لمّا اشتهر أمري وشاع ذكري، تقوّل عليّ بأن لي أربا في ثورة أحدثها وبلدة أخلع أميرها فألقى دعيّ يسمّى ابن عليّ الهاشمي في قرية يقال لها كوتكين القبض عليّ وزجّني في السجن، وأمر النجّار بأن يجعل في رجليّ وعنقي قرمتين من خشب الصفصاف، فقلت في ذللك:
زعم المقيم بكوتكين iiبأنه |
|
من آل هاشم بن عبد مناف |
فأجبتُه مذ صرتَ من أبنائهم |
|
صارت قيودُهم من الصَّفصاف |
وها قد مضى على أسري دونما سبب سنة ونيف. ولقد بعثت الرسالة تلو الرسالة إلى أمير حمص علّها تشفع لي، ولكن لم يلن له قلب. قلت في بعضها:
بيديّ أيّها الأمير الأريب |
|
لا لشيءٍ إلاّ لأنّي غريب |
أو لأمٍّ لها إذا ذكرتني |
|
دم قلبٍ بدمع عين سكوب |
إن أكن قبل أن رأيتك iiأخطأت |
|
فإنّي على يديك iiأتوب |
عائبٌ عابني لديك ومنه |
|
خلقت في ذوي العيوب العيوب |
ولكن لقد أسمعت لو ناديت حيّا، وأرسلت له أخرى لا تخلو من طرفة وتعريض، جاء فيها:
أمالك رقّي، ومن iiشأنه |
|
هبات اللجين وعتق iiالعبيد |
دعوتك عند انقطاع الرجاء |
|
والموت منى كحبل الوريد |
دعوتك لما براني البلى |
|
وأوهن رجليّ ثقل iiالحديد |
وقد كان مشيهما في iiالنعال |
|
فقد صار مشيهما في القيود |
ولكن وجههه البغيض لم يفتّر عن ابتسامة.
|