مجال البحث
المكتبة التراثية المكتبة المحققة أسماء الكتب المؤلفون القرآن الكريم المجالس
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث


يوميات دير العاقول

سمل المستكفي   

تاريخ النص : 946 ب.م
المكان : [ بغداد | أنطاكية ]

لم يمض على مبايعة الخليفة المستكفي سنة حتى ورد الخبر إليه بوصول معزّ الدولة ابن بويه من بلاد فارس، فخاف خوفاً شديداً، واضطرب الناس، فأهدى المستكفي إلى معزّ الدولة ألطافاً وفاكهة. ووصل معز الدولة إلى حضرة المستكفي فرد إليه إمارة الأمراء وأعطاه الطوق والسوار وآلة السلطنة وعقد له لواء. وهو أول ملوك بني بويه في الحضرة الخليفية، وهو الذي لقّبه معزّ الدولة، ولقّب أخاه الآخر عماد الدولة، وأمر أن تضرب ألقابهم على الدينار والدرهم. ونزلت الديلم دور الناس ببغداد ولم يكن يعرف ذلك من قبل. وكان أن علماً القهرمانة صنعت دعوة عظيمة حضرها جماعة من قواد الديلم والأتراك، فاتهمها معز الدولة أنها فعلت ذلك لتأخذ عليهم البيعة للمستكفي ويزيلوا معز الدولة، فساء ظنه لذلك لما رأى من إقدام علم، وحضر أصفهدوست عند معز الدولة، وقال: قد راسلني الخليفة في أن ألقاه متنكراً.
فلما مضى اثنان وعشرون يوماً من جمادى الآخرة حضر معز الدولة والناس عند الخليفة، وحضر رسول صاحب خراسان، ومعز الدولة جالس، ثم حضر رجلان من نقباء الديلم يصيحان، فتناولا يد المستكفي بالله، فظن أنهما يريدان تقبيلها، فمدّ يده فجذباها ونكساه من السرير ووضعا عمامته في عنقه وسحباه.وساق الديلميان المستكفي بالله ماشياً إلى دار معز الدولة، فاعتقل بها، وخلع من الخلافة وسملت عيناه، ونهبت داره حتى لم يبق بها شيء وقبض على أبي أحمد الشيرازي كاتب المستكفي، وأخذت علم القهرمانة فقطع لسانها، وضربت البوقات والطبول، واختلط الناس ودخل الديلم إلى حرم الخليفة، ولم يزل في دار السلطنة معتقلاً فيها إلى الساعة. فقلت في ذلك:


وَاِحتِمالُ  الأَذى وَرُؤيَةُ جاني   هِ  غِذاءٌ  تَضوى بِهِ iiالأَجسامُ
ذَلَّ  مَن  يَغبِطُ الذَليلَ iiبِعَيشٍ   رُبَّ  عَيشٍ أَخَفُّ مِنهُ iiالحِمامُ
كُلُّ   حِلمٍ  أَتى  بِغَيرِ  iiاِقتِدارٍ   حُجَّةٌ    لاجِئٌ   إِلَيها   iiاللِئامُ
مَن يَهُن يَسهُلِ الهَوانُ عَلَيهِ   ما     لِجُرحٍ     بِمَيِّتٍ    iiإيلامُ


اذهب إلى صفحة اليوميات