مجال البحث
المكتبة التراثية المكتبة المحققة أسماء الكتب المؤلفون القرآن الكريم المجالس
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث


يوميات دير العاقول

وجه لا يفترّ عن ابتسامة   

تاريخ النص : 935 ب.م
المكان : [حمص]

لمّا اشتهر أمري وشاع ذكري، تقوّل عليّ بأن لي أربا في ثورة أحدثها وبلدة أخلع أميرها فألقى دعيّ يسمّى ابن عليّ الهاشمي في قرية يقال لها كوتكين القبض عليّ وزجّني في السجن، وأمر النجّار بأن يجعل في رجليّ وعنقي قرمتين من خشب الصفصاف، فقلت في ذللك:


زعم   المقيم   بكوتكين  iiبأنه   من  آل  هاشم بن عبد مناف
فأجبتُه  مذ  صرتَ من أبنائهم   صارت قيودُهم من الصَّفصاف


وها قد مضى على أسري دونما سبب سنة ونيف. ولقد بعثت الرسالة تلو الرسالة إلى أمير حمص علّها تشفع لي، ولكن لم يلن له قلب. قلت في بعضها:


بيديّ     أيّها     الأمير     الأريب   لا    لشيءٍ    إلاّ   لأنّي   غريب
أو     لأمٍّ     لها     إذا    ذكرتني   دم   قلبٍ   بدمع   عين  سكوب
إن  أكن  قبل  أن  رأيتك iiأخطأت   فإنّي      على     يديك     iiأتوب
عائبٌ     عابني     لديك    ومنه   خلقت في ذوي العيوب العيوب


ولكن لقد أسمعت لو ناديت حيّا، وأرسلت له أخرى لا تخلو من طرفة وتعريض، جاء فيها:


أمالك    رقّي،    ومن   iiشأنه   هبات  اللجين  وعتق  iiالعبيد
دعوتك   عند   انقطاع  الرجاء   والموت   منى   كحبل  الوريد
دعوتك    لما    براني   البلى   وأوهن   رجليّ   ثقل  iiالحديد
وقد كان مشيهما في iiالنعال   فقد صار مشيهما في القيود



ولكن وجههه البغيض لم يفتّر عن ابتسامة.


اذهب إلى صفحة اليوميات