده لم يكن في حد ولم يعقه عن عمله. ثم بلغ ابن رائق دعاؤه عليه وعلى الراضي فقطع لسانه وحبس إلى أن مات في أسوأ حال ودفن مكانه، ثمّ نبشه أهله فدفنوه في مكان آخر، ثمّ نبش ودفن في موضع ثالث. فمن الاتفاقات الغريبة أنه ولي الوزارة ثلاث مرات لثلاثة خلفاء: المقتدر والقاهر والراضي، وسافر ثلاث مرات ودفن ثلاث مرات. وقيل إنه أقام في الحبس مدة طويلة ثم لحقه ذرب ولم يكن له من يخدمه، فكان يستقي الماء لنفسه من البئر فيجذب بيده اليسرى جذبة وبفمه جذبة. وممّا أحفظه له بيتاه السائران:
وإذا   رأيت   فتى  بأعلـى  iiرتـبة   في   شامخ   من   عزّة   iiمترّفع
قالت لي النفس العروف بقدرها   ما   كان   أولاني  بهذا  iiالموضـع
اذهب إلى صفحة اليوميات