مجال البحث
المكتبة التراثية المكتبة المحققة أسماء الكتب المؤلفون القرآن الكريم المجالس
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث


يوميات دير العاقول

إذا اتسخت ثيابـي   

تاريخ النص : 949 ب.م

سألني سيف الدولة ذات يوم كيف ألممت بمعنى البيتين:


كئيباً   تَوَقَّاني   العواذُل  في  iiالهَـوَى   كما    يَتَوقَّى    رَيَّض    الخيلِ   iiحازمُهْ
قفيِ تَغْرَمِ الأولَى من اللَّحظ مُهجتي   بثانية    والمتلفُ    الشيء    غـارمُـهْ

فأجبيه هذا من قول الخبزأرزي:

إلـى   كـم   أذلّ   iiوأسـتـعـطـفُ   وأنت      تجـورُ     ولا     iiتُـنْـصـفُ
أيا  يوسَف  الحسنِ صِلْ مُـدْنـفـاً   مدامِـعُـهُ     لـم     تَـزَلْ    تَـذْرِفُ
أعـيذكَ   مِـنْ   ظـالـم   iiغـاشـم   سِوى الخلفِ في الوِعد لا يعرفُ
ولي    مهجةُ   أنـت   iiأتـلـفـتـهـاَ   عليكَ     غـرامةُ     مـا    iiتُـتْـلـفُ

فقال حفظه الله إن لقولك زيادة أكسبته حسنا.
وأمّا الخبزأرزيّ فهو نصر بن أحمد بن نصر بن مأمون أبو القاسم البصري الشاعر، المعروف بالخُبزَارُزِّي، كان أمّياً لا يتهجَّى ولا يكتب، وكان يخبز خُبزَ الأرُز بمِربَد البصرة في دكان، وكان ينشد أشعار الغَزَل والناس يزدحمون عليه ويعجبون منه، وحضر إليه يوم عيدٍ ابن لَنكك الشاعر وغيره، فقعدوا عنده وهو يخبِز على طابقه فزاد في الوقود ودخن عليهم، فنهض الجماعة، فقال الخبزأرزي لابن لنكك: متى أراك يا ابن الحسن? فقال: إذا اتسخت ثيابي، لأنه سوّدها بالدخان وكانت جُدداً في يوم عيدٍ، ثم إن ابن لنكك كتب إليه:

لنصرٍ  في  فؤادي فَرطُ iiحُبٍ   أنِيف  به  على  كل الصِّحابِ
أتيناه      فبخَّـرنـا      بـخـوراً   من السَعَف المدخّن iiللثياب
فقمتُ  مبادراً  وظننتُ iiأنـي   أرادَ  بذاك  طردي أو iiذهابي
فقال  متى أراك أبا iiحسـينٍ   فقلتُ له إذا اتسخت ثيابـي



فكتب إليه الجواب إملاءً:

منحتُ أبا الحسينِ صميمَ iiودي   فداعبني        بألفاظ       عذاب
أتى وثيابُهُ كقـتـيرِ شَـيبٍ فعُدنَ   فعُدنَ    له    كَرَيعانِ   الشـبـاب
وبُغضي  للمشيبِ  أعَدَّ عنـدي   سواداً     لونه    لون    الخِضـاب
ظننتُ  جُلوسَه  عندي  iiلِعُـرسٍ   فجدت   له   بتمسيك   iiالـثـياب
فقلتُ:  متى  أراك  أبا  حسـين   فجاوبَني   إذا   اتسخت  ثيابـي
فإذا    كان    التقزّزُ   فـيه   خـيرٌ   فلِم   يُكنى   الوَصِيُّ  أبا  iiتـراب


وتوفي الخبزأرزيّ سنة سبع عشرةَ وثلاثمائة.

اذهب إلى صفحة اليوميات